"عين السماء".. مشهد كوني مذهل يرصده مصور من صحراء الكويت..ما سره؟

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي
Credit: Abdullah Al-Harbi/ @a_alharbi97

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُلهم الروائع الكونية بالفضاء الواسع العديد من المصورين بمختلف أنحاء العالم، لالتقاط صور تثير ذهول كل من يراها.

محتوى إعلاني

وتمكن المصور الفلكي الكويتي عبد الله الحربي من التقاط صورة مذهلة لسديم يحيط بنجم من نجوم "وولف-رايت"، في صحراء السالمي بالكويت.

محتوى إعلاني

ويسعى الحربي إلى تسليط الضوء على مجال التصوير الفلكي ونشر الوعي الفلكي بالمجتمع الكويتي، وتشجيع الأفراد على خوض تجربته، لجعل دولة الكويت منارًة لهواة التصوير الفلكي، حسبما ذكره لموقع CNN بالعربية.

تصوير الحربي لسديم الحبار العملاق المعروف أيضًا باسم سديم الخفاش الطائر في الكويت Credit: Abdullah Al-Harbi/ @a_alharbi97

ويشير الحربي إلى الاعتقاد السائد بأن ظاهرة التلوث الضوئي بالمدن تُعد عائقًا رادعًا لهواة رصد الفلك والتصوير الفلكي، وتحول دون مشاهدة وتصوير الأجرام الخافتة نسبياً، مثل سدم "وولف-رايت" وغيره من الأجرام السماوية، مؤكدًا أنه اعتقاد خاطئ.

وكما هو متوقع، لم يكن من السهل التقاط مثل هذه الصورة، إذ أن الحربي استطاع الخروج بهذه النتيجة بعد نحو 10 أيام من التصوير. 

ويشرح: "استغرقت مدة التصوير 10 أيام، وقد قمت خلالها بتصوير قرابة الـ20 ساعة كمجموع بيانات، واخترت منها أفضل وأوضح 8 ساعات".

مشهد للعنقود النجمي المعروف باسم الثريا، ويسمى أيضًا الشقيقات، التقطه الحربي بالكويتCredit: Abdullah Al-Harbi/ @a_alharbi97

ومشهد هذه الفقاعة الغازية، الذي تشكّل بفعل الرياح النجمية التي حركت الغاز المنبعث من الغلاف الجوي المحيط بنجمة "WR 134"، يتذكره الحربي قائلاً إنه "كان خافتًا للغاية بمعالم تكاد تكون مخفية، وهو تحدٍ يشكلّه التصوير بالمناطق الملوّثة ضوئياً".

ورغم ذلك، يشير الحربي إلى أن بعض التكتلات الغازية في السديم كانت ظاهرة بشكل مذهل، وبالتحديد بقايا المستعر الأعظم، والذي كان واضحًا بشكل مبهر في نطاق غاز الهيدروجين.

صورة لسديم الروح التقطها الحربي من الكويت Credit: Abdullah Al-Harbi/ @a_alharbi97

وتراءى للمصور الكويتي هذا المشهد الفلكي كالعين بتفاصيلها، من الحدقة إلى الحاجب، وكأنها تحدّق بنا من السماء، لذلك أطلق عليها اسم "عين السماء".

وإلى جانب أشكالها الجميلة والغريبة، تُعد نجوم "وولف-رايت" نادرة للغاية، وقد سميت نسبة لعالمي الفلك الفرنسيين تشارلز وولف وجورج رايت، اللذين قاما باكتشافها بمرصد باريس عام 1867، ويعرف العالم 500 فقط من هذا النوع بمجرة درب التبانة، بالإضافة إلى بضع مئات في المجرات المحيطة، حسبما ذكره موقع "earthsky".

ولفت الحربي إلى أنه من أجل توثيق مثل هذه اللقطات للسدم، يقوم بالاستعانة بمعدات مخصصة للتصوير الفلكي، مثل الكاميرا الفلكية وجهاز المتتبع الاستوائي (الذي يعاكس حركة دوران الكرة الأرضية ليسمح بتصوير السدم لساعات طويلة من دون أن يحصل انسحاب في النجوم)، كما استعان بمرشّحات بصرية تسمح بمرور أطياف معينة من الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الغازات المتأينة في الفضاء.

صورة لسديم خوذة الثور التقطها الحربي بالكويتCredit: Abdullah Al-Harbi/ @a_alharbi97

وبدأ شغف الحربي بالتصوير الفلكي لأول مرة عندما كان يصيبه الانبهار بالصور الفلكية التي يشاهدها في كل مكان على الانترنت سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المواقع الفلكية المخصصة مثل ناسا او محركات البحث في قسم الصور الفلكية، ولكن ظن أن تصويرها يقتصر على المختصين بهذا المجال.

ويتذكر الحربي: "ذات يوم، ذهبت في رحلة لرصد النجوم أقامتها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وهناك التقيت بالمصور الفلكي محمد العبيدي، والذي أرشدني إلى الطريق الصحيح للدخول في مجال التصوير الفلكي". 

ومنذ تلك اللحظة، انطلق في تعلّم التصوير الفلكي والبحث فيه، حتى وصل إلى مستوى احترافي بهذا النوع من التصوير.

وعلى مدار سنة ونصف السنة تقريباً، نجح الحربي في توثيق أكثر من 27 سديمًا من مختلف الأنواع، ما بين سدم انعكاسية، وسدم انبعاثية، وسدم مظلمة وأخرى من بقايا مستعر أعظم، لافتًا إلى أنّ بعض هذه الصور نشرت كـ"صورة اليوم" على صفحات تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".

وقد حصدت اللقطة الإعجاب والإشادة من قبل متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعله يشعر أنه أقرب إلى تحقيق هدفه المنشود بجعل الكويت وجهة تستقطب هواة التصوير الفلكي.

نشر
محتوى إعلاني