بمئذنتين هما الأعلى بمصر.. تعرف إلى جامع محمد علي بـ"مدينة الألف مئذنة"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعرف العاصمة المصرية القاهرة بلقب "مدينة الألف مئذنة"، وذلك لضمها العديد من المساجد التاريخية في مصر. ويبرز جامع محمد علي بموقعه بأعلى جبل المقطم، بين أسوار قلعة صلاح الدين، وكأنه يشرف على شوارع القاهرة التاريخية.
ولا يستمد جامع محمد علي مكانته كأجمل وأشهر الجوامع في مصر من موقعه الاستراتيجي فحسب، بل من مئذنتيه الشامختين اللتين هما الأعلى بمصر، إذ يبلغ ارتفاع كل منهما 84 مترًا، وفقًا لموقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتقف المئذنتان على طرفي واجهة الجامع، وتُتوج كل منهما قمة مدببة مخروطية على طراز المآذن العثمانية، إذ عهد محمد علي باشا إلى المهندس التركي يوسف بوشناق لوضع تصميم للجامع، فاستوحى بعض أجزاء العمارة من مسجد السلطان أحمد بالأستانة.
وحرص المهندس المصري هشام عبد العاطي على توثيق عمارة جامع محمد علي باشا.
ويقول عبد العاطي لموقع CNN بالعربية: "جذبني توثيق عمارة مسجد محمد علي، إذ أنه يُعد تحفة معمارية أثرية متفرده ليس لها شبيه بين جميع مساجد مصر الأثرية، وقد بُني على الطراز العثماني المميز على غرار جامع السلطان أحمد بإسطنبول.
ويرى عبد العاطي أن أهم ما يميز هذا المسجد المتفرد عن كافة المساجد التاريخية بالقاهرة، إلى جانب تصميمه الهندسي الساحر، يتمثل باستخدام نوع من الرخام يعرف بالألبستر في تغطية جدارنه الداخلية والخارجية على حد سواء، ولذلك بات يعرف أحياناً بمسجد المرمر أو الألبستر، كما أنه يتميز بمئذنتين شهيرتين هما الأعلى بمصر.
ومن وجهة نظر عبد العاطي، فإن "مسجد محمد علي يعتبر أيقونة العمارة والزخرفة الإسلامية ودرة الجوامع المصرية، كما أنه أهم عنصر جذب سياحي بين المساجد الأثرية، وقِبلة هواة الإستمتاع بفن التشييد والعمارة والزخرفة الإسلامية، وهو تحفة معمارية لا تضاهيها تحفة أخرى في القاهرة، مدينة الألف مئذنة"، على حد تعبيره.
واهتم عبد العاطي، خلال توثيقه أرجاء هذا المسجد، بتسليط الضوء على التفاصيل الداخلية كالأسقف والقباب من الداخل، وكذلك الجدران الرخامية والأعمدة والشبابيك والمحراب والمنبر المذهب، والإنارة الداخلية.
وحرص عبد العاطي كذلك على توثيق صحن المسجد وأعمدته الرخامية المميزة بالإضافة إلى مئذنتي المسجد شاهقتي الإرتفاع، وبرج الساعة الأثري رائع الجمال والذي يحتوي بداخله ساعة أُهديت إلى محمد على باشا من ملك فرنسا لويس فيليب، وتظهر في الصور أيضاً قبة الوضوء الرخامية المزخرفة.
وأوضح عبد العاطي أن أهمية توثيق المساجد التاريخية تعود إلى قدرة الصور على إتاحة مادة مرئية توفر تغذية بصرية للمهتمين بفن العمارة الإسلامية في شتى بقاع الأرض يسهل الإطلاع والرجوع إليها ودراستها.
وأشار عبد العاطي إلى أن توثيق بعض المساجد الأثرية هي بمثابة دعوة مفتوحة للإهتمام بها وصيانتها لإعادة رونقها والحفاظ عليها ككنوز تراثية إسلامية.