كوريا الشمالية قد تفتح أبوابها أمام السيّاح لأول مرة منذ تفشي كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتجّه كوريا الشمالية الملقّبة بـ"مملكة الراهب"، للخروج من عزلتها وفتح حدودها أمام أعداد صغيرة من السيّاح لأول مرة منذ تفشي جائحة فيروس كورونا.
وفي أواخر أغسطس/ آب الماضي، استأنفت شركة طيران كوريو الوطنية لكوريا الشمالية، رحلاتها الجوية بين عاصمتها بيونغ يانغ والعاصمة الصينية بكين، ومدينة فلاديفوستوك في روسيا، للمرة الأولى منذ يناير /كانون الثاني عام 2020، ما يشير إلى أنّ إعادة فتح أوسع للحدود قد تكون بطور الإعداد.
ومع ذلك، فإنّ الحصول على معلومات من المسؤولين الكوريين الشماليين يشكّل تحديًا، ما يدفع بشركات السياحة إلى التكهّن بالوقت الذي سيُسمح لها فيه بإحضار المسافرين إلى البلاد مجدّدًا.
سيمون كوكيريل المدير العام لشركة Koryo Tours المتخصصة بالرحلات السياحية الجماعية إلى كوريا الشمالية، التي تأخذ من الصين مقرًا لها، أصبح في عداد المنسيين إسوة بغيره من المتخصصين بصناعة السفر، وذلك عندما أغلقت كوريا الشمالية حدودها الضيقة بالفعل، عام 2020.
وأوضح كوكيريل أن "ما من وجود لوزارة سياحة. لذلك ما من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى أو ما يوازيه يعملون في محال صناعة السياحة". ونتيجة ذلك، فإن المعلومات ترد متقطّعة، وأفضل ما يمكنه وزملاؤه القيام به الانتظار والترقّب.
وقال: "تخيّل شركة لا تستطيع الوصول إلى سوقها، ومن دون زبائن، ولا مردود مدة ثلاث سنوات ونصف السنة. هذا هو مدى صعوبة الأمر".
تدير مجموعة Koryo Tours أيضًا رحلات إلى وجهات آسيوية أخرى مثل كازاخستان ومنغوليا، ما يسمح للشركة بالصمود، لكن ليس عند مستواها السابق.
ويشير كوكيريل إلى أن أحد مخاوفه التجارية يتمثّل بعدم الاهتمام بالبحث عن رحلات إلى كوريا الشمالية قد يُضر بظهور موقعه على الإنترنت على محرّك "غوغل".
وفي حين يعتقد كوكيريل أنّ استئناف بعض الرحلات الجوية الدولية بمثابة علامة واعدة، إلا أنه يقول إنه حتى لو سُمح لشركات السياحة مثل شركته باستئناف رحلاتها، فليس هناك ما يدل على أن اللقاحات والحجر الصحي والقيود الأخرى من عصر كوفيد لن تكون مطروحة على الطاولة.
وكانت السياحة إلى كوريا الشمالية مسموحة قبل الجائحة، لكنها تفرض عليها قيود صارمة.
الجانب الأمريكي
وحتى لو أصبحت السياحة الترفيهية في كوريا الشمالية ممكنة مرة أخرى، هناك فئة سكانية رئيسية واحدة لن يتم تضمينها تلك المجموعات السياحية، أي الأمريكيين.
في عام 2017، منعت الولايات المتحدة حاملي جوازات سفرها من السفر إلى كوريا الشمالية، وجددت هذا الحظر حتى عام 2024 بالحد الأدنى.
وفي مذكرة حكومية صدرت حينها، حثّت الولايات المتحدة المسافرين المحتملين على الأخذ بالاعتبار أن أموال السياحة في كوريا الشمالية تذهب إلى نظام كيم وممارساته.
وجاء في المذكرة: "من الممكن تماما أن تذهب الأموال التي ينفقها السيّاح في كوريا الشمالية لتمويل (برامج الأسلحة). نحث جميع المسافرين على التفكير بما قد يدعمونه، قبل السفر إلى كوريا الشمالية".
وجاء الحظر المفروض على السفر الأمريكي إلى كوريا الشمالية عام 2017 بعد وقت قصير من وفاة أوتو وارمبير، خريج جامعي حديث العهد من ولاية أوهايو شارك برحلة جماعية لشركة Young Pioneer Tours إلى كوريا الشمالية.
واعتقل وارمبير في كوريا الشمالية عام 2016 بتهمة سرقة ملصق دعائي واحتجز لمدة 17 شهرًا. وتم إطلاق سراحه للعودة إلى الولايات المتحدة في يونيو/ حزيران 2017 في حالة إنباتية وتوفي بعد فترة وجيزة، وكان عمره 22 عاما.
ولا يُسمح للسيّاح الأفراد بدخول كوريا الشمالية. وقبل الجائحة، سجل غالبية الزوار مع شركة مثل Koryo Tours وقاموا بالزيارة في مجموعة يقودها مرافقون ومرشدون سياحيون معينون من قبل الحكومة. وقد تم اختيار الأماكن التي زاروها وخضعت لمراقبة دقيقة.
وسافرت معظم هذه المجموعات السياحية جوًا من بكين، ما يعني أنه يتعين على الزوار المحتملين أيضًا الحصول على تأشيرة سفر صينية.
السماح للكوريين الشماليين بالعودة إلى ديارهم
وفي حين سمحت العديد من الدول التي فرضت ضوابط حدودية صارمة في عصر كوفيد لمواطنيها بالعودة إلى ديارهم من أماكن أخرى، شكّلت كوريا الشمالية استثناءً نادرًا.
ونتيجة لذلك، فإن العديد من الكوريين الشماليين، بينهم العديد من مدراء المطاعم، وعمال البناء، وغيرهم ممن أرسلوا إلى دول أجنبية لكسب المال لصالح النظام، تقطّعت بهم السبل في الخارج.
ومع ذلك، تغيرت هذه السياسة أخيرًا هذا الأسبوع.
ففي 27 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت حكومة كوريا الشمالية إنها ستسمح لمواطنيها الذين يعيشون في الخارج بالعودة إلى ديارهم، لكنها ستظل تطلب منهم الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوع ما أن تطأ أقدامهم أرض الوطن.