علماء يقدّرون عدد النمل على الأرض..والرقم مهول
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم ضآلة حجم النمل، إلا أنّ عدده ليس كذلك.
وقدّرت دراسة جديدة أنّ هناك حوالي 20 كوادريليون نملة على الأرض، وبعبارة أخرى، 20 ألف تريليون نملة، أو 20،000،000،000،000،000.
ويُعد هذا التقدير أعلى بين مرتين و20 مرة من التقديرات السابقة، وفقًا لدراسة نُشرت في الدورية العلمية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، الاثنين.
وصرّحت سابين نوتن، عالمة بيئة الحشرات والباحثة الرئيسية المؤقتة في جامعة فورتسبورغ بألمانيا، لـCNN، الثلاثاء: "لقد فوجئنا حقًا بالعدد الهائل من النمل الذي توصلنا إليه".
وأضافت نوتن، وهي المؤلفة المشاركة في الدراسة أيضَا: "لم يكن لدينا أي توقعات تقريبًا، لأنّ الأرقام المعلن عنها سابقًا في الأدبيات العلمية تُعد بمثابة تخمينات مستنيرة بشكل أساسي، ولم يكن لديها سوى القليل من البيانات التجريبية للعمل من خلالها".
وتابعت: "هذا ما يميز دراستنا، لأننا قمنا بتجميع البيانات من العديد من الدراسات التجريبية".
وكان التقدير العالمي السابق الذي افترضه كل من عالمي الأحياء بيرت هولدوبلر وإدوارد ويلسون، وجود بين كوادريليون و10 كوادريليون نملة، أي أن النمل يشكّل نحو نسبة 1% من عدد الحشرات المقدّرة في العالم، والبالغ عددها كوينتيليون، أي مليون تريليون حشرة، وفقًا لما ذكرته الدراسة.
ومع ذلك، اعتمد فريق البحث في هذه الدراسة الأخيرة على أدلة رصدية تابعة لمجموعة بيانات واسعة من عينات النمل الموزّعة عالميًا.
وحدد مؤلفو الدراسة وقيّموا 465 دراسة مناسبة، تشمل 1،306 موقعًا لأخذ العينات، تغطي جميع القارات والمناطق الأحيائية الرئيسية التي يستوطنها النمل.
ويمكن للعلماء استخدام مجموعة البيانات الشاملة للدراسة، التي تمتد على مدار 80 عامًا، للتنبؤ بالشكل الذي قد تبدو عليه المجتمعات أو البيئات المستقبلية، وفقًا لما ذكرته نوتن.
وعلى سبيل المثال، قدّر الفريق عدد النمل في المساكن الأرضية، الموجود بكثافة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل غابات أمريكا الجنوبية، بحوالي 3 كوادريليون.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة باتريك شولثيس، والباحث الرئيسي المؤقت في جامعة فورتسبورغ، لـCNN: "قد تكون لدينا القدرة بالفعل على رؤية التغيير مع مرور الوقت في مجموعة البيانات الخاصة بنا".
وسلّط شولثيس الضوء على التغييرات التي طرأت على طريقة الزراعة، أو قطع الأشجار، والتي قد تؤثر على عدد النمل.
وأشار شولثيس إلى أنّه "لم يسبق لأحد قط أن قام بتجميع بيانات عن النمل على نطاق عالمي".
وأضاف أنّه بينما علموا من الدراسات أنّ أعداد النمل كانت هائلة في الغابات الاستوائية غرب أفريقيا مقارنة مع مناطق القطب الشمالي، ولكنهم "لم يعرفوا الأعداد الموجودة هناك".
وتتجاوز الوفرة المقدّرة للنمل الكتلة الحيوية مجتمعة، أي الكتلة الإجمالية، للطيور والثدييات البرية، وتعادل حوالي 20% من الكتلة الحيوية البشرية، بحسب الدراسة.
ومن جهته، قال آدم هارت، أستاذ التواصل العلمي في جامعة غلوستيرشير، بإنجلترا، لـCNN إن "السؤال الشائع المثير للدهشة والذي يُطرح علي يتمثل بعدد النمل على الأرض؟ ورغم وجود بعض التقديرات، إلا أن أيًّا منها لم تكن قوية".
وأضاف هارت، غير المشارك في الدراسة، أنّ "هذه الدراسة الجديدة، المستندة إلى نحو 500 دراسة من جميع أنحاء العالم، تعطينا أفضل إجابة حتى الآن على هذا السؤال الصعب".
ولفت هارت إلى أنّ المذهل بالأمر ليس فقط العدد الإجمالي للنمل، بل نسبة الكتلة الحيوية التي يمثّلها النمل، أي خمس الكتلة الحيوية لكل البشر، ما يؤكد حقًا مدى أهمية النمل، حسبما ذكره.
رقم "متواضع"
ورغم أنّ العدد الإجمالي التقديري للنمل يُعد ضخمًا بشكل لا يمكن تصوره تقريبًا، إلا أنّ مؤلفي الدراسة وصفوه بالـ"متواضع"، إذ أنّهم لم يتمكنوا من جمع كل البيانات التي أرادوا تضمينها.
وعلى سبيل المثال، تستوطن أعداد هائلة من النمل تحت الأرض، ولم تكن هناك دراسات متاحة يمكن أن توفر الأرقام المتعلقة بعددها، وفقَا لما ذكره شولثيس، حيث يعيش النمل في أقصى الشمال وأقصى الجنوب، مثل منطقة القطب الجنوبي، ولم تتوافر دراسات كافية عن النمل في تلك المناطق لإجراء تقدير حسابي.