من مستشفى للأمراض العقلية إلى الفنادق القديمة.. مصور يوثق الأماكن المهجورة في أستراليا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم يُخطط بريت باتمان أن يكون مصورًا قط، إذ بدأ حياته المهنية كتاجر، وعمل داخل بعض المصانع، ومحطات الطاقة، والمواقع الصناعية الأخرى في أستراليا.
ولكن كان التصوير الفوتوغرافي هواية جانبية بالنسبة لباتمان، إذ قال: "اشتريت كاميرتي في عام 2011، ولم أكن أعلم ماذا أفعل بها".
وأوضح باتمان: "كنت قد بدأت للتّو بالتقاط الصور لخط الأفق، والمدينة، والصور النموذجية في البطاقات البريدية التي شاهدها الجميع مليون مرّة. وكنت أحفز دماغي للتفكير: ما الذي سيكون أكثر إثارة من هذا بقليل؟".
ووجد باتمان الجواب أمام عينيه.
وبدأ باتمان بتوثيق بعض زياراته في المواقع الصناعية، ولكن ما أثار اهتمامه حقًا هو موقع غير مُستخدم، أي مصنع "Bradmill Denim" المهجور في يارافيل، بإحدى ضواحي مدينة ملبورن الأسترالية.
وسار المصوّر عبر قسم مفتوح من السياج وبدأ في التقاط الصور، وما لم يكن يعلمه باتمان آنذاك أن هذا الأمر غيرّ مجرى حياته.
ومنذ عام 2011، أصبح باتمان يسافر للأماكن المهجورة في جميع أنحاء أستراليا لالتقاط الصور، ولا تتضمن تلك المواقع المصانع فقط، إذ تشمل أيضًا الفنادق، والأكواخ، والمخيمات، وغيرها.
ويعمل باتمان حاليًا كمصوّر بدوام كامل.
رحلة عبر ذكريات الماضي
وبمجرّد سعيه بجديّة وراء مهنة في مجال التصوير، وتحديثه لمعدّاته، بدأ باتمان في نشر بعض صوره على عبر موقع "فيسبوك".
وشارك المتابعون في بعض الأحيان ذكرياتهم عن الأماكن التي نشرها باتمان، كما أنهم شاركوا الصور عبر صفحاتهم الخاصة، ما أدّى لكسب المصور المزيد من المعجبين.
وبعد نشر باتمان لصوره من محطّة "وانجي" المُغلقة للطاقة في ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا، حصل المنشور على الكثير من التعليقات.
وقال باتمان: "كان هناك فيض من العمّال، والأسر، وعائلات العمال، والإخوة، والأمهات، والآباء، وكان الجميع يضيفون التعليقات، ويقولون: انظر، كنت أعمل في تلك الغرفة. وكنت أعمل في تلك الورشة. وهل تتذكر بوب الذي كان يدير المتجر؟ يا إلهي، كان من الصعب التعامل معه".
ولكن لا تحمل جميع الأماكن التي وثّقها باتمان ذكريات إيجابية.
وكانت إحدى اللقطات المثيرة للجدل التي وثّقها باتمان في مستشفى "كالان بارك" للأمراض العقلية، في مدينة سيدني بأستراليا.
وفي إحدى المناسبات التي عَرَض فيها باتمان بعضًا من صوره، قالت امرأة من الجمهور إن شقيقها تعرّض للأذى الجسدي في المستشفى، وأنه لم يكن من المناسب التقاط صورًا فنّية لمكانٍ احتضن الكثير من الممارسات السيئة.
ويقرّ باتمان بالممارسات السيئة التي حدثت في المستشفى، ولكنه يؤمن أيضًا بأهمية توثيقها، بقدر توثيق الممارسات الجيّدة، موضحًا أن "تسجيل التاريخ مهم".
وأضاف المصوّر: "إذا كان ذلك يشجّع الأشخاص على الخروج والتكلّم علنًا، فهذا يستحق العناء بالنسبة لي".