سافر إلى الهند عشية رأس السنة الجديدة.. والتقى بحب حياته!
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بالنسبة لطالب كلية الطب نيخيل، الأمريكي من أصول هندية، كانت ليلة رأس السنة الجديدة تلك عاطفية وغير متوقعة.
كان ذلك في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2010، بعد وقت قليل من وفاة والده جرّاء مرض السرطان.
سافر نيخيل، الذي كان بالعشرينيات من عمره حينذاك، مع شقيقه، من منزلهما في الولايات المتحدة إلى غرب الهند لنثر رماد جثمان والديهما.
بعد ذلك، قرر الشقيقان تمديد رحلتهما في الهند.
ويقول نيخيل لـCNN: "كنا سنبقى هناك لنتابع الاحتفالات بالعام الجديد، ولذا قرّرنا الذهاب إلى مدينة جوا، على الساحل الغربي، المعروفة بأنها تنظم بعض أفضل احتفالات رأس السنة في الهند".
وبعد انضمام صديق مقرب لنيخيل إليهما، توجه الثلاثي إلى الشواطئ الذهبية والحانات الصاخبة في جوا.
وقد وقع اختيارهم على ناد الشاطئ Tito's، الذي يشتهر بروعة احتفالاته ليلة رأس السنة الجديدة.
وبالفعل سار الثلاثة من فندقهم إلى ناد Tito's، وكان المسار أكثر صعوبة إذ قام صديق نيخيل بإقناع الأخوين بضرورة التأنق لإثارة الإعجاب، لأنهم على وشك الاحتفال بليلة رأس السنة.
وعندما وصلوا في النهاية، اكتشفوا أن النادي يفرض رسوم دخول، ما يعادل حوالي 100 دولار للشخص الواحد. ولم يكن لدى المجموعة ما يكفي من النقود.
وبعدما تمكنوا من جمع النقود من الصراف الآلي، عادوا إلى النادي.
وفي الداخل، كانت الأجواء صاخبة مع أضواء النيون القوية.
واصطف نيخيل في الحانة، وعندما استدار للتحدّث مع أخيه وصديقه، رأى لأول مرة المرأة التي أصبحت شريكة حياته فيما بعد.
كانت هيرفا في العشرين من عمرها وهي من غرب الهند، ومثل نيخيل، كانت في النادي للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة برفقة اثنتين من صديقاتها.
لكن، كانت هناك مجموعة من الشبان الذين دخلوا مع هيرفا ورفيقتيها، إذ أن الدخول مع مجموعة كبيرة تساهم بتقليل كلفة الدخول.
وداخل النادي، كانت هيرفا ورفيقتيها يحاولن التخلّص من مجموعة الشبان الذين ظلوا على مقربة منهنّ، عندما رصدت نيخيل واثنين برفقته.
وتتذكر هيرفا: "حقيقة أنهم كانوا يرتدون ملابس أنيقة، واعتقدنا، ’أنهم رجال لطفاء، وإذا بدأنا محادثة معهم، فيمكننا التخلص من الشباب الآخرين‘".
وبالفعل قامت مجموعة هيرفا بالتعرف على مجموعة نيخيل.
وقالت هيرفا عن اللحظة التي قابلت فيها نيخيل: "لقد شعرت بالانجذاب نحوه على الفور".
وتتابع: "أتذكره وهو يمسك بيدي ويصحبني إلى منصة الرقص، وقد نظرنا إلى بعضنا البعض وكلانا يتذكر هذه اللحظة.
وتضيف: "أردته أن يمسك يدي إلى الأبد. يبدو الأمر وكأنه قصة من فيلم، لكن هذا بالضبط ما شعرت به".
ورغم صخب المحتفلين حولهما، كان نيخيل و هيرفا منغمسان بالرقص على أنغام الأمواج المتلاطمة التي تخلّلتها الموسيقى.
وبين الرقصات، روى كل منهما عن حياته للآخر.
ومع بزوغ فجر عام 2011، بدأ النادي العد التنازلي حتى منتصف الليل.
وتقول هيرفا: "أتذكر أنني كنت أرقص مع نيخيل، لكن عندما دقت الساعة منتصف الليل، أدركت أنني كنت هنا برفقة صديقتاي وتركت نيخيل على الفور لأجدهما ومنحهما عناقًا احتفاليًا. إذ كان لا يزال شخصًا غريبًا وقتها".
ومع اقتراب الليل من نهايته، طلب نيخيل من هيرفا رقم هاتفها الخلوي، لكنّها تردّدت.
وفي الهند، ليس من المعتاد مشاركة فتاة رقم هاتفها مع أشخاص تقابلهم صدفة، إذ يعد أمرا غير آمن، حسبما ذكرته هيرفا.
انتهى الأمر بهيرفا ونيخيل في طريقهما المنفصل من دون تبادل أرقام هاتفيهما، ولم يعتقد أي منهما أنهما سيلتقيان مجددًا.
لكن اتّضح أن أصدقاءهما تبادلوا الأرقام. وفي اليوم التالي، تمكن صديق نيخيل من معرفة رقم هيرفا.
وأرسل نيخيل رسالة نصية أولى بسيطة إلى هيرفا، متمنياً لها "عامًا سعيدًا".
وقتها، تتذكر هيرفا أنها كانت تتناول وجبة فطور متأخر في كوخ على الشاطئ، عندما أضاءت شاشة هاتفها.
ولم تكن تتوقع أن تتلقى هذه الرسالة منه على الإطلاق، إلا أن الأمر جعلها تشعر بالسعادة.
وبعد أيام عدة من تبادل الرسائل النصية للتعرف على بعضهما البعض عن كثب، شعر الثنائي أنهما متوافقان في مشاعرهما، رغم اختلافات في شخصيتهما النابعة من نشأتهما المختلفة.
مع ذلك، رأت هيرفا أن نيخيل لديه بعض الانتماء للهند رغم نشأته بأمريكا، بينما كان لديها انفتاح ثقافي، رغم نشأتها ببيئة مُُحافِظة في الهند.
وبعد أشهر من المحادثات النصية، رتبت هيرفا ونيخيل للتحدث عبر الهاتف في وقت يناسبهما. واستمرت المكالمة الهاتفية الأولى لهما ساعات عدة.
بعد ذلك، انتقلا إلى مكالمات الفيديو، حيث أجريا لأشهر عدة مكالمات طويلة استغرقت ساعات عدة.
فصل جديد
في ذلك الصيف، في أغسطس/ آب 2011، سافر نيخيل إلى الهند لزيارة هيرفا بكليتها. وفي نهاية الرحلة، سافر نيخيل مع هيرفا إلى مسقط رأسها لمقابلة والديها.
وقالت هيرفا: "في البداية خشيت والدتي أنني سابتعد عنها عندما أخبرتها أني قابلت شابا من الولايت المتحدة.
وأضافت: "لكن بعدما قابلته، أعجبت به في الحال".
في مايو/ أيار عام 2012، زارت هيرفا نيخيل في الولايات المتحدة، والتقت بعائلته لأول مرة.
ويتذكر نيخيل: "بينما كانت هيرفا تحزم حقائبها وعلى وشك المغادرة إلى المطار، سألتها إذا كان يمكنها أن تتخيل الحياة معه في الولايات المتحدة وطلبت منها أن تتزوجني".
وتابع: قالت نعم بينما دمعت عيناها. ولم يكن لدي خاتم حينها إذ لم يكن الأمر مخططًا له، لكنني أتذكر أنني ربطت خيطًا حول إصبعها".
وفي وقت لاحق من ذلك العام، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، تزوج هيرفا ونيخيل في الهند.
وتشير هيرفا إلى أنه كان "حفل زفاف صغير وفقًا للمعايير الهندية"، لكنه بالنسبة لها كان "الأجمل والأكثر حميمية".
وكما هو متوقّع، قضى الزوجان شهر العسل في مدينة جوا، الوجهة التي بدأت فيها قصتهما، لكن هذه المرة لم يذهبا إلى النادي الشاطئي، بل أمضيا وقتهما في المشي على الشاطئ كما يفعل الأزواج الجدد.
اليوم، يعيش الزوجان معًا بسعادة في إحدى ضواحي وسط غرب الولايات المتحدة مع أطفالهما الثلاثة. تعمل هيرفا بشركة استشارية بينما يعمل نيخيل طبيبًا.
في الوقت الحاضر عندما تقترب ليلة رأس السنة الجديدة، يرجح أن يستضيف الزوجان أصدقاءيهما في المنزل، بدلاً من النوادي على الشاطئ.
لكنهما يتذكران دومًا لقاءهما في مدينة جوا.
وتقول هيرفا عن ليلة رأس السنة، 31 ديسمبر/ كانون الأول 2010، "إنها بالتأكيد مهمة بالنسبة لنا، فنحن نعتبرها الذكرى السنوية لزواجنا".