كان ديرًا للرهبان.. هذه الحقيقة "المثيرة" وراء فندق مسلسل "اللوتس الأبيض" بصقلية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بفيلات باروكية، وحدائق جميلة، ومناظر طبيعية درامية، يبدو أن جزيرة صقلية هي المكان المثالي لموسم ثانٍ من مسلسل "The White Lotus".
ويعكس المسلسل جميع المغامرات المثيرة والخطيرة أحيانًا للمصطافين الأثرياء المقيمين في فندق "سان دومينيكو" الجميل، وهو منتجع من فئة الخمس نجوم تديره "فور سيزونز" في مدينة تاورمينا.
وبُني الفندق على أرض دير سابق، يعود إلى القرن الرابع عشر، مع إطلالات فريدة على جبل إتنا والساحل.
وقال مدير الفندق، لورنزو مارافيغليا، لـCNN: "الأجواء الحقيقية للمنتجع تشبه إلى حد كبير ما تراه في المسلسل.. إنه نابض بالحياة.. يتمحور حول صقلية وضيوفنا الرائعين، ومن بينهم مادونا وشارون ستون".
وتم تصوير المسلسل، وهو من إنتاج شركة HBO، في مناطق تاورمينا، ونوتو، وسيفالو، وباليرمو.
وبينما قد لا يحصل الضيوف على التجارب ذاتها المفعمة بالحيوية في مسلسل "White Lotus"، يصرّ مارافيغليا على أن فندقه سيقدم مستوى الخدمة ذاتها التي تمتعت بها شخصيات العرض.
وتابع: "نجاح المسلسل يعتمد على حقيقة ما يحدث في فندق فخم، والتفاعل بين الموظفين والزبائن، وبين الزبائن أنفسهم".
سيجد زوار فندق "سان دومينيكو" المكان تمامًا كما هو مصوّر في "The White Lotus".
وستلاحظ وجود الأبواب التي تربط الأجنحة بالفعل، بالإضافة إلى الحدائق المورقة، والمسابح البانورامية، والشرفة المطلّة على الخليج، حيث يتناول الضيوف وجبة فطورهم.
ولا يمكن أن ننسى المطعم الحائز على نجمة ميشلان، حيث كانت تتجادل الشخصيات الرئيسية أحيانًا.
وبينما أن مارافيغليا ربما لم يضطر إلى تلبية بعض طلبات الضيوف الأكثر غرابة في "White Lotus"، إلا أنه اضطر إلى التعامل مع طلبات باهظة الثمن منذ افتتاح الفندق العام الماضي.
وقال: "أراد بعض الضيوف زيارة الجزر الإيولية بطائرة هليكوبتر خاصة، واستئجار يخت إلى مدينة سيراكيوز، التي لا تبعد سوى ساعة واحدة بالسيارة".
ويعكس مسلسل "The White Lotus" العديد من التقاليد في صقلية، مع إشارات إلى صلات المافيا في الجزيرة.
وغالبًا ما يتم عرض تمثال خزفي لرأس "مور" الملتحي كرمز للخيانة، في إشارة إلى أسطورة محلية تعود للعصور الوسطى.
ويُقال إن أحد المحتلين العرب في صقلية قد قُطع رأسه واستُخدم كوعاء نبات من قبل امرأة كان على علاقة به.
وأوضحت سونيا بوناماسا، منسقة العلاقات العامة في "سان دومينيكو": "تجسد هذه القصة جوهر صقلية للحب، والعاطفة، والانتقام، والتي يتم تمثيلها جميعًا في "The White Lotus".
وتابعت: "قطعت رأس المور لأنها تحبه لكنه خانها".
وفي الوقت الحالي، تستخدم هذه الرؤوس الخزفية، التي تُعرف باسم "testa di moro"، كمزهريات وحاملات مصابيح وزينة للغرف وغيرها.
وصُوّرت بعض المشاهد في قصر "فيلا تاسكا" من عصر النهضة، حيث يقع بالقرب من مدينة باليرمو.
ويتواجد القصر داخل حديقة موّرقة، ويحتضن لوحات جدارية فخمة، وتماثيل، وغرف كبيرة، وبركة سباحة رائعة بمياه الينابيع العذبة.
وفي المسلسل، ظهر قصر آخر اسمه "فيلا إيلينا"، حيث يقع بين بساتين الزيتون بالقرب من مدينة نوتو.
ويُزيّن القصر بمفروشات قديمة وقطع رخامية، كما يحتضن حمام سباحة ضخم خارج المعبد.
ويتم عرض أفضل الأطعمة في صقلية بالمسلسل أيضًا.
ويتناول الضيوف الكانولي بجبن الريكوتا، وحلوى الكاساتا، والجيلاتي، وكرات أرانشيني، ويشربون نبيذ روزيه وكوكتيل المارتيني.
ومنذ القرن التاسع عشر، تُعتبر تاورمينا وجهة جاذبة لكبار الشخصيات، حيث كان المؤلف المسرحي الأنجلو-أيرلندي، أوسكار وايلد، زائرًا متكررًا.
ويُقال إن مدينة تاورمينا ربما كانت مسقط رأس رواية ديفيد لورانس، التي تُعرف باسم "عشيقة سيدة تشاتيرلي".
وأقام المؤلف وزوجته في فندق "سان دومينيكو" بأوائل عشرينيات القرن الماضي، ويبدو أن الكتاب مستوحى من علاقة غرامية بين السيدة لورانس وراكب حمار محلي.