مصر..ما حقيقة هدم مآذن أثرية في القاهرة تعود لأكثر من 600 عام؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لمنطقة القاهرة التاريخية تزعم نية الحكومة هدم مئذنتي قوصون والتربة السلطانية، ضمن خطة تطوير المنطقة، يأتي ذلك في ظل الهجوم من نشطاء على خطة التطوير التي طالت إزالة مقابر أثرية لزعماء وكتاب سابقين، فيما أكد مسؤول بوزارة السياحة والآثار، عدم صحة هدم المئذنتين المذكورتين، وأن الأمر يقتصر على فكهما وترميمهما وإعادتهما مرة أخرى للحفاظ على طابعهما الأثري.
ويعود تاريخ إنشاء مئذنتي قوصون والتربة السلطانية، لأكثر من 600 عام في عهد دولة المماليك البحرية، حيث بُنيت الأولى في عام 1336 خلال عهد الأمير سيف الدين قوصون، وتقع في حي الخليفة جنوب العاصمة القاهرة، فيما بًنيت الثانية في عهد حسن عبد الناصر بن قلاوون، وتقع في الحي ذاته.
وقال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أبو بكر أحمد عبد الله، إن "مئذنتي قوصون، والتربة السلطانية اللتين تقعان في منطقة القاهرة التاريخية تعرضتا لشروخ رأسية، وميل واضح، مما تطلب ضرورة ترميم هاتين المئذنتين بسرعة ومهارة فائقة للحفاظ على الطابع التاريخي للمنطقة، وزيادة حركة السياحة الوافدة لمصر، وتوفير الفرصة لمحبي الآثار الإسلامية للاستمتاع بزيارة المنطقة".
وتنفذ الحكومة المصرية، مخططًا لتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية، ويشمل المخطط تطوير المناطق التراثية، وربط المزارات، والمسارات السياحية، والمقابر التاريخية؛ بهدف تعزيز حركة السياحة، وفقًا لما ذكره بيان رسمي.
وأوضح أبو بكر أحمد عبد الله في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، طريقة ترميم المآذن التاريخية لإصلاحها مع الحفاظ على الطابع التاريخي والأثري لها، عبر ترقيم كل الأحجار بالمئذنة، ثم فكها بواسطة كبرى الشركات المتخصصة مستعينة بأمهر عمال الترميم وتحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، ثم حقن التربة أسفل المآذن لمواجهة مشكلة المياه الجوفية، وأخيرًا إعادة تركيب الأحجار بدقة لضمان تحقيق الهدف من الترميم، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الطابع الأثري للمآذن، والتي تعد أحد معالم القاهرة التاريخية الشهيرة.
ووفقًا لما ذكره بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري، يتضمن مخطط تطوير القاهرة التاريخية، التعامل مع مشكلة المياه الأرضية بتخفيضها بالطرق الهندسية المعروفة، والاستفادة من محاور الحركة المقامة حديثًا في تخفيف حركة المرور لدعم حركة السياحة، والزوار، وسكان المنطقة.
ولفت أبو بكر أحمد عبد الله، إلى أن وزارة السياحة والآثار تعمل باستمرار على ترميم المناطق الأثرية للحفاظ على الآثار، لافتًا في حديثه إلى قصر البارون إمبان بمصر الجديدة، والذي أعيد ترميمه مرة ثانية وافتتاحه أمام الجمهور للزيارة وتنظيم أنشطة متنوعة للمواطنين، بعدما كان مهجورًا لسنوات طويلة.
وبُني قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة في الفترة بين عامي 1907 و1911 على طراز العمارة الهندية، وظل القصر مهجورًا لسنوات طويلة، حتى تم ترميمه منذ 3 سنوات، وأعيد افتتاحه مرة ثانية.
وطمأن رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، المواطنين بأن أعمال الترميم للآثار تتم من خلال نخبة من الخبراء والشباب المدربين على أعلى مستوى وتحت إشراف المجلس، قائلًا إن الهدف من أعمال ترميم الآثار وتطويرها يتمثل بالحفاظ عليها، وعرضها للزيارة وتنشيط حركة السياحة.
واستقبلت مصر أكثر من 7 ملايين سائح خلال النصف الأول من عام 2023، ومن المتوقع أن يصل أعداد السياح إلى 15 مليون سائح بحلول نهاية العام، وتستهدف الحكومة أن تستقبل 30 مليون سائح بحلول عام 2028.