إيطاليون يشترون قرية مهجورة بأكملها في بلادهم.. ما مصيرها الآن؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع عرض عددٍ متزايد من البلدات الإيطاليّة منازلها المُهمَلة للبيع بأسعار مغرية، أصبح امتلاك منزلٍ مهجور في البلاد أمرًا شعبيًا بشكلٍ متزايد في الأعوام الأخيرة.
ولكن قرّرت مجموعة من الإيطاليين المنحدرين من قرية "سان سيفيرينو دي سينتولا" المهجورة في إقليم كامبانيا الإيطالي شراء قرية صغيرة بأكملها.
وفي عام 2008، انضم سيلفيريو دي أنجيلو لمجموعة تتكوّن من ثمانية أشخاص يعيشون في أنحاء إيطاليا لشراء جميع المنازل المُهملة بالمنطقة التي تعود للقرون الوِسطى، والمهجورة إلى حدٍ كبير منذ مغادرة آخر السّكان لها في السبعينيّات.
صلة قويّة
وقال دي أنجلو، وهو مصرفي متقاعد، إنّه بدأ بطرق أبواب وَرَثة الملاك السّابقين مع الآخرين لإقناعهم ببيع منازلهم بعد الشعور بالقلق من وقوع قرية الأشباح فريسةً لمستثمرين ربّما يرغبون بتغيير هيكلها بشكلٍ جذري.
وأكّد دي أنجلو المولود في القسم الأحدث بالقرية: "شجّعنا الحب العميق لهذا المكان، وشغفنا تجاه جذورنا وأجدادنا"، مضيفًا: "لدينا ارتباط قوي بهذه الأرض، وقلوبنا هنا. ولكنّها (شراء القرية) كانت خطوة متهوّرة، إذ نحن بحاجة إلى الكثير من الصّبر والمال لإعادة الحياة إلى مكان بأكمله كهذا".
ويعيش حوالي 350 شخصًا في القسم الأحدث بقرية "سان سيفيرينو دي سينتولا"، والتي تبعُد حوالي 15 دقيقة سيرًا على الأقدام من المنطقة المهجورة.
واستحوذ دي أنجلو مع المجموعة على حوالي 60 مسكنًا حجريًا قديمًا، بحسب ما أوضحه.
ولا تمتلك المجموعة أي خطط كبيرة لتحويل القرية المُحاطة بالتّلال، والغابات، والجداول إلى منتجعٍ فخم، أو وجهة لقضاء العطلات، ولكنّها ترغب وببساطة بالحفاظ على جمالها الأصلي عبر بث حياة جديدة لمنازلها ومعالمها المتدهورة.
وقال دي أنجلو لـCNN: "يُحزنني رؤية انهيار القرية، ووقوعها في طي النسيان"، مضيفًا: "نريد أن نجعلها متاحة وآمنة بالكامل للزّوار".
"منقذو" القرية
وتُعد قرية "سان سيفيرينو دي سينتولا" واحدة من بين 6 آلاف من قُرى الأشباح المهجورة والمنتشرة في جميع أنحاء إيطاليا، والتي تُركت بسبب الكوارث الطبيعيّة أو هجرة السّكان.
ويُشير إليها الإيطاليّون بـ"الجميلات النائمات"، إذ يشعر الكثيرون أنّها تنتظر من "يوقظها" أو ينفث الحياة فيها من جديد.
وقالت مستشارة العلاقات العامة، مونيكا جيلوتشي، وهي ابنة أحد سكّان "سان سيفيرينو دي سينتولا"، وفرد آخر من "مُنقذي" القرية إنّها كانت مغامرة جنونيّة.
ويعود الكثير من الأشخاص إلى القرية للتعرّف إلى أصولهم، وتخيّل كيف كانت حياة الآباء أو الأجداد في الماضي، وفقًا لما ذكرته لـCNN.
ولم ينجح دي أنجلو والمجموعة في التّعامل مع القرية لأعوام، وأشار الإيطالي إلى أنّ ذلك يعود أساسًا إلى نقص الموارد، والمشاكل البيروقراطيّة.
الحفاظ على الماضي
وتنطوي الجولات التي يُقدّمها المرشدون المحليّون في المنطقة على زيارة أنقاض كاتدرائية، وكنيسة، وبرج مراقبة، وقصر أرستقراطي مهيب انتمى لأحد الأشخاص رفيعي المستوى.
وبمجرّد توفّر التّمويل اللازم، يأمل دي أنجلو في تحويل القرية بشكلٍ مستدام وبطريقة من شأنها إبراز تفرّدها.
وأكّدت جيلوتشي: "إنقاذ مثل هذه الأماكن من الهجر واجب علينا جميعًا"، ومن ثم أضافت: "هذه القرى القديمة هي العمود الفقري لبلدنا الرّائع".