هل سمعت بـ"مدرّب سفر" قبلًا.. وما الدور الذي يؤديه كي تستمتع برحلتك التالية؟

نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يبدو التخطيط لقضاء العطلة أحيانًا مهمة مرهقة، لذلك ربما ليس مستغربًا أن يطلب بعض المسافرين الدعم من آخرين.

محتوى إعلاني

وفيما يستشير البعض الأصدقاء والعائلة للحصول على التوصيات والنصائح، يتنقّل البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي بحثًا عن الإلهام، ثم هناك من يعتمد على معلومات جمعها من عمليات البحث عبر الإنترنت.

محتوى إعلاني

وأخيرا هناك من يفعل كل ما سبق.

ومع ذلك، يبدو أن مزيدًا من الأشخاص يتجهون إلى مدربي السفر لمساعدتهم على تنظيم رحلاتهم المقبلة.

كان هذا حال أولوما أوبوجاجو من المملكة المتحدة، التي بحثت عن مدرب سفر قبل بضع سنوات، إذ لم يكن لديها رفيق لرحلتها إلى أمستردام، وكانت متوترة بشأن احتمال السفر بمفردها.

توضح أوبوجاجو أن هذا الأمر كان جديدًا بالنسبة إليها، ولم تتوقع أنه بإمكانها الاستمتاع بمفردها. 

وأرادت أوبوجاجو الاستعانة بشخص لديه المعرفة الصحيحة ويخطّط للرحلة من أجلها حتى تتمكن من الاستمتاع بها، وشعرت أنّ مدرب السفر سيكون الخيار الأفضل.

لكن ماذا يعني مدرّب السفر؟

صحارى روز دي فور، مؤسِّسة شبكة Travel Coach Network، وهي عبارة عن قاعدة بيانات لمدرِّبي السفر المعتمدين، تُعرِّف مدرّب السفر بأنه "خبير سفر يساعد الأشخاص على إدراك سبب رغبتهم بالسفر، ونوع التجارب التي يرغبون بخوضها من أجل الحصول على  المشاعر أو النتائج التي تحقق طموحاتهم في السفر".

ولفتت دي فور إلى أن أنواع الخدمات المقدّمة تختلف انطلاقًا من "الاهتمام الشخصي لكل مدرب وخلفيته وشغفه بالسفر".

وتخلّت الرحّالة المنفردة ذات الخبرة، شكيمة سميث التي زارت نحو 70 دولة، عن وظيفتها كاختصاصية اجتماعية لتصبح مدربة سفر بدوام كامل عام 2020، بعدما أدركت أن هناك سوقًا يستفيد من خبراتها.

صحارى روز دي فور، مؤسسة شبكة Travel Coach، الثانية من جهة اليمين برفقة أعضاء خلال حدث في أتلانتا.Credit: Courtesy Sahara Rose De Vore/The Travel Coach Network

وأشارت سميث أن جائحة كورونا، على عكس المتوقع، كان لها أثر إيجابي على عملها في مجال استشارات السفر، حيث كان العديد من عملائها مصممين على السفر بمجرد رفع القيود.

وقالت سميث، التي بدأت تجارب السفر بمفردها بعدما خذلها مجموعة أصدقاء خلال عطلة جماعية، لـCNN: في العادة زبائني هم امرأة ربما خاضت بعض تجارب السفر في الولايات المتحدة، لكنّها تخشى خوض أول رحلة دولية لها بمفردها".

وتستمر دورة السفر الي تقدّمها سميث مدة 9 أسابيع بعنوان "Travel Like a Bawse"، وساعدت منذ ذلك الحين آلاف المسافرين من 14 دولة حول العالم.

وأوضحت قائلة: "إنها بمثابة دليل أساسي من الألف إلى الياء حول كل ما تعلّمته في خمس سنوات و63 دولة"، مضيفة أنّ الدورة التدريبية تتضمن أيضًا مكالمات فردية، بحيث تتاح للمسافر الفرصة لطرح أي أسئلة مباشرة.

إلى جانب النساء العازبات، قامت سميث أيضًا بتدريب الأمهات اللواتي يبحثن عن نصائح حول طرق لجعل رحلاتهن العائلية أكثر سلاسة، وكذلك المتقاعدين الذين يرغبون بالانتقال للعيش في الخارج، والتأقلم مع فكرة السفر الفردي قبل القيام بتلك الخطوة.

ما أن يحجز عميلها الرحلة التي يريدها، شرط أن تكون وجهته إلى بلدا زارتها من قبل، تقوم سميث بتزويدهم بمخطط رحلة مفصّل.

شكيمة سميث، شوهدت في بحيرة كومو بإيطاليا، زارت نحو 70 دولةCredit: Courtesy Shakeemah Smith, "The Passport Abuser"

يشمل المخطط تفاصيل حول العوامل المحتملة المؤثرة، وأماكن تناول الطعام، وتوصيات فندقية، ومتطلبات الدخول للزوار، وحتى توصية بمصوّر ومكان تأجير الأزياء.

وأضافت سميث: "نقوم معًا بوضع خطة تتوافق مع رؤيتهم وقِيمهم وتفضيلاتهم، وأنا أقدم لهم الدعم والتوجيه المستمر للتأكد من تنفيذ تلك الخطة، قبل وأثناء وبعد الرحلة".

من خلال معرفة أن مخطط رحلتهم محضّر بدقة تامة، يمكن أن يُحدث ذلك فرقًا كبيرًا بالنسبة لمن يشعرون بالقلق من السفر، أو ببساطة ليس لديهم الوقت أو الرغبة بتنظيم رحلتهم بأنفسهم.

وهذا كان الحال بالنسبة لأوبوجاجو، التي تقول إن زيارتها لأمستردام تجاوزت توقعاتها بكثير بفضل الجدول الزمني المفصّل الذي قدمته لها مدربة السفر الصحي، نورين نغورو.

وقالت أوبوجاجو: "قامت (نغورو) بتضييق نطاق الخيارات بالنسبة لي، فكل ما علي فعله هو اختيار ما أرغب به"، وتضيف أن الخطة الشخصية شملت بعض الأنشطة التي قد لا تختارها بنفسها، ولكنها استمتعت بالخروج من منطقة الراحة.

وتابعت قائلة: "أعدّت كل شيء وكان عليّ فقط الحضور".

وفي حين أن بعض المسافرين قد يبحثون عن مرشدين ودعم من أجل بناء ثقتهم، يبدو أن آخرين يبحثون عن أمر أعمق بكثير.

وتوضح دي فور أنه بحسب تجربتها، ثمة موضوع مشترك بين المسافرين في الغالب، فمعظمهم يملكون "رغبة داخلية بالسفر أو الابتعاد"، لكن ثمة عوامل هامة، مالية، أو قدرات، أو نقص في الثقة، تعيقهم.

مدربة السفر الصحي نورين نغورو توصي عملاءها بالسفر كوصفة علاجيةCredit: Courtesy Dr. Noreen Nguru

نغورو، وهي مؤسِسة مشروع "ما يوصي به الطبيب"، الذي يعتبر أول وكالة استشارية للرحلات العلاجية بإشراف الأطباء في العالم، تعتبر التدريب على السفر شكلاً من أشكال تدريب الحياة، وتعتبر توجيه السفر أشبه بالتوجيه الحياتي، حيث يعد السفر "حافزا للتأمل في العديد من جوانب الحياة الأخرى".

وقالت إنها "تساعد المسافرين على الاستمتاع برحلات ذات مغزى، وتوفر تجارب غنية تتجاوز زيارة الوجهة"، موضحة أنها تحاول مساعدة عملائها على استخدام السفر كـ"دواء وقائي".

قبل أن تبدأ العمل مع أي العميل، تطلب نغورو من عميلها ملء نموذج استشارة مفصل يغطي كل التفاصيل، بدءًا من صحتهم النفيسة والجسدية الحالية، وصولاً إلى نوع الوجهة التي يهتمون بالسفر إليها والتواريخ التي يفضلونها.

وبمجرد أن تقيِّم المعلومات والمتطلبات، تقوم نغورو بتنسيق رحلة مصمّمة خصيصًا لهم، كما فعلت مع أوبوغاجو.

وأشارت أوبوغاجو إلى أن العمل مع مدرب سفر مناسب يمكن أن يوفر لك المال على المدى الطويل، حيث سيكون لديهم على الأرجح الخبرة اللازمة لإيجاد أفضل العروض التي تناسب ميزانيتك.

وتوصي أوبوغاجو بالتدريب على السفر للآخرين الذين يجدون تخطيط العطلات مرهقًا أو يستغرق وقتًا طويلاً.

نشر
محتوى إعلاني