هل تتوق إلى "العصر الذهبي" للسفر الجوي في الخمسينيات؟ هذه الحقائق قد تُغير رأيك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعكس جوانب عديدة واقع السفر الجوي التجاري في القرن الـ21، من الطوابير الطويلة عند نقاط التفتيش الأمنية، والأكواب البلاستيكية الصغيرة للمشروبات الغازية، والأكياس الصغيرة من بسكويت الـ"بريتزل"، والطائرات المملوءة لأقصى حد، والرسوم التي يجب دفعها مقابل كل وسيلة راحة.
ولا عجب أن العديد من المسافرين أصبحوا يشعرون بالحنين تجاه ما يُشار إليه بـ"العصر الذهبي" للسفر الجوي في الولايات المتحدة.
وخلال خمسينيّات القرن العشرين، روّجت شركات الطيران السفر الجوي التجاري كتجربة ساحرة، مع تقديم مضيفات الطيران وجبات كاملة مُقدّمة بأواني خزفيّة حقيقيّة.
كما كانت مقاعد شركات الطيران كبيرة (وفارغة في الغالب) مع توفّر مساحة واسعة للقدمين، وارتداء الركاب لملابس أنيقة دائمًا.
وبعد طرح الطّائرات النفّاثة في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، تمكّن الركاب من السفر إلى أبعد الوجهات بسرعات لم يكن من الممكن تصوّرها قبل عقدٍ من تلك الفترة فقط.
واستغرقت رحلة جوية من مدينة نيويورك الأمريكية إلى العاصمة البريطانية لندن حوالي 15 ساعة في أوائل الخمسينيات، وانخفضت تلك المدة الزمنيّة لتصل إلى أقل من 7 ساعات بحلول أوائل الستينيات.
وقد يكون الحنين إلى ماضي شركات الطيران أمرًا خادعًا، ونادرًا ما كانت "العصور الذهبية" مثاليّة.
وحتّى ظهور الطائرات النفاثة في عام 1958، تم تشغيل غالبية الطائرات التجارية في البلاد بالمراوح، مثل طائرة "DC-4" على سبيل المثال.
وكانت غالبية هذه الطائرات غير مضغوطة، وتراوح أقصى ارتفاع تمكّنت من الوصول إليه من 10 آلاف إلى 12 ألف قدم.
ولم تتمكّن تلك الطائرات من التحليق خلال أحوال الطقس السيئة، ولذا كانت التأخيرات والاضطرابات شائعة ومتكرّرة، وغالبًا ما احتاجت الطائرات إلى توفير الأكياس في حال شعور الرّكاب بالغثيان.
وكانت بعض الطائرات واسعة ومضغوطة، واستوعبت طائرة "بوينغ ستراتوكروزر" على سبيل المثال 50 راكبًا من الدرجة الأولى، أو 81 راكبًا في الدرجة الاقتصادية مقارنةً بـ 21 راكبًا فقط على متن طائرة "DC-3".
واستطاعت الطائرة التحليق على ارتفاع 32 ألف قدم، ما سمح لها بالحركة خلال الأحوال الجوية السيئة.
ولكن لم تكن سوى 56 طائرة من هذا الطراز في الخدمة.
ورغم أن الطائرات من طراز "DC-6" و"DC-7" أصبحت مضغوطة، إلا أنها استمرّت في التحليق على ارتفاع أقل بكثير من الطائرات التي ظهرت لاحقًا.
كما تمتّعت المحركات المكبسية بضخامتها، وتعقيدها، وصعوبة صيانتها، ما ساهم في حدوث تأخيرات متكرّرة.
وخلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، استخدم الجميع تقريبًا الدرجة الأولى.
وشجّعت شركات الطيران عددًا أكبر من الأشخاص على السفر في الخمسينيات والستينيات عبر عرض أسعار اقتصاديّة وسياحيّة.
وكانت الأسعار أقل كلفة من الدرجة الأولى، لكنها لا زالت باهظة الثمن.
ورغم أنّ ظهور الطائرات النفاثة أدى إلى انخفاض الأسعار، إلا أن التكلفة كانت لم تزل خارج متناول غالبية الأمريكيين، إذ كانت طبقة رجال الأعمال من بين غالبية من يسافرون على نفقة شركاتهم.
وبدأت التركيبة السكانية للمسافرين في التغيّر خلال هذه الفترة مع بدء المزيد من النساء، والشباب، والمتقاعدين في السفر عبر الجو.
ومع ذلك، بقي السفر الجوي خارج متناول غالبية الأشخاص من الناحية المالية.
وإذا كانت تلك الفترة تُوصف بـ"عصرٍ ذهبي"، فهي كانت كذلك لعدد قليل جدًا من الأشخاص.
وينسى الأشخاص أيضًا أن السفر الجوي في الستينيات كان أكثر خطورة بكثير مما هو عليه اليوم.
وخلال مرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، تعرضت شركات الطيران الأمريكية لما لا يقل عن 6 حوادث تحطم كل عام، وأدّت غالبيتها لمقتل جميع الركاب.
كما حصلت حوادث عديدة لعمليات اختطاف الطائرات.
ومن الأسباب التي تجعل ركاب شركات الطيران الأمريكية اليوم (بشكلٍ عام) يتقبلون نقاط التفتيش الأمنيّة هي رغبتهم بوجود ضمان بأن طائرتهم ستظل آمنة.