أسوة بالرجال.. النساء في برلين يسبحن عاريات الصدر

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبح بالإمكان للنساء في برلين السباحة عاريات الصدر في حمامات السباحة العامة بالمدينة في حال رغبن بذلك، أسوة  بالرجال.

محتوى إعلاني

وتمت الإشادة بهذا القرار كخطوة إلى الأمام في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين بالعاصمة الألمانية.

محتوى إعلاني

كما يُعتبر هذا الإجراء الذي طُرِح هذا الأسبوع، من علامات حب ألمانيا لـ"ثقافة الجسد العاري"، أو "Freikoerperkultur"، التي تعود جذورها إلى أواخر القرن الـ19.

صورة التُقِطت لمسبح في برلين بعام 2020. Credit: Sean Gallup/Getty Images

واتخذت سلطات برلين الإجراءات بعد إشارة سَبّاحة إلى أنها مُنعت من دخول إحدى حمامات السباحة في المدينة من دون تغطية صدرها في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وتقدّمت المرأة بشكوى إلى وزارة العدل، والتنوّع، ومناهضة التمييز لدى مجلس الشيوخ بالمدينة.

واتفقت السلطات على أن المرأة كانت ضحية للتمييز، وأكّدت هذا الأسبوع السماح لجميع زوار حمامات السباحة في برلين، ضمنًا النساء، ومن يعتبرون أنفسهم غير ثنائيي الجنس، بأن يكونوا عراة الصدر.

ويأتي القرار في أعقاب حادثة مماثلة  وقعت بحديقة مائية في برلين خلال صيف عام 2021.

وطالبت الفرنسية، غابرييل ليبريتون، بتعويضٍ مالي من المدينة بعدما أمرها حراس الأمن بمغادرة المبنى عندما رفضت تغطية صدرها.

وأكّدت حكومة ولاية برلين هذه الخطوة في بيان صحفي الخميس.

وجاء في البيان: "نتيجةً لشكوى ناجحة ضد التمييز، ستطبق مؤسسات السباحة في برلين بالمستقبل قواعدها.. بطريقة منصفة بين الجنسين".

مسبح عام في منطقة "نويكولن" بالعاصمة، برلين. Credit: Johannes Eisele/AFP/Getty Images

ورحّبت إيدا المقيمة في برلين، التي طلبت عدم ذكر اسمها الأخير، بتخفيف القيود، لكنها تساءلت عمّا سيحققه الأمر حقًا عندما يأتي الأمر للمساواة بين الجنسين.

وأوضحت إيدا لـCNN: "إذا شعرت النساء بالراحة مع أجسادهنّ، ونظرات الغرباء الذين يحدّقون بهنّ بعض الأحيان، فهن لن يواجهن مشكلة بالكشف عن أجسادهن في أي حال".

لكنّها شككت في مدى انتشار استغلال النساء للقاعدة الجديدة.

وهذه الخطوة ليست غير مسبوقة بالنسبة لألمانيا، إذ أصبحت غوتينغن أول مدينة في البلاد تسمح للنساء بالسباحة عاريات الصدر داخل حمامات السباحة العامة الصيف الماضي.

"طريقة أخرى للوجود"

وتُجسّد هذه الخطوة حب ألمانيا لـ"ثقافة الجسد العاري"، التي تعود أصولها إلى الإمبراطورية الألمانية.

وبدلاً من إضفاء طابع جنسي على جسم الإنسان العاري، تركز هذه الحركة على الفوائد الصحية للعري الجماعي في الهواء الطلق أثناء ممارسة الرياضة، أو التواجد في الطبيعة.

وقام أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية"غولدسميث" في جامعة لندن، كيون ويست، بالتحقيق بشأن مواقف الأشخاص تجاه العُري في مختلف البلدان بأوروبا، ومناطق أبعد أيضًا.

وقال ويست لـCNN: "من المعروف بين غالبية الأشخاص أنّ الألمان أكثر استرخاءً عندما يأتي الأمر للعري مقارنةً مع البريطانيين أو الأمريكيين".

وأضاف: "يتجسّد التناقض الرئيسي في الآراء تجاه العري بألمانيا مقارنة مع المملكة المتحدة وأمريكا في حقيقة أن الأشخاص العراة بألمانيا لا يُفصلون عن الآخرين".

وأكّد ويست: "بدلاً من ذلك، يتم تقبّل العري ببساطة كطريقة أخرى للوجود".

ولا تزال هذه الحركة شائعة في ألمانيا الحديثة.

ويوجد اليوم نحو 600 ألف ألماني مسجل لدى أكثر من 300 نادي خاص بالعراة.

نشر
محتوى إعلاني