الجنة البوهيمية التي أصبحت نقطة جذب لليخوت الفاخرة.. أين تقع؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تقع أنطاليا على الساحل التركي الجميل. وتعتبر جوهرة خفيّة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط!
وتتميز تحديدًا بفنادقها الفاخرة، وشواطئها الشاسعة، وآثارها المدهشة، وقُراها الهادئة.
وتعد المدينة الأكبر على هذا الامتداد من الساحل الجنوبي لتركيا.
ويعود تاريخ أنطاليا إلى العام 150 قبل الميلاد، وقد استوطنها الإغريق، وحكمها الرومان، وقام العثمانيون بتوسيعها.
واليوم، يزور المدينة آلاف الأشخاص للاسترخاء بجانب مياهها، واستكشاف الثروات فيها وعلى طول ساحلها.
تقليد تركي
في حين أن العديد من الأشخاص يزورون أنطاليا للاستمتاع بفنادقها وشواطئها، إلّا أنك لست بحاجة إلى السفر بعيدًا للتعرف على التقاليد التركية الأصيلة.
ومن بينها تناول وجبة إفطار يوم الأحد في القرى الجبلية المجاورة.
وأوضح ديليك جورب أنه يتم تقديم كميات هائلة من الطعام لضمان تلبية احتياجات الضيوف جيدًا.
ويعد جورب أحد سكان أنطاليا، ويعرف المنطقة جيدًا. وأمضى بدوره سنوات طويلة في حجز الفرق الموسيقية لفنادق المدينة، واستكشاف مشهد الطعام المحلي.
ولا يتعلق الأمر بتناول الطعام فحسب، إنما أيضًا بجودة المنتجات المحلية.
وتحافظ القرى على إحساس العالم القديم.
وتكثر ورش العمل على جانب الطريق، حيث يقوم النجّارون بإخراج الخشب من أرض الغابة، وصنع المنحوتات الحيوانية، التي تُباع كهدايا تذكارية.
وهناك احترام كبير للمناظر الطبيعية والدروب القديمة، ما يجعل أنطاليا مميزة بالفعل.
بجانب الماء في بودروم
يميل السياح للاستجمام والاستمتاع بوقتهم على طول الساحل في مدينة بودروم الصاخبة.
ويعرف صاحب الفندق والمطعم، ساهر إيروزان، هذا الأمر أكثر من غيره.
وافتتحت والدته منتجع بوتيك "ماتشاكيزي" لأول مرة في سبعينيات القرن المنصرم. ويتميز في كونه يحتفظ بإحساس العالم القديم، مع إضفاء لمسات حديثة لإرضاء جميع الأذواق.
وقرر إيروزان بدوره أن يواصل عمل والدته.
ولقد شهد طفرة في اليخوت الفاخرة، التي تصل إلى مرسى "ياليكافاك" الجديد الأنيق. وهناك في الواقع مساحة واسعة لرسو أفخم القوارب.
ورغم ذلك، يعتقد إيروزان أن البساطة التي يحبها هي التي تجذب الأثرياء إلى هنا.
وقال: "لدينا أفضل مياه.. البحار نظيفة.. ومن المحتمل أن يكون لدينا أفضل مياه في أوروبا".
جنة بوهيمية
لا يُجسّد أحد هذه الأصول البوهيمية مثل جميل إيبكجي.
وجاء مصمم الأزياء التركي الشهير إلى هنا لأول مرة في ستينيات القرن الماضي.
وقال: "لقد وقعت في حب شعب بودروم.. كانوا مجانين للغاية.. كنا نسبح في البحر ونحن عراة.. لم يكن ينظر أحد إلينا!".
وتابع إيبكجي: "(بودروم) تمنحك الحرية.. الناس لا يهتمون في حقيقة أنك مليونير أو معروف أو أنيق.. إذا كنت لطيف المعشر، فإنهم يتحدثون معك".
التاريخ القديم
بالعودة إلى أنطاليا، هناك فرصة للاستمتاع بالجانب البوهيمي في بودروم، إنما في بيئة مختلفة تمامًا.
وتعد مدينة بيرغا القديمة مدهشة حقًا. وتحتضن بدورها آثارًا بيزنطية ويونانية ورومانية هائلة.
لكن الأمر لا يتعلق بالمباني فقط.
ويمكن أن يكون الناس على تماس مع تاريخ العصور القديمة بمجرد دخولهم إلى الموقع.
وستستطيع السير في الدروب عينها التي قطعها الإسكندر الأكبر والقدّيس بولس. ويعتبر ذلك بمثابة تذكير متواضع بأننا نسير على خطى العمالقة حتى في وقت الإجازة.
وكل هذا جزء من سحر أنطاليا الخلّاب.
ويمكن أن يكون هذا المكان مناسبًا لجميع أنواع السيّاح، سواء كان لديهم الرغبة بقضاء الوقت على الشاطئ، أو فرصة للتعمق بالماضي، أو الانغماس في الطبيعة.