من أرض مقفرة إلى بساط زاهي.. هذه البلدة بجنوب إفريقيا تشهد حدثًا ساحرًا كل عام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في غالبية أيّام السنة، تكون المساحات الشّاسعة والوعرة في ناماكوالاند بمنطقة كارو في جنوب أفريقيا، مقفرة وجافّة.
ولكن بعد تساقط الأمطار الشتويّة، تحولّ الزهور التي لا حصر لها المساحات التي كانت ذات يوم بلا حياة إلى أرض خلابة من العجائب.
وتُشكّل بلدة "نيفوتفيل" جزءًا من حدث جاذب لعشّاق الزّهور في جميع أنحاء العالم.
وبينما تتفتّح الأزهار على مدار العام، تبدأ ذروة هذا الحدث الزاهي بين أوائل أغسطس/آب ومنتصف سبتمبر/أيلول.
وحينها، تتفتّح أزهار الرّبيع، وتتزيّن المنطقة بآلاف الألوان.
وتأسّست البلدة في عام 1897، وتُعرف بكونها "عاصمة بصيلات (الزهور) في العالم".
وكانت البلدة من الأجزاء القليلة التي استقبلت الأمطار بشكلٍ دوري في منطقة كيب الشماليّة، وأصبحت منذ ذلك الحين جزءًا من جولات الزهور في ناماكوالاند.
وفي العام الماضي، برزت جودة الهواء في البلدة كدليل على النضارة، ما أدّى إلى إدراجها في تقرير جودة الهواء العالمي لعام 2022 كواحدة من أقل المناطق تلوثًا في جميع أنحاء إفريقيا.
وأكّد المرشد السياحي، وصاحب شركة "Capey Tours"، كريج تالغاردت، الذي شهد كيفيّة إلهام هذه المنطقة للزوّار على مدى 9 أعوام أن "زيارة نيفوتفيل تُعتبر تجربة يجب أن تكون ضمن قائمة الأماكن التي يخطط الأشخاص لزيارتها".
زهور الأقحوان المُهدّدة
وكشفت أبحاث من جامعة "ويتواترسراند" في عام 2022 أنّ تغيّر المناخ يغير توقيت موسم تفتّح زهور الأقحوان في ناماكوالاند بشكلٍ سلبي، ما يُهدد بقاء هذه الزهور البرية الشهيرة، ويُعرّض السياحة للخطر.
وكتب الباحثون أنّ "مشهد تفتح أزهار الأقحوان السنوي في ناماكوالاند، يمثابة حدث بيئي شهير عالميًا". وأضاف هؤلاء أنّ "تقدّم فترة تفتّح زهور الأقحوان في ناماكوالاند تتمتع بتأثير كبير على قطاع السياحة في المنطقة، بحيث يجب ترتيب جولات مشاهدة الزهور قبل أشهر من موعدها".
ولكن هناك مجال للتحسّن، وشرحت المؤلفة المشاركة، وأستاذة الجغرافيا الطبيعية، جينيفر فيتشيت، أنّ تدابير التّدخل قد تحارب هذه المشكلة بشكلٍ فعّال.
وقالت فيتشيت: "عرضت هذه النّتائج على منظّمة المتنزهات الوطنية في جنوب إفريقيا العام الماضي، وكانت (المنظمة) مهتمة جدًا بدمج هذه النتائج في برامج المراقبة الخاصة بها".
شلالات وسط البرية
وهناك أعجوبة طبيعيّة أخرى يمكنك زيارتها عند تساقط ما يكفي من الأمطار الشتويّة، أي شلال "نيفوتفيل".
وقال مالك شركة "African Moon Adventures"، إيان رينيكل، إنّ الشلال البالغ ارتفاعه 90 مترًًا يتدفّق أسفل نهر "دورينغ"، ويمنح الزوّار "مشهدًا خلابًا".
ولا تنس المرور بمطعم "Blou Huis" في شارع فورتريكر الذي ينظّم عروضًا حيّة للموسيقى.
وعلى بُعد أميال قليلة من المطعم، سترصد الكنيسة الإصلاحيّة الهولنديّة المبنيّة على الطّراز القوطي الجديد في شارع كيرك.
وبُنيت الكنيسة في عام 1906 بعد حرب البوير المدمرّة مباشرةً.
والكنيسة مصنوعة بالكامل من الحجارة الرملية المأخوذة من جبل "تيبل"، وهي واحدة من آخر الكنائس المتبقية المبنية بهذه المادة في جنوب إفريقيا.
وبالنسبة إلى الكثير من الأشخاص، تُعد الجولات المنظّمة أفضل طريقة للوصول إلى بلدة "نيفوتفيل" وزهورها.