اشترياه بأقل من 10 آلاف دولار..كيف تمكن ثنائي أمريكي من شراء منزل من القرن الـ14 في إيطاليا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما كان شراء وتجديد منزل في إيطاليا، بمثابة حلم بالنسبة للثنائي دوغ وليا جونسون.
وقال الزوجان، وهما يقيمان في مدينة غلوستر بولاية ماساتشوستس الأمريكية، إنهما يذهبان أحيانًا لمشاهدة المنازل أثناء قضاء العطلة في الدولة الأوروبية.
ورغم أن شراء عقار هناك لم يكن يبدو خيارًا قابلاً للتطبيق، إلا أن دوغ صادف شقًة معروضة للبيع من القرن الرابع عشر في مدينة فاسانيلو، الواقعة في منطقة لاتسيو بإيطاليا، بسعر يبلغ 13 ألف يورو، أي حوالي 13،450 دولارًا.
وأوضح دوغ لـCNN: "كانت فكرة امتلاك شيء شُيّد في القرن الرابع عشر أو الخامس عشر مثيرة للاهتمام حقًا"، لافتا إلى أنّه يميل "لإصلاح المباني القديمة".
شراء الحلم
ورأى دوغ على الفور إمكانات في المنزل الذي يتكونّ من غرفتين، ويتميز بسقف عال ومدفأة كبيرة. وبعد إجراء بعض الأبحاث حول فاسانيلو، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 4 آلاف نسمة، اقتنع بالفكرة كلّيًا.
ومع ذلك، لم يكن من السهل إقناع زوجته بأن شراء منزل إيطالي من دون رؤيته، كان أمرًا يجب عليهما التفكير فيه بجدية.
وقالت زوجته ليا، وهي معلمة فنون متقاعدة: "لقد تطلب الأمر منه الكثير من الجهد لإقناعي"، موضحة: "اعتقد الكثيرون أننا أُصبنا بالجنون".
وبعد قضاء ساعات طويلة في إجراء بحث عن المدينة عبر برنامج "غوغل إيرث"، قرّر الزوجان تقديم عرض شراء بقيمة 9 آلاف يورو (ما يعادل حوالي 9،650 دولارًا) أي 4 آلاف يورو أقل من السعر المطلوب، وذُهلا عندما تم قبوله.
ورغم وجود بعض العقبات أثناء عملية البيع، فقد تمكنا من السفر إلى إيطاليا لإتمام عملية الشراء في يونيو/ حزيران عام 2019.
وتزامنت زيارتهما مع إقامة مهرجان محلي يُعرف باسم "Infiorata del Corpus Domini"، حيث يقوم السكان بتزيين الطرق المرصوفة بالحصى بين الكنائس المحلية بالزهور.
وتُعد فاسانيلو أيضًا موطنًا لعدد من الكهوف من صنع الإنسان، والجدران القديمة، والمقابر التي تعود إلى العصر الإتروسكي، والذي سبق الحضارة الرومانية.
وبمجرد انتهاء الأعمال الورقية، تمكن الزوجان أخيرًا من مشاهدة العقار الذي لم تسنح الفرصة لهما من قبل لمشاهدته، إلا من خلال الصور.
وسرعان ما اتضح أن العقار بقي على حاله إلى حد كبير كما تركه مالكه السابق، قبل سنوات عديدة.
وقال دوغ: "لقد كان قديمًا بشكل لا يصدق"، مضيفًا أنه تملكهما شعورًا رائعًا حيال سكنهما الجديد، لكن سرعان ما أدركا أن أمامهما الكثير من العمل.
ورغم خبرته المتواضعة بتجديد العقارات في الولايات المتحدة، إلا أن الثنائي لم يكن لديهما أي فكرة كيف تجري هذه الأمور في إيطاليا.
وأثناء عملية تنظيف العقار، اكتشف الزوجان أن بعض قطع بلاط التيراكوتا القديمة التي كانت تغطي الأرض لم تكن مصقولة. وبعد إزاحتها، شعر الزوجان بالذهول بسبب تمكنهما من رؤية الغرفة في الأسفل، والتي كانت تُستخدم كمساحة تخزين، ما دق ناقوس الخطر لديهما، إذ اتضح أن الهيكل "لم يكن سليمًا" وأن الحزم الداعمة الموجودة أسفل الأرضية بحاجة إلى استبدال.
وكانت الطريقة الوحيدة لإكمال الإصلاحات تتمثل بالاتصال بمالكي الوحدة في الطابق السفلي، وطلب الإذن بالدخول.
وبمجرد تعقب المالك، قررا شراء تلك الوحدة، بتكلفة 3500 يورو (حوالي 3623 دولارًا)، حتى يتمكنا من توسيع العقار، والتخلص من بعض المتاعب في العملية.
وقرّر الثنائي اقتلاع سقف الوحدة بالكامل، وربط الوحدتين بدرج حلزوني.
وبعد شراء وحدتين في المبنى ذاته، وجد الزوجان قسمًا آخر يمكنهما فيه استخدام قبو نبيذ أسفل الوحدة الثانية - وقررا أن يشترياه أيضًا، بتكلفة 2500 يورو (حوالي 2588 دولارًا).
وذكرا أنهما اضطرا لكسر القفل للوصول إلى القبو، الذي هُجر منذ سنوات عديدة، وكانوا سعداء لاكتشاف براميل وزجاجات النبيذ.
ومنذ ذلك الحين، أعاد الزوجان بناء السلالم المؤدية إلى القبو، إذ يخططان ليقوما بملئه برفوف النبيذ وإنشاء منطقة لتذوق النبيذ.
ووفقًا لما ذكره دوغ، بلغت التكلفة النهائية لشراء العقارات الثلاثة ما مجموعه 15 ألف يورو (حوالي 15.530 دولارًا أمريكيًا) في حين أن تكلفة أعمال التجديد، التي شارفت على الاكتمال تقريبًا، تتراوح بين 75 ألف يورو (77654 دولارًا) و105 ألف يورو (106،707 دولارًا أمريكيًا) )، وتشمل الرسوم والضرائب الإضافية.
وعند تصميم الديكورات الداخلية، التزم الزوجان بالحفاظ على "الشعور القديم الأصلي للعقار"، المستوحى من قلعة Orsini في فاسانيلو، التي يعود تاريخها إلى عام 1285، بالإضافة إلى الممتلكات التاريخية الأخرى في المدينة.
ولعل أكثر ما يثير للاهتمام حول مجمع المبنى أنه يتصل بقصر حقيقي، أي قصر "Mercuri Pozzaglia"، المحمي من قبل الحكومة الإيطالية، وهي حقيقة لم يكن لدى عائلة جونسون علم بها حتى زيارتهما الأولى.
ووفقًا لبيان صحفي صدر مؤخرًا ، فإن القصر في السابق كان مملوكًا لسيباستيانو مارياني، عمدة توسكانا السابق، ويُعرض القصر الآن للبيع.
ورغم أن فكرة شراء القصر طُرحت عليهما، إلا أن دوغ أكد أن مثل هذا المشروع سيكون مكلفًا للغاية، آملًا بأن يتمكن شخص ما من تحمل تكاليف إصلاحه ذات يوم.
وبينما كان عليهما بالسابق الإقامة في مكان آخر أثناء إجراء أعمال التجديد، ولكن دوغ وليا تمكنا أخيرًا من البقاء في منزلهما الإيطالي عندما عادا في فبراير/ شباط الماضي.
وقال دوغ لـCNN عبر البريد الإلكتروني: "كانت هذه تجربة رائعة بعد أربع سنوات من التجهيزات".