ماكاو.. كيف تُخطط "لاس فيغاس آسيا" إعادة تخيل السياحة بعد جائحة كورونا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مثل العديد من زملائه، أُقيل دان ماكولاي من وظيفته كطيّار خلال جائحة "كوفيد-19".
ونظرًا لكونه مقيمًا في ماكاو، وهي من بين المدن التي تمتّعت بواحدة من أكثر الإجراءات صرامةً خلال جائحة فيروس كورونا، أصبح لديه الكثير من الوقت بين يديه.
وبدأ ماكولاي وزوجته، ريبيكا فيليني، بتعلّم كيفيّة تقطير الكحول كهواية خلال عمليّات الإغلاق.
وبعد 3 أعوام تقريبًا، تطوّرت هواية الثنائي لتتحوّل إلى عملٍ تجاري حقيقي، مع تأسيس علامة تُدعى "Owl Man" لمشروب الجِن.
ورُغم إطلاق الثنائي لتجارتهما خلال فترة الإغلاق، إلا أنّهما يعلّقان آمالهما على عودة السياحة، مثل العديد من الشركات الأخرى في جميع أنحاء المدينة.
نعمة مُقَنَّعة؟
وتُعتبر ماكاو، والتي تبعد عن هونغ كونغ بساعة فقط على متن عبّارة، الوجهة الوحيدة في الصين حيث يعد لعب القمار قانونيّا.
وغالبًا ما أُطلق عليها اسم "فيغاس آسيا" قبل الجائحة.
ونتيجةً لذلك، تمحور اقتصاد المدينة بشكلٍ أساسي حول الكازينوهات، والشركات التي تدعمها، من الفنادق، والمنتجعات الصحية، إلى المتاجر الراقية.
ويبلغ عدد سكان ماكاو حوالي 600 ألف نسمة فقط مقارنةً بـ7 ملايين نسمة في هونغ كونغ، ولكن تبلغ إيرادات المدينة 6 أضعاف ما تحققه لاس فيغاس خلال عامٍ عادي.
وقبل الجائحة، أتت 80% من عائدات حكومة ماكاو من صناعة القمار، وأثّر فيروس "كوفيد-19" على ذلك.
وأدّت 3 أعوام من عمليّات الإغلاق المتقطّعة، ومنع السفر من البر الرئيسي، وهونغ كونغ إلى تأثيرٍ مُدمِّر على مصدر الدخل الرّئيسي للمدينة.
ولكنها وفّرت أيضًا وقتًا للابتكار.
وشرح ماكولاي: "أدركت الحكومة أنّها لا تستطيع تركيز كل جهودها على القمار و (السّياح من) البر الرئيسي"، مشيرًا إلى أن مشهد الطهي من المجالات التي تعمل الحكومة على تعزيزها.
وليس ماكولاي رائد الأعمال الوحيد الذي استخدم تباطؤ السياحة لإعادة التفكير في نموذج عمله.
ويمتلك "Asai"، الذي يستخدم اسمه الأول فقط في الوسط الاحترافي، العديد من المطاعم والمقاهي البرتغاليّة في جميع أنحاء المنطقة.
وباعتبارها مستعمرة برتغاليّة سابقة، تشتهر ماكاو بوجبات مثل فطائر البيض، والدّجاج الأفريقي، و"الباكالو" (فطائر سمك القد).
ولكن يرغب "Asai" أن يعلَم الزوّار بوجود مجتمع برتغالي نشط ومزدهر في ماكاو حتّى الآن يُقدّم أكثر من المأكولات المفضّلة المعتادة.
وقال "Asai" الذي عاش في ماكاو منذ 18 عامًا: "المنافسة كبيرة بالنسبة للمطاعم البرتغالية، ولكن العديد منها عبارة عن نسخ محليّة تختلف عن الطّعام البرتغالي"، وأضاف: "نحاول تقديم تجارب تقليديّة وفريدة من نوعها بشكلٍ أكبر. وهذا تخصّص ساعدنا على البقاء خلال الجائحة".
وتمامًا مثل "Owl Man"، تلقّت مجموعة مطاعم "Asai" دعمًا حكوميًا في ظل تنويع ماكاو لمشهد الطّعام والشّراب.
معالم جديدة وجديرة بالملاحظة
وعندما بدأ السياح الدوليون الأوائل بالعودة إلى ماكاو في فبراير/شباط من عام 2023، كان من الواضح أن الكثير قد تغيّر.
وأُغلِقت العديد من المطاعم الصغيرة في الأحياء أثناء عمليّات الإغلاق، وواجهت المطاعم التي أُعيد فتحها مشاكل في التوظيف بعد مغادرة العديد من العمّال للمدينة بشكلٍ دائم.
ولكن افتُتحت معالم جاذبة جديدة أيضًا، فتحاول الكازينوهات تنويع ما تقدّمه لتصبح أكثر ملائمة للعائلات.
وافتتحت المدينة على سبيل المثال أول خط "زيب لاين" يُدعى "ZipCity" في مجمّع كازينو "ليسبويتا" في تايبا خلال يناير/كانون الثاني من عام 2023.
وكان توقيته مناسبًا، إذ غمر السياح الصينيون المدينة خلال السنة القمرية الجديدة.