صورة لسائح روسي في بالي تعرّضه للترحيل من إندونيسيا.. ما السبب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يواجه سائح روسي عقوبة الترحيل من إندونيسيا لقيامه بنشر صورة له ُتظهره شبه عاري، التقطها في موقع يعد مقدّسًا على جزيرة بالي، التي تم تداولها بشكل واسع النطاق على صفحات الإنترنت.
وشارك السائح، الذي كشف عن اسمه الأول فقط، يوري، صورة تظهر النصف السفلي من جسمه عارياً على جبل آغونغ، الذي يعد أعلى نقطة في الجزيرة الإندونيسية.
من جانبها، قالت ني لو جيلانتيك، سياسية وسيدة أعمال من بالي، لـCNN، إنّها توسطت في المصالحة بين يوري والسيّاح الروس، والسكان المحليين المقيمين حول جبل آغونغ.
ويعتقد الهندوس الباليون أن جبل آغونغ، عبارة عن بركان، يمثّل الإله "شيفا". ويتطلب الصعود إلى قمة الجبل تصريحًا لمن يرغب بذلك.
قام يوري منذ ذلك الحين بإزالة الصورة المسيئة من حسابه الشخصي على موقع "انستغرام" واستبدالها بمقطع فيديو له وهو يعتذر عمّا بدر منه.
وأرفق المنشور بتعليق كتب فيه: "ما من عذر لأفعالي، ما حدث كان نتيجة جهلي الشخصي".
وتابع: "بعد دراسة الثقافة والدين في بالي، أدركت خطئي".
وذكر يوري أن آغونغ يعتبر رمزًا مقدسًا عند سكان بالي، و"يقدّس السكان المحليون الآلهة ويعتقدون أنّه إذا أغضبتهم، سيحدث ثوران بركاني. ما سيؤدي إلى تدمير الجزيرة".
وكجزء من الوساطة التي أجرتها ني لو، سيشارك يوري، بحسب ما ورد، في حفل "ماكارو" تقليدي، وهي طقوس يقيمها الهندوس الباليون للحفاظ على الانسجام بين البشر والطبيعة.
راهنًا، يتم التعامل مع قضية يوري من قبل المدير العام للهجرة في بالي، ويُطلب منه تقديم تقرير يومي إلى مكتب الهجرة في بالي.
حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن ترحيله من الجزيرة أو السماح له بالبقاء بعد مشاركته في مراسم الاحتفال.
وفي الآونة الأخيرة، اتخذت حكومة بالي خطوات لقمع السيّاح الأجانب الذين يتعارض سلوكهم مع العادات المحلية.
وفي 12 مارس/ آذار الماضي، نشر مجلس السياحة نصائح للزوار باللغة الإنجليزية، تضمنت توجيهًا بعدم نشر "صور مسيئة أو بذيئة" على منصات التواصل الاجتماعي.
في اليوم ذاته، أعلن حاكم بالي، وايان كوستر، أنّه لن يُسمح للأجانب بعد الآن باستئجار دراجات نارية وأن الزوار لن يتمكنوا من العمل في الجزيرة من دون حيازة التأشيرات المناسبة، وهي خطوة تهدف إلى ملاحقة بعض "الرُحّل الرقميين" الذين يعيشون في بالي أثناء العمل عن بعد.
ويُعتبر الروس حاليًا أهم ثاني أكبر مجموعة سياحية في بالي، إذ وصل أكثر من 43 ألف مواطن روسي إلى الجزيرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023.
أحد أسباب هذا التدفق مردّه إلى فرار بعض الشباب الروس من بلدهم لتجنّب تجنيدهم في صفوف الجيش.
ولم يكن وجودهم في بالي موضع ترحيب عالمي، إذ قال ضابط شرطة في مدينة كوتا لـCNN: "كلما تلقينا تقارير عن تصرف أجنبي بشكل مسيء، يتضح لنا أنّه من الجنسية الروسية".
حاليًا، يمكن لحاملي جوازات السفر الروسية الحصول على تأشيرة لمدة 30 يومًا عند الوصول إلى بالي، مع إمكانية تمديدها إلى 60 يومًا.
ومع ذلك، وسط ردود الفعل الأخيرة، يناشد بعض سكان جزيرة بالي مكتب الهجرة بتشديد قواعد الدخول إليها.