مشهد لن يتكرر.. سعودي يرصد "جوهرة بين السحب" في جازان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "كأنها جوهرة بين السحب".. هكذا وصف المصور الفوتوغرافي عبدالرحمن الحريصي، قمة جبل فيفاء جنوبيّ المملكة العربية السعودية، وتحديدًا شرقيّ منطقة جازان، خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وفي نهاية العام الماضي، نجح الحريصي بتصوير قمة جبل فيفاء، المؤلّفة من مجموعة جبال تلتف على بعضها البعض حتى يخال الناظر إليها من بعيد، أنها عبارة عن جبل واحد هرمي الشكل.
والتُقطت هذه الصور، بعد منتصف الليل، من عقبة الصلالة، في أعلى قمة جبال الحشر.
وقال المصور السعودي، خلال حديثه مع موقع CNN بالعربية: "خلال فصل الشتاء البارد، يحيط الضباب بقمم الجبال، ما يُضفي عليها منظرًا فريدًا وجميلًا".
وتمتاز الجبال، التي يصل ارتفاعها إلى 1,814 مترًا عن مستوى سطح الأرض، بمنحدارتها الشديدة، وصعوبة تضاريسها، ووعورة مسالكها، وكثرة منعطفاتها.
ويعتبر الحريصي أنّ الضباب يشكّل عنصرًا أساسيًا لرصد جبل فيفاء، موضحًا أنه لا يمكن التقاط الصور خلال فصل الصيف.
وكان المصور السعودي دأب على التردّد إلى المكان أكثر من 15 مرة في نهاية العام الماضي، ولم يحالفه الحظ سوى مرتين.
وحرص بدوره على اختيار الزاوية المناسبة للتصوير باكرًا، وضبط إعدادات الكاميرا يدويًا.
وواجه المصور السعودي العديد من التحديات، أبرزها تجهيز معدات خاصة للتصوير الليلي، بالإضافة إلى الترقّب والانتظار حتى يتشكّل المنظر، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا طويلًا.
وكان الحريصي سعيدًا بالثناء الذي تلقاه على صوره، لا سيّما من ساكني جبال فيفاء.
وقال المصور السعودي: "مشهد لا يوصف ولا يتكرّر، ويُنسيني عناء الانتظار والمحاولة".
ويعتبر جبل فيفاء بين أكثر المواقع السياحية شهرة في السعودية، وتحديدًا في منطقة جازان، إذ يشتهر بخضرته الدائمة وطبيعته الخلابة، خصوصًا خلال فصل الصيف.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، يتميّز جبل فيفاء بطرقاته التي تخترق القمم لتعلو فوق السحاب، وقممه متفاوتة الارتفاع، أشهرها قمة العبسية، كما يحيط به وادي ضمد، ووادي جورا من الشمال والغرب.
ويُعرف جبل فيفاء بتراثه المعماري، ومنازله ذات الشكل الدائري في الغالب. وكان أهالي فيفاء يخارون اسمًا خاصًا بكل منزل يميّزه ويميّز أهله.
ويندر أن يتكرّر اسم منزلين في جميع أنحاء الجبل، وغالبًا ما يكون هذا الاسم إما صفة أو مستوحًى من مناسبة أو حادثة معينة.