ما هي الاحتياطات الجديدة التي يجب أن يتخذها المسافرون في ظل جائحة كورونا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الأسبوع الماضي أنها لن تُصدر إرشادات السفر بشأن مخاطر "كوفيد-19" لكل بلد على حدة بعد الآن.
وبدلاً من تقييم مستوى الإصابة بـ"كوفيد-19" في كل بلد، لن تقوم مراكز مكافحة الأمراض بنشر الإشعارات إلا عندما تكون هناك متغيرات جديدة، أو مواقف أخرى من شأنها تغيير توصيات السفر الخاصة بها.
ما الذي يعنيه هذا التغيير؟ وكيف يجب على الأشخاص تقييم مخاطر السفر الدولي؟ وما الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها؟
وتُجيب المحلّلة الطبية في CNN، الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ، وأستاذة زائرة للسياسة الصحية، والإدارة في كلية معهد "ميلكن" للصحة العامة بجامعة "جورج واشنطن"، عن بعض الأسئلة المتعلّقة بهذا الأمر.
سؤال: لن تُصدر مراكز مكافحة الأمراض إرشادات السفر بشأن مخاطر "كوفيد-19" لكل بلد على حدة بعد الآن. ما معنى ذلك؟
الدكتورة لينا وين: لا يعني قرار المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أن الوكالة ستتوقف عن تعقّب "كوفيد-19" كليًا.
وستقوم هذه المراكز بتنبيه الجمهور في حال ظهور متغيّر جديد مُقلق. كما أنها ستُشير إلى البلدان في حال تأثرّها بشدّة من فيروس كورونا، أو أمراض أخرى، لدرجة أن البنى التحتية الخاصة بالرعاية الصحية فيها تُصبح مكتظّة.
ولكن في المستقبل، لن تؤدي مستويات العدوى وحدها إلى زيادة مستويات التحذير.
سؤال: كيف يمكن للأشخاص تقييم مخاطر السفر الدولي؟
الدكتورة لينا وين: السؤال الأساسي الذي يجب طرحه هو عمّا إذا كنت مواكبًا للقاحات "كوفيد-19"، ويعني ذلك أنك تلقيت المعزّز الجديد ثنائي التكافؤ.
وإذا تلقيته بالفعل، فأنت محمي من المرض الشديد الناجم عن "كوفيد-19" بشكلٍ جيّد.
كما يُعد عمرك ومعاناتك من حالات طبية كامنة من بين العوامل المؤثرة أيضًا.
ويجب على أولئك الذين يعانون من نقص المناعة أن يسألوا طبيبهم عمّا إذا كانت لديهم الأهلية للحصول على الجسم المضاد الوقائي "إيفوشيلد".
وينبغي على الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، الاستفسار قبل الرحلة عمّا إذا كانت لديهم الأهلية للحصول على علاجات مثل "باكسلوفيد"، و/أو الأجسام المضادة وحيدة النسيلة في حال إصابتهم بـ"كوفيد-19" أثناء تواجدهم بالخارج.
وأخيرًا، تذكّر أن الهدف الأساسي من لقاحات فيروس كورونا يكمن بالحماية من المرض الشديد، كما أن اللقاحات تقلّل من خطر الإصابة بالعدوى مقارنةً بالأفراد غير المحصنين، أو غير المعززين، ولكن لا تقي منها بالكامل.
ويجب على أولئك الذين يرغبون في تقليل خطر الإصابة بالعدوى اتخاذ احتياطات إضافية، مثل ارتداء كمامة "N95" عالية الجودة، أو كمامات تعادلها في الجودة بالمساحات الداخلية، مثل المطارات، ومحطات القطار، والمطاعم، وغيرها من الأماكن المزدحمة.
سؤال: ما الاحتياطات التي يجب على الأشخاص اتخاذها أثناء السفر ؟ وكيف يمكنهم الاستعداد لرحلتهم على أفضل وجه؟
الدكتورة لينا وين: مجددًا، يُعد التحصين بواسطة معزّز "كوفيد-19" الجديد الخطوة الأولى والأكثر أهميّة. وتأكّد من الحصول على اللقاح قبل 10 أيام على الأقل من السفر.
ويجب عليك الحصول على لقاح الإنفلونزا أيضًا، ويمكن منح لقاح الإنفلونزا في الوقت ذاته مع لقاح "كوفيد-19".
واجلب الكثير من اختبارات فيروس كورونا معك، واثنين على الأقل لكل فرد مسافر من أفراد الأسرة.
وتعرّف على العلاجات التي تُعتبر مؤهلاً للحصول عليها.
وقد يكون بعض الأطباء على استعداد لوصف عقار "باكسلوفيد" لك في حال أُصبت بـ"كوفيد-19" أثناء رحلتك، وقد لا ينطبق ذلك على الآخرين.
وفي هذه الحالة، كن على دراية بالعلاجات التي ستحصل عليها إذا أُصبت بفيروس كورونا، وضع خطة لكيفية الوصول إلى العلاجات.
سؤال: هل هناك اعتبارات محدّدة لأولئك الذين يرغبون في الإبحار مجدّدًا؟
الدكتورة لينا وين: رفعت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها تحذيراتها من مخاطر "كوفيد-19" بشأن الرحلات البحرية في مايو/أيار.
وخفّفت بعض خطوط الرحلات البحرية أيضًا من بروتوكولات اللقاحات والاختبارات التي كانت صارمة في السابق.
ويعني ذلك أن الأشخاص الذين يسافرون على متن الرحلات البحرية يجب أن يكون لديهم الاستعداد لمواجهة "كوفيد-19".
وهذا لا يعني أنه لا يجب عليك الذهاب، ولكن عليك تقييم المخاطر الفردية الخاصة بك، وقيمة قضاء إجازة على متن رحلة بحرية.
وسيقول الكثير من الأشخاص إنهم يتقبلون خطر الإصابة بفيروس كورونا نظرًا لمدى أهمية وجودهم على متن الرحلة.
وإذا تم تطعيمك، وكنت مواكبًا لأحدث المعززات، فمن المحتمل أن تكون فرصة الإصابة بمرضٍ شديد منخفضة للغاية، ولذلك يُعد هذا بمثابة قرار معقول.
وقد يختار البعض الآخر سُبُلاً مختلفة للسفر الدولي.
سؤال: ما هي نصيحتك بشأن السفر الداخلي؟ وخصوصًا في الأشهر الباردة؟
الدكتورة لينا وين: التوصية الرئيسية بشأن الحرص على مواكبة اللقاحات لا تزال سارية، إضافةً لنصيحتي لجلب الكثير من الاختبارات، ومعرفة العلاجات التي ستحصل عليها، وأماكن الحصول عليها.
ولقد دخلنا في مرحلة مع "كوفيد-19" أدركنا خلالها أن هذا الفيروس سيظل معنا لأعوام عديدة قادمة.
ويعني هذا الاستفادة من العديد من الأدوات المتوفرة لدينا لحمايتنا، مع العودة أيضًا لممارسة الأنشطة التي نحبها من فترة ما قبل الجائحة، بما في ذلك السفر.