هذا ما حصل عندما شاهدت مضيفة طيران سابقة عمرها 94 عامًا صورة لها في مطار
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في وقتٍ سابق من هذا العام، سافرت جويندولين برون، التي تبلغ من العمر 94 عامًا، من منزلها في جزيرة أواهو بهاواي إلى جزيرة ماوي في هاواي لحضور حفل زفاف ابنة حفيدتها.
وفي مطار "دانيال كي إينوي" الدولي بهونولولو، وبصالة المغادرة تحديدًا، صادفت برون مفاجأة غير متوقعة.
وعلى جدار المبنى، كانت هناك صورة كبيرة من عام 1947 تُظهر مضيفات طيران هاواي أمام طائرة، مع ارتداء كل منهن الزي الرسمي لتلك الفترة، والذي شمل قميصًا، وتنورة متوسطة الطول، وأزهارًا مثبتة على الشعر.
وبالنسبة إلى برون، لم تكن هذه الصورة مجرّد لمحة مثيرة للاهتمام لتاريخ الطيران، إذ أنها قدّمت لمحة عن ماضيها أيضًا.
وقالت برون لـCNN: "فكرت في نفسي: يا إلهي"، وأضافت: "رأيت صورتي كما كنت قبل أعوام طويلة".
وكانت برون ضمن مضيفات خطوط هاواي الجوية بالصورة، وهي تظهر في أقصى اليمين، وفي الزاوية العلوية من الإطار.
وأكّدت برون: "لقد فوجئت، وشعرت بالإطراء لوجود صورة لي على الحائط".
وكانت برون في رحلة سفر إلى ماوي مع بعض أفراد عائلتها.
وبعد رصدهم للصورة، سألت حفيدة برون، سامانثا بومونت، الراكب الجالس بقربها مباشرةً ما إذا يستطيع التحرك مؤقتًا حتّى تتمكن الأسرة من التقاط صورة لبرون مع النسخة الأصغر سنًا من نفسها.
ونشرت برون الصورة لتضيف بذلك فصلًا آخرًا غير متوقع إلى إرث خطوط هاواي الجوية.
اكتساب الخبرة
وأُطلقت خطوط هاواي الجوية في عام 1929، وبعد عام واحد فقط من ولادة برون، والتي عملت كمضيفة طيران للشركة بين عامي 1947 و1950.
وبرون هو اسمها بعد الزواج، ولكنها كانت لا تزال تحمل اسم جويندولين كاماي عندما بدأت الطيران في الـ19 من عمرها أثناء إقامتها في هونولولو مع والديها وأشقائها.
ورُغم نقل خطوط هاواي الجوية اليوم الركاب في جميع أنحاء العالم، إلا أنها كانت تُحلّق داخل هاواي فقط خلال الأعوام الأولى.
ولكن كانت الشركة تخلق تأثيرًا كبيرًا بالفعل، إذ أنها ربطت بين الجزر، التي لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق إلا عبر القوارب، من خلال الجو.
وشعرت برون آنذاك بسعادة غامرة عندما علمت عبر صديقة لها عملت كمضيفة أن خطوط هاواي الجوية ترغب بتوظيف المزيد من الأشخاص.
وقبل حصولها على الوظيفة، لم تسنح لبرون الفرصة لركوب طائرة قط، ولكنها تجاهلت افتقارها لتجربة الطيران في المقابلة.
واستذكرت برون المقابلة، وقالت: "سألوني إذا ما كنت قد سبق أن سافرت على متن طائرة من قبل، واعتقدت أنه من الأفضل الإجابة بنعم".
كما سُئلت إذا سبق أن شعرت بالغثيان أثناء الطيران، وأجابت برون بالنفي.
وفي أول رحلة طيران لها، قاومت برون الشعور بالغثيان عندما كانت الطائرة تشق طريقها من هونولولو إلى بلدة هيلو.
ورُغم البداية الصعبة، إلا أنها أحبت وظيفتها منذ اليوم الأول، مشيرةً إلى أن شعورها بالغثيان اختفى مع اكتسابها الخبرة.
التعامل مع المشاهير والركاب المزعجين
وساهمت برون أيضًا في نقل المشاهير حول هاواي، بما في ذلك الممثل جيمي ستيوارت، والسبّاحة إستر ويليامز.
وواجهت برون أيضًا مواقف اضطرت فيه إلى التعامل مع مسافرين مزعجين، ما يُشير إلى أن ركاب الطائرات المزعجين كانوا يتواجدون دائمًا بشكلٍ ما، وقالت: "هم لا يستمعون إلينا عند توضيحنا ضرورة إبقاء أحزمة المقاعد مربوطة".
ورغم أن الشركة لم تقدّم المشروبات الكحولية على متن الطائرة آنذاك، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المسافرين من جلب زجاجات صغيرة من الخمور خِفية.
تكوين الصداقات
وصادقت برون العديد من زملائها في خطوط هاواي الجوية.
وإلى جانب التعرّف إلى زميلاتها المضيفات، تعرّفت برون أيضًا على بعض الميكانيكيين والمهندسين الذين عملوا وراء الكواليس.
وعرض عليها أحد زملائها في العمل، وهو ميكانيكي طائرات، بأخذها في رحلة طيران خاصة، وسرعان ما أصبحت هذه الرحلات عنصرًا أساسيًا في أسبوع برون بشكلٍ منتظم.
وأحبت برون التحليق فوق التلال، والشواطئ في الأسفل، وجعلها ذلك تفكّر بأن تُصبح طيّارة، ولكن لم يحصل الأمر إذ أنها انشغلت عند لقاء زوجها.
وذات يوم، كانت برون وصديقتها، مضيفة الطيران لويس، في منزل عائلة لويس بعد يوم طويل في العمل للاسترخاء.
وقالت ربون: " رأيت شخصًا حسن المظهر، وقلت: من هذا؟".
وأجابت لويس بأنه شقيقها.
وكان حفل عيد الميلاد الخاص بخطوط هاواي الجوية يلوح في الأفق، وسألت برون لويس عمّا إذا كان شقيقها، واسمه ويليام كارل برون الثالث، يرغب في الذهاب كرفيقٍ لها.
وقالت برون: "بدأت عندها علاقتنا".
وتزوج الثنائي في عام 1950، وأنجبت برون طفلها الأول في العام التالي.
ولم يكن من الشائع أن يعمد مضيفو الطيران إلى الزواج وإنجاب وأطفال، ولذلك أنهت برون قصتها مع خطوط هاواي الجوية.
وأنجب الثنائي 4 أطفال آخرين، وتزوجا لـ62 عامًا، حتّى توفي ويليام كارل في عام 2012.
بعد 70 عامًا
ولا تزال برون تعشق السفر على متن الطائرات رُغم مرور عقود منذ عملها على متن طائرة.
وعندما تكون داخل طائرة، غالبًا ما تفكر برون بفترة عملها كمضيفة طيران.
وسار العديد من أفراد عائلة برون على خطاها، وعملوا في خطوط هاواي الجوية على مر الأعوام.
وعملت حفيدتها، سامانثا بومونت، في شركة الطيران بين العامين 2007 و2008.
وأكّدت بومونت لـ CNN أن "مواصلة إرثها كان أمرًا مهمًا"، وأضافت: "أتذكر أنني كنت متحمسة لإخبارها عندما تم تعييني، وعند اجتيازي مرحلة التدريب".