على متن الطائرات.. هل الأبواب بدرجة الأعمال مضيعة للمساحة؟

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبحت درجة الأعمال على متن الطائرات أكثر فخامة، ورحابة، وخصوصيّة بشكلٍ متزايد.

محتوى إعلاني

وسواءً تجسّد ذلك عبر المقاعد، والوسائد المُصممة خصيصًا، ووسائد الأسرّة، أو التركيبات المفصّلة، أصبحت درجة الأعمال مثل نسخة جديدة من الدرجة الأولى على متن العديد من الطائرات.

محتوى إعلاني

وهذا صحيح بشكلٍ خاص في الأجنحة المصغّرة التي تتضمن الأبواب في درجة الأعمال، والتي ظهرت لأول مرة على متن طائرات خطوط "جيت بلو" الجويّة منذ 10 أعوام تقريبًا.

أصبحت ألواح الخصوصيّة، مثل هذه المقاعد المجهّزة بالأبواب من شركة "Safran"، شائعة جدًا بين شركات الطيران التي تتضمن درجة الأعمال. Credit: Safran

وأصبحت هذه الميزة موجودة الآن في أكثر من 12 شركة طيران، بما في ذلك خطوط "دلتا"، وخطوط "أول نيبون" اليابانيّة، والخطوط الجويّة البريطانية، وغيرها، مع طرح المزيد لها كل عام.

وتجعل الأبواب تجربة درجة الأعمال أفضل من ناحيتين، إذ تضيف الخصوصية، كما أنها تساهم في تجنّب ما يسميه مصممو مقاعد الطائرة بـ "brush past"، وهو اصطدام أحد الركاب، أو أفراد الطاقم الذين يمشون في الممر براكبٍ جالس على مقعده.

وإذا جرّبت السفر على متن درجة الأعمال من قبل، فمن المحتمل أنك تفكّر بالفعل في بعض المقاعد التي قد تستفيد من هذه الميزة.

هل الأبواب ضروريّة؟

تقلل الأبواب من احتمال اصطدام أحد الركاب، أو أفراد الطاقم، براكبٍ جالس عند مرورهم عبر الممر. Credit: Unum Aircraft Seating

ورُغم تمتّع هذه الأجنحة المصغّرة ذات الأبواب بخصوصية أكبر مقارنةً بالعديد من مقاعد الدرجة الأولى، إلا أن كلمة "مصغّرة" جزء من اسمها لسبب، يتمثل بأنها في حين أنها ضخمة مقارنةً بدرجة الاقتصاد، ولكن المساحة المخصصّة لكل راكب لا تزال أصغر من الدرجة الأولى.

وقد تؤثّر إضافة بوصة أو اثنتين لتركيب باب على مقدار المساحة المتاحة لمقعدك.

ويتم استغلال كل بوصة من عرض المقصورات، وفي بعض الطائرات متوسّطة الحجم، يمكن أن يحدث ذلك فرقًا حقيقيًا في مدى اتّساع المقاعد.

يعتقد مؤسس شركة "Unum" للمقاعد، كريس بريدي، أن آراء شركات الطيران منقسمة بشأن هذا الموضوع. Credit: Unum Aircraft Seating

إذًا، لماذا تختار شركات الطيران تركيب الأبواب حتّى على متن بعض تلك الطائرات متوسّطة الحجم؟

وقال نائب رئيس مبيعات وتسويق مقاعد الطائرات في "Collins Aerospace"، أليستر هاميلتون، لـCNN: "هناك بلا شك توجّه نحو زيادة الخصوصية على متن الطائرات، ويتدفّق الطلب من الدرجة الأولى، حيث وضع جناح طيران الإمارات بالارتفاع الكامل معيارًا جديدًا لدرجة الأعمال.. وتعمل إضافة الأبواب على تعزيز الشعور بالعزلة، فهي تعزلك عن الممر، وخاصّة عندما تكون في وضعيّة الاستلقاء على سرير".

وأضاف هاميلتون: "إذًا، هل الأبواب ضروريّة؟ الإجابة هي كلا بالطبع، ولكنها ميزة خاصة بالركاب تعمل على تحسين الخصوصية، والأهم من ذلك، الرّاحة والنوم أثناء رحلة طويلة".

الوزن والمساحة في وجه الأرباح

يمكن أن يُضيف تركيب الأبواب وزنًا غير ضروري للطائرة. Credit: Safran

وأضاف هاميلتون أن الأبواب قد تزيد من كلفة، ووزن، وتعقيد المقاعد، ولكنها يمكن أن تجلب المزيد من الأرباح، موضحًا أن القدرة على إغلاق الباب، والحصول على مساحة خاصة هو أمر "سيُنظر له دائمًا كفائدة" من وجهة نظر الركّاب.

ولكن لا توافق بعض خطوط الطيران على ذلك الرأي.

يرى خبراء الصناعة أن بعض الركاب يُقدّرون فكرة عزل أنفسهم في مساحة خاصة بهم أثناء الرحلات الطويلة. Credit: Unum Aircraft Seating

وقال نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والابتكار في "Safran Seats"، كوينتين مونييه، لـCNN، إنه غالبًا ما يستند الطلب على الأبواب إلى كل حالة على حدة، إضافةً لاعتماده على متطلّبات الرّاحة، أو تصميم المقعد.

ومع ذلك، يرى زميل مونييه، وهو نائب رئيس التسويق جان كريستوف جودو، أن الطلب يتزايد، قائلًا: "أصبحت الأبواب متوفّرة منذ بضعة أعوام، وعامًا بعد عام، شهدنا ارتفاعًا مستمرًا في حصّة شركات الطيران التي تطالب بالأبواب عبر استطلاعاتنا، أو عبر الطلبات الفعليّة للحصول على تقديرات للأسعار، لدرجة أن الغالبية العظمى من شركات الطيران تطلبها الآن".

وسيتمحور السؤال حول ما إذا كانت الخَيارات التي لا تشتمل على الأبواب تلبّي الحاجة إلى الخصوصية، إضافةً لتوفيرها للوزن، والمساحة.

وتقدِّم شركة "Safran" خيارًا يشبه ستارة أفقيّة سميكة، ومثبّتة مغناطيسيًا، تمتد عبر المدخل.

وتشمل الخَيارات الأخرى ستارة شبيهة بالتي تستخدمها خطوط "إير فرانس" في مقاعد الدرجة الأولى الخاصة بها، أو الفواصل التي تتوسّع، وتتراجع مثل المراوح اليدويّة، أو الألواح المنزلِقة التي لا تحاكي عمل الأبواب بالكامل، ولكنها تُضيف خصوصيّة كبيرة.

هل حان وقت الذهاب؟

أصبحت درجة الأعمال على متن الطائرات أكثر فخامة، وخصوصيّة بشكلٍ متزايد. Credit: Safran

وتتطلّب هذه السمات بعض التنازلات، ولهذا السبب، يرى مؤسس شركة "Unum" الناشئة لصناعة المقاعد، كريس بريدي، أن شركات الطيران مُنقسمة بشأن هذه القضية.

وقال بريدي: "يُدرك الجميع أن الأبواب ثقيلة، ومعقّدة.. مع تمتّعها بالكثير من الجوانب الخفيّة بسبب متطلبات الاعتماد".

ورغم أن الأبواب يمكن أن تعزّز من تجربة الراكب، بحسب بريدي، إلا أن فائدتها قد تكون صغيرة في بعض الأحيان.

ويعترف بريدي أنه يشعر "بالقليل من الحيرة"، إذ أوضح قائلاً: "بصفتي راكبًا، أحب الأبواب.. ولكن كمواطن، أعرف أنها ثقيلة"، ما يعني إطلاق المزيد من انبعاثات الكربون.

وأضاف بريدي: "من وجهة نظري الشخصية، يجب تجنبها على أساس أن الكمال يتحقق ليس عندما لا يتبقى شيء لإضافته ، ولكن عندما لا يتبقى شيء ليأخذ منه".

وسيستمر النقاش حول الأبواب مع موازنة المزيد من شركات الطيران، وصنّاع المقاعد، لفوائدها.

ولكن أكّد بريدي: "يمكن، بل ينبغي، على شركات الطيران إلغائها".

نشر
محتوى إعلاني