بينها صورة اختارتها "ناسا".. مصري يوثق "عجائب الكون" بمصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما كانت علوم الفضاء بمثابة شغف بالنسبة للمصور المصري المختص بالتصوير الفلكي، عمرو عبد الوهاب، ما دفعه لتصويب عدسته نحو سماء الليل المرصّعة بالنجوم لالتقاط أبرز الظواهر الفلكية بمختلف أنحاء مصر.
ومؤخرًا، اختارت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إحدى صور عبد الوهاب من الصحراء البيضاء في مصر لتكون "الصورة الفلكية خلال اليوم".
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، وصف عبد الوهاب شعوره باختيار صورته الفلكية في الصحراء البيضاء بمصر من قبل وكالة "ناسا" قائلًا: "شعور لا يوصف بالفخر والسعادة".
وتابع أنه "إذا قامت إحدى المجلات المتخصصة في الصور الفلكية وعلوم الفلك والفضاء بنشر صورة لك، فإن هذا يُعد إنجازًا كبيرًا، ولكن أن تقوم وكالة ناسا باختيار صورة لك، فهذا يعد تتويجًا".
وأضاف: "أشعر وكأنني حصلت على جائزة نوبل في التصوير الفلكي".
وأشار عبد الوهاب إلى التجربة الرائعة التي حظي بها خلال التقاط صورته الفلكية في مكان يتمتع بهذا القدر من الجمال والسحر، أي الصحراء البيضاء، التي تقع داخل الصحراء الغربية، وتمتد على مساحة تزيد عن 3 آلاف كيلومتر مربع.
وتشتهر الصحراء البيضاء بمناظرها الطبيعية الفريدة، التي تضم العديد من التكوينات الجيولوجية، وجبال الكوارتز الكريستالية، والحياة البرية، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والباحثين عن تجارب المغامرة، وفقا لما ذكرته وزارة السياحة والآثار المصرية.
وأوضح عبد الوهاب، وهو فيزيائي فلكي ورئيس جمعية "مصطفى محمود" الفلكية، أن سر شغفه بالتصوير الفلكي بدأ منذ نشأته في قرية بصعيد مصر، تقع بين نهر النيل والصحراء الشرقية، حيث كانت الكهرباء متاحة لساعات محدودة.
وقال إنه "طوال الليل، كان الكون بمثابة ملك لي، أمضي ساعات أتأمل السماء الصافية، التي لم يعكرها التلوث الضوئي، ونجومها المتلألئة".
وأحيانًا، كانت والدة عبد الوهاب ترافقه خلال جلسات تأمل السماء داخل غرفة على سطح منزله بصعيد مصر، حيث كانت تراودها العديد من التسأولات التي لم تجد إجابة عليها، إذ أوضح: "كانت أمي مصدر إلهامي، دفعتني تساؤلاتها إلى بذل قصار جهدي لأجد الإجابة حول كل ما رأيناه معا في السماء".
ويسعى المصور المصري لاستكشف العجائب الكونية بالسماء وتوثيقها بعدسته، ورصد لحظات قلّما تتكرّر في العمر، موضحًا: "أحب أن أنقل جمال الكون إلى الناس وأن أثير فضولهم وإعجابهم بما يحيط بنا".
ولفت عبد الوهاب إلى تنوع المواقع التي يوثق فيها الظواهر الفلكية في مصر، إذ أن بعضها يتميز بظروف تُعد ملائمة للتصوير الفلكي، مثل الصحاري، والجبال، والبحيرات.
وبالإضافة إلى الصحراء البيضاء، تتواجد مواقع أخرى مثل وادي الحيتان، وجبال سيناء، وبحيرة قارون، والصحراء الغربية، ومنطقة بحر الرمال الأعظم.
وعلى مدار 10 أعوام، تمكن عبد الوهاب، وهو مؤسس مرصدي الواحات والفيوم التصوير الفلكي، من توثيق العديد من الظواهر الفلكية في مصر، مثل خسوف القمر، وكسوف الشمس، وزخات الشهب، واقتران القمر، وتوثيق المذنبات، والمجرات، ولكن تمثلت أبرز هذه الظواهر بحدثين نادرين يحدثان مرة في العمر، أحدهما مذنب "نيواويز"، الذي وثّقه من منطقه أهرامات الجيزة.
واستطاع المصور المصري توثيق العديد من المجرات والسدم لأول مرة من سماء مصر.
أما عن الأصداء التي يتلقاها حول صوره الفلكية، فقال عبد الوهاب إنها "دائما إيجابية ومشجّعة".
ويتلقى عبد الوهاب العديد من الأسئلة من قبل متابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي حول طريقته في التصوير، والأدوات المستخدمة، والأماكن المناسبة لتطوير مهاراتهم في التصوير الفلكي، مؤكدًا أن "أسعد لحظات حياتي عندما تصلني رسائل من أطفال أو شباب يخبروني فيها عن رغبتهم في خوض هذا النوع من التصوير الفلكي".