من مقعده بقمرة القيادة.. طيار يرصد مشاهد تخطف الأنفاس للعواصف الرعدية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتمثل إحدى المزايا التي يتمتع بها الطيارون في الحصول على مشاهد مذهلة للعجائب الطبيعية من داخل قمرة القيادة، تمامًا كما حصل مع الطيار الإكوادوري سانتياغو بورخا.
وكانت هواية التصوير السبب الأساسي الذي دفع بورخا لالتقاط صور تخطف الأنفاس للعواصف الرعدية التي يقابلها أثناء تحليقه في الأجواء.
وفي حديثه لموقع CNN بالعربية، يقول بورخا: "لطالما كنت مهتمًا بمشاهدة العواصف والأحوال الجوية من قمرة القيادة، لذلك بدأت تعلّم كيفية التقاط هذه الظواهر الجوية من نافذة الطائرة".
وقد استغرق الأمر منه بعض الوقت للوصول إلى إعدادات التصوير المناسبة، بالإضافة إلى القليل من الحظ، حتى تسنت له فرصة التقاط أول صورة للبرق.
ويؤكد بورخا أن منظور الطيار من قمرة القيادة يختلف كليًا عن منظور الركاب على متن الطائرة.
ويشرح قائلًا إنها "تجربة مختلفة تمامًا، ليس فقط لأن نوافذنا أكبر وتتمتع بجودة أفضل، ولكن أيضًا الجلوس في الاتجاه الأمامي يمنح منظورًا مختلفًا على العالم".
ويتابع: "يمكنك رؤية العديد من الطائرات التي تمر بجوارك والتي لا يمكن للمسافرين رؤيتها، أو رؤية العواصف وهي تتشكل على مسافة عدة أميال".
وعادةً ما يصادف بورخا هذه الظواهر الفريدة التي يوثقها في مناطق البحر الكاريبي والأمازون طوال العام، مضيفًا: "أعتقد أن كل جزء من العالم يتفرّد عندما يتعلق الأمر بالطقس والمناظر الطبيعية".
وتتميز صور بورخا بتركيزها على الظروف الجوية الصاخبة، والتي عادة ما يتم تداولها على نطاق أوسع.
وانتشرت إحدى هذه الصور بعنوان "عاصفة المحيط الهادئ"، بشكل كبير بواسطة مستخدم على "تويتر"، وجذبت الكثير من الاهتمام.
وبالنسبة لبورخا، تبرز صورتان بين مجموعته، وتحمل الأولى عنوان "عاصفة المحيط الهادئ" والتي تُظهر نوعًا من السحب يُعرف باسم المزن الركامي، ويترافق عادة مع العواصف الرعدية.
ويرى بورخا أن هذه صورة تبرز البنية الفريدة للمزن الركامي، مشيرا إلى أن العديد من العلماء في جميع أنحاء العالم قاموا بالتواصل معه لشرح النظريات وراء شكلها المثير للاهتمام.
أما الصورة الثانية المفضلة لدى الطيار الإكوادوري، فأصبحت غلافًا لكتاب الصور الخاص به، وهي صورة عن صاعقة من البرق تضيء السماء فوق الغابات المطيرة في الاكوادور.
ويتذكر التقاط هذه الصورة قائلاً: "كنت محظوظًا بما يكفي لأتمكن من التقاط صورة للبرق عن قرب أثناء وجود ضوء النهار، إنها فرصة لن تتكرر".
ومنذ الطفولة، لطالما كان يحلم بورخا بأن يصبح طيارًا.
ويقول: "لطالما عشقت الطيران، كنت أعيش بالقرب من المطار في مدينتي، وكنت أستيقظ على طنين محركات الطائرات الكبيرة، وكان المطار يتوسط الجبال، ما شكل تحديًا صعبًا للغاية، ولطالما فكرت كيف يمكن للطيارين المهرة الهبوط بأمان بين الجبال وسط الرياح العاتية".
ويتلقى بورخا ردود أفعال واسعة النطاق من قبل متابعيه على منصة التواصل الاجتماعي "انستغرام"، وبينما يبدي البعض إعجابهم بجمال الصورة، يركز البعض الآخر اهتمامهم على الظواهر الطبيعية التي توثقها الصورة، وهناك أيضًا من يرغبون في تعلّم الطيران.