حديقة الحيوانات هذه تولّد الأمل في الأنواع المهددة بالانقراض..كيف؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يخرج صغير الكنغر رأسه من جيب أمه ليطل على العالم لأول مرة.

محتوى إعلاني

ويشير ديف وايت، وهو حارس حديقة حيوانات تشيستر في إنجلترا، إلى الأم التي تجلس على غصن وتقفز بفخر بمناسبة هذه اللحظة.

وقد كان دايف يراقب صغير الكنغر الشجري وهو يكبر منذ ولادته، حيث يتتبع نموه عبر كاميرا منظار داخلية موضوعة داخل جيب أمه.

وشكّل وايت علاقة وثيقة مع صغير الكنغر الذي يُدعى جوي ووالدته، إذ كان يزورهما ويطعمهما كل يوم.

Credit: Chester Zoo

وتُعد هذه أول ولادة لكنغر شجري يشهدها، بل هي المرة الأولى في تاريخ حديقة حيوانات تشيستر، حيث يُولد فيها هذا النوع من الحيوانات.

ويقول وايت إن هذه الولادة تُعد بمثابة علامة أمل للأنواع المهددة بالانقراض بسبب الصيد وفقدان موطنها الأصلي في بابوا غينيا الجديدة.

ويضيف: "جوي الصغير هذا يمكن أن يساهم بشكل كبير في عملية الحفظ".

Credit: Chester Zoo

وهذه الولادة تُعد واحدة من سلسلة ولادات نادرة رحبت بها حديقة حيوانات تشيستر خلال الأشهر الثمانية الماضية، بما في ذلك ولادة لتوأمين من نمور سومطرة، وشمبانزي غربي، وتابير مالاوي، ووحيد قرن أكبر، وثلاثة من جراء الحفرة.

وتُعتبر جميع هذه الأنواع مهددة بالانقراض.

وفي خضم مواجهة العالم لأزمة التنوع البيولوجي مع تسارع حالات الانقراض بمعدل غير مسبوق، يمكن أن تساعد حدائق الحيوانات في توفير حماية حاسمة للأنواع المهددة بالانقراض.

وتتمثل المهمة الأساسية بالنسبة لحديقة حيوانات تشيستر في "منع الانقراض"، وقد طُبعت هذه العبارة على قمصان الموظفين وكتبت على اللافتات عبر جميع أنحاء الموقع.

وفي عام 2021، شاركت حديقة الحيوانات بخطة رئيسية مدتها 10 سنوات توضّح أساليبها لتحقيق ذلك، بما في ذلك البحث العلمي والتعليم، واستعادة الموائل، إضافة إلى برنامجها الشهير لتربية الأحياء المائية.

Credit: Chester Zoo

ومن جهته، أوضح مارك برايشو، وهو مسؤول عن أنواع الثدييات لدى حديقة الحيوان أن "(العالم) يفقد الأنواع بمعدل هائل"، مضيفًا أنه "من المهم حقًا أن ننقذ الأنواع حيث أمكننا ذلك".

ويوضح برايشو أن برنامج التناسل لديه مجموعة من الأهداف، على سبيل المثال، يتم تناسل بعض الأنواع مؤقتًا في الأسر لحمايتها من التهديدات الوشيكة أو لمنحها الوقت قبل إعادة إدراجها في البرية.

Credit: Chester Zoo

وفي أحيان أخرى، يتمثل الهدف بالحفاظ على الأنواع التي انقرضت بالفعل في البرية، أو على وشك الانقراض، بينما يتم تربية بعض الأنواع المهددة بالانقراض للمساعدة في الحفاظ على مجموعة قابلة للحياة يمكن إطلاقها في البرية إذا ما انتهت جميع التهديدات المحيطة بها في موائلها الأصلية.

ويُوجد أيضًا لدى حدائق الحيوانات الأخرى برامج خاصة بالتناسل للحفاظ على البيئة، ولكن حديقة حيوانات تشيستر تُعد رائدة على مستوى العالم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مختبر الغدد الصماء للحياة البرية - وهو الوحيد من نوعه في حديقة حيوانات في أوروبا.

وهنا، يتتبع العلماء هرمونات الأنواع من خلال تحليل برازها.

ويمكن أن يشكل التناسل بهدف الحفظ في حدائق الحيوانات موضوعًا شائكًا.

ويرى النقاد أن تربية الحيوانات من أجل مستقبل في الأسر يُعد بمثابة أمر قاسي، إذ أن العديد منها لن يتم إعادتها إلى الطبيعة البرية.

Credit: Chester Zoo

ويشير أحد الأبحاث أيضًا إلى أن برامج التربية يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى تغييرات جينية يمكن أن تؤثر على قدرة الأنواع على البقاء في البرية.

ومع ذلك، يجادل آخرون بأن حدائق الحيوانات المدارة جيدًا تشرك الجمهور في الحفاظ على البيئة من خلال عرض عجائب الحياة البرية على كوكب الأرض، إذ تسمح للعلماء بدراسة الحيوانات عن كثب بطريقة قد تكون مستحيلة بالنسبة لبعض الأنواع في البرية.

ويرجع الفضل في التناسل الحفظي داخل حدائق الحيوانات إلى إنقاذ بعض الأنواع من الانقراض - أولها المها العربي، الذي تم اصطياده حتى انقرض في البرية بحلول عام 1972، ولكنه أعيد لاحقًا إلى الصحراء في سلطنة عُمان، وذلك بفضل برنامج التناسل الذي بدأ في حديقة حيوانات فينيكس، بولاية أريزونا الأمريكية.

وبالنسبة لجون بول رودريغيز، وهو رئيس لجنة بقاء الأنواع في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإن السمة المميزة لحديقة حيوانات جيدة هي التي تحدث فرقًا في بقاء الأنواع في البرية؛ ولا يتعلق الأمر بمجرد تربية الحيوانات لجذب المزيد من الزوار، ولكن يتمثل الدافع بحمايتها في موطنها الأصلي.

نشر
محتوى إعلاني