تخالف القواعد.. 8 قطارات غريبة ومبتكرة من حول العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد تكنولوجيا السكك الحديديّة أكثر تنوعًا ممّا قد تعتقد. وعلى مدار الأعوام الـ200 الماضية، تطوّرت وسيلة النّقل هذه لتغزو المدن، والجبال، والمناجم العميقة، وتتكيّف وسط أكثر مناخات العالم تطرفًا.
وإليك مجموعة مختارة من خطوط السكك الحديديّة غير الاعتيادية التي تكسر القواعد للوصول إلى الأماكن التي لا تستطيع القطارات الأخرى بلوغها.
قطار "فوبرتال شويبيبان"، ألمانيا
بُني هذا القطار لربط العديد من البلدات الصناعيّة على طول الوادي الضّيق والمتعرّج لنهر "ووبر".
واكتمل بناء الخط المعلّق في عام 1901، وكان له دور فعّال في نمو البلدات التي اندمجت في النهاية لتشكّل مدينة فوبرتال بعام 1929.
وينقل القطار أكثر من 80 ألف شخص يوميًا بواسطة 31 عربة حديثة تسير بسرعة تصل إلى 60 كيلومترًا في الساعة.
قطار "ستوسبان"، سويسرا
افتُتِح القطار في ديسمبر/كانون الأول من عام 2017 ليُصبح معلمًا سياحيًا جاذبًا بحد ذاته، وهو صاحب الرّقم القياسي الحالي لأكثر القطارات انحدارًا في العالم.
وتسمح العربات الفريدة مع "براميلها" الدّوارة للرّكاب بالبقاء في مستوى واحد، والسّفر بهدوء أعلى الجبل عند تدرّجات تصل إلى 110%.
والقطار أكثر من مجرّد تجربة ترفيهيّة، إذ أنه بمثابة شريان لقرية "ستوس" الخالية من السيارات، والواقعة على قمة جبل بالقرب من بلدة شويز جنوب زيورخ.
سكة حديد "هايث بير"، إنجلترا
شكّلت خطوط السكك الحديديّة الواقعة عند أرصفة الموانئ عامل جذب للعديد من المنتجعات الساحلية البريطانيّة في القرن الـ19.
وبُنيت غالبيتها بغرض التّرفيه، ولتخليص الزوّار من ضرورة المشي لمسافات طويلة غالبًا.
ولكن تُعتبر سكة حديد "هايث بير" الواقعة على السّاحل الجنوبي لإنجلترا مختلفة قليلاً، إذ أنها توفّر رابطًا فريدًا بين اليابسة وعبّارة "هايث" التي تنقّلت ذهابًا وإيابًا عبر "ساوثهامبتون ووتر" منذ العصور الوسطى.
وافتُتح الميناء الحالي في عام 1881، وأُضيف خط السكة الحديدية في عام 1909. وهو يُعتبر أقدم خط سكة حديد عمل بشكلٍ مستمر في العالم.
قطار "تشونغتشينغ" أحادي الخط، الصين
تحتضن مدينة تشونغتشينغ في الصين أطول نظام للسكك الحديديّة الأحاديّة، وأكثره ازدحامًا، مع نقله لملايين الرّكاب سنويًا.
وأجبرت التّضاريس الفريدة للمدينة، في ظل الاختلافات الشديدة بين ارتفاع الهضاب الجبليّة ذات الكثافة السكانية العالية، وأودية أنهار "يانغتسي"، و"جيالينغ"، سلطات النقل في المدينة للبحث عن بديل لقطارات المترو التقليديّة.
"فيروباص"، أمريكا الجنوبيّة
هل هذا قطار أم حافلة؟ هذه في الحقيقة مركبة تُدعى "فيروباص".
وهي من وسائل النقل المرتجلة الموجودة عبر المناطق الجبلية في أمريكا الجنوبية.
وتحوّل هذا الابتكار إلى شريان حياة للقرى الجبلية النائية التي تفتقر إلى إمكانية الوصول للطرق، وذلك عبر الجمع بين هياكل حافلات الطرق القديمة، وعجلات القطارات.
ويمكن العثور على مسارات مركبات الـ"فيروباص" في تشيلي، وبوليفيا، وكولومبيا، حيث تشق طريقها بين أعالي جبال الأنديز.
مترو الأنفاق الصغير، بودابست
ما هي المدينة الأوروبيّة الحاضنة لأقدم سكة حديديّة تحت الأرض؟ إنها العاصمة المجرية، بودابست، حيث تم فيها تشغيل خط "M1" منذ مايو/أيار من عام 1896.
وفي أواخر القرن الـ19، وأوائل القرن الـ20، كانت المجر، التي كانت جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية آنذاك، رائدة في تكنولوجيا السكك الحديديّة الجديدة.
وكان هذا الخط القصير ( البالغ طوله 2.3 ميل) أسفل "أندراسي أفينيو" ثالث خط سكة حديديّة كهربائي تحت الأرض في العالم.
حافلات "DMV"، اليابان
تخيّل مركبة يمكنها انتظارك خارج منزلك، وتوصيلك لأقرب خط سكة حديدية، ومن ثم التحولّ إلى قطار، ثم العودة لما كانت عليه سابقًا لتوصيلك إلى مدينة مجاورة.
وهذا ما تقوم به حافلات "DMV" البرية الحديدية (DMV Road-Rail Bus) منذ إطلاقها في عام 2021.
وتسع المركبة لـ23 شخصًا، بما في ذلك الرّكاب، وأفراد الطاقم.
وهي عبارة عن حافلة تعمل بوقود الديزل، ومجهّزة بمجموعة من العجلات القابلة للسحب، والمخصّصة للسكك الحديدية.
والمركبة أخف من قطارٍ تقليدي، ما يعني أنّها تستهلك وقودًا أقل، إضافةً لكونها أقل تكلفة عند الصيانة.
قطار "كاتومبا"، أستراليا
تتمتّع أستراليا بتجربة قطار لا مثيل لها في أي مكان آخر في العالم.
وتقع سكة حديد "كاتومبا" ذات المناظر الخلابة في قلب منطقة الجبال الزرقاء.
وتوفر هذه السكة الحديدية تجربة هبوط تثير القشعريرة أسفل منحدرات الحجارة الرملية، وعبر التكوينات الصخرية، والأنفاق الملحمية التي تعلو الغابات المطيرة.
وتستقبل العربات ذات الأسقف الزجاجية ما يصل إلى 84 زائرًا في كل رحلة عبر المنحدر المائل بمقدار 52 درجة (128%).
ويعود تاريخ هذه السكة الحديدية إلى أواخر القرن الـ19 عندما كانت جزءًا من خطوط "ترام" مخصّصة للتعدين، ولكن تحوّل الخط المتبقي لنقطة جذب سياحي مثير منذ عام 1945.