لِمَ يُرجّح أن تزداد المطبات الهوائية سوءًا في المستقبل؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لقد عانى معظمنا من المطبات الجوية خلال السفر.. ورغم أنها أحيانًا لا تكون أكثر من رحلة مضطربة، بيد أنّها قد تتسبّب بأضرار وإصابات في أسوأ السيناريوهات.
وفي الحوادث غير المميتة، تُعد المطبات السبب الرئيسي لإصابات المضيفات والركاب، وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية.
وتعتبر أيضًا أحد أكثر أنواع حوادث الطيران شيوعًا اليوم، بحسب مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي.
وقال بول ويليامز، أستاذ علوم الغلاف الجوي بجامعة ريدينغ في المملكة المتحدة: "هناك مقياس لمدى قوة الاضطراب.. ثمة اضطراب خفيف، وهو نوع من الضغط على حزام المقعد، لكن لا يعرقل استمرار خدمة الطعام، وفي الإمكان المشي حول المقصورة".
وتابع: "ثم هناك اضطراب معتدل، يمارس ضغطًا واضحًا على أحزمة المقاعد، ويصعب المشي خلاله، وعادة ما يُطلب من المضيفات الجلوس على مقاعدهن".
وأوضح: "أسوأ نوع هو الاضطراب الشديد.. وهو أقوى من الجاذبية.. إذا كنت لا ترتدي حزام الأمان الخاص بك، فسوف تتقلب داخل المقصورة.. ويتسبّب هذا النوع من الاضطراب بإصابات خطيرة، مثل كسور في العظام، على سبيل المثال".
يضرب بسرعة ولا توجد أدلة بصرية
تعاني حوالي 65 ألف طائرة من مطبات معتدلة سنويًا في الولايات المتحدة، وتعاني حوالي 5,500 منها من مطبات شديدة.
وقد يكون مقدّر لهذه الأعداد بالنمو.
وقال ويليامز: "أجرينا بعض المحاكاة الحاسوبية ووجدنا أنّ المطبات الشديدة قد تتضاعف ثلاث مرات في العقود المقبلة".
ويتنبأ تحليل ويليامز بأن اضطراب الهواء الصافي سيزداد بشكل كبير حول العالم، بحلول الفترة الممتدة بين 2050 و2080، لا سيّما على طول مسارات الطيران الأكثر ازدحامًا.
لكن هذا لا يعني أنّ الطيران سيكون أقل أمانًا.
وأوضح ويليامز: "لن نشهد على بدء تساقط للطائرات من السماء، لأنها مبنية وفقًا لمواصفات عالية جدًا، تمكّنها من تحمّل أسوأ مطب يمكن أن تتوقعه على الإطلاق، حتى في المستقبل".
علامة حزام الأمان
وضع حزام الأمان في جميع الأوقات أثناء الجلوس أفضل طريقة للتقليل من خطر التعرض لإصابة جرّاء المطبات الهوائية.
ومع ذلك، فإن المضيفين أكثر عرضة لهذا الخطر من الركاب، ويتحملون حوالي 80٪ من جميع الإصابات المرتبطة بالمطبات.
دعوة إلى قواعد جديدة صارمة
وكان المجلس الوطني لسلامة النقل عقد اجتماعًا عامًا حول المطبات الهوائية العام الماضي.
وقدم قواعد أكثر صرامة متّصلة بربط أحزمة المقاعد لكل من الركاب والمضيفات لدى تحليق الطائرة بالقرب من العواصف الرعدية، وعلى مستوى أدنى من 20 ألف قدم.
ويذكر أن معظم الإصابات تحدث في ظل هذه الظروف.
وأوصى أيضًا بتبسيط أنظمة جمع ومشاركة تقارير الاضطرابات الجوية، لأن هذه المعلومات لا تنتقل على نطاق واسع أو بسرعة كافية في الوقت الحالي.
وربما تستمر تأثيرات التغيّر المناخي على الاضطرابات لسنوات عديدة حتى تصبح أكثر وضوحًا.
ولكن، تعتقد سارة نيلسون، مضيفة طيران تتمتّع بـ26 عامًا من الخبرة ورئيسة رابطة مضيفات الطيران، أن بعض التدهور قد حدث بالفعل.
وأوضحت: "منذ إعصار كاترينا، يبدو أن شاط المطبات الهوائية شهد انتعاشًا، خصوصًا تلك التي تحصل من دون سابق إنذار".