فقدت شركة طيران دراجة هذا المسافر لكنه نجح بتعقبها عبر المحيط الأطلسي

نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في بعض الأحيان، عندما تمر بشيء ما، فإن القليل من التفاهم الإنساني هو كل ما يتطلبه الأمر لتحسين موقفٍ سيئ.

محتوى إعلاني

وكان رد الفعل الإنساني من أحد موظفات المطار كافيًا لإسعاد لوك بارنيت وابنه جراي.

محتوى إعلاني

ويُعد جراي البالغ من العمر 16 عامًا راكب دراجات، وهو أيضًا بطل أمريكي في بطولة سباق الزمن لفئته العمريّة.

وتنافس المراهق على الصعيد الوطني لعدة أعوام، وهو جزء من برنامج تطوير الناشئين لفريق "EF Pro Cycling"، ويسافر بانتظام للمشاركة في السباقات، بما في ذلك بعض السباقات في فرنسا وبلجيكا هذا الصيف.

استعاد جراي بارنيت دراجته بعد تدخّل موظّفة من مطار "بروكسل". Credit: Luke Barnett

ومن أجل السباق، يحتاج المراهق إلى معداته، لذا ركب جراي على متن رحلة جويّة بدراجته من غرينفيل في ساوث كارولينا، للمشاركة في هذا الحدث.

وقال والده: "إنه طفلٌ مستقل للغاية، ويتولى الكثير من الجوانب اللوجستية بنفسه".

وكان السباق الأخير لجراي بالقرب من ليون، وفاز به فريقه لحسن الحظ.

وبينما كان ينبغي أن تكون العودة من ليون إلى بروكسل، وثمّ بروكسل إلى أمريكا، تجربة سعيدة، تداعى كل شيء عندما لم تتمكّن دراجته من الوصول معه.

ولحسن الحظ، كان جراي من بين العديد من الأشخاص الذين لا يسافرون أبدًا هذه الأيام دون استخدام جهاز تتبّع للأمتعة، إذ كان يستخدم جهاز "إيرتاغ" من شركة "آبل".

وأظهر جهاز جراي أنّ دراجته كانت في بروكسل، حيث توقّفت رحلته قبل التوجّه إلى الولايات المتحدة.

وتم تشغيل رحلته من قبل شركتي طيران مختلفتين تتمتّعان برمزٍ مشترك، وهما خطوط "بروكسل" الجوية من ليون إلى بروكسل، ثم خطوط "يونايتد" الجوية إلى الولايات المتحدة.

ورُغم كون الشركتين شركاءً لـ"Star Alliance"، وحجز التذكرة عبر خطوط "يونايتد" الجوية، إلا أنّ "يونايتد" لم تساعد في تحديد مكان حقيبته.

وبعد بضعة أيام من انعدام الأدلة، سأل والد جراي، لوك، ابنه عمّا إذا كان باستطاعته تقديم المساعدة.

وقال لوك بارنيت: "تبلغ قيمة الدراجة 12 ألف دولار، وهي دراجة جماعية، ولكنّها الدراجة الرئيسية، وكانت مخصّصة له، وتتمتّع بقياسات ملائمة لأسلوب قيادته".

وأضاف: "كما أنّه يحتاج إليها للتدريب، إذ كان هناك حدث في فيرمونت في غضون أسبوعين".

عدم توفّر المساعدة من أي ناحية

تمكن بارنيت من رؤية أن دراجته كانت في مطار "بروكسل". Credit: Hatim Kaghat/Belga Mag/AFP/Getty Images

وكان جراي على اتصال بخطوط "بروكسل" الجوية بالفعل، وقرّر والده تجربة التواصل مع خطوط "يونايتد" الجوية.

ومنذ فشلها بالوصول إلى غرينفيل، لم تتحرك الحقيبة من منطقة الوصول في مطار "بروكسل"، وفقًا لما أظهره جهاز "إيرتاغ".

ورُغم أنّه أخبر ممثلي "يونايتد" على الخط الساخن المخصّص للأمتعة بمكان الحقيبة بالضبط، إلا أنهم لم يتمكنوا من مساعدته.

وحاول الأب مناشدة الجانب الطيب لكل فرد، وشرح مدى أهمية الدراجة بالنسبة إلى جراي، كما أنّه عَرَض إرسال الصور حتّى.

وفي مكالمته الثالثة، طلب منه أحد موظفي "يونايتد" إرسال صورة لموقع الحقيبة.

وأكّد قائلاً: "لم يفعلوا ذلك من قبل".

ولكنه لم يسمع منهم بعد ذلك.

وبناءً على نصيحة أحد أصدقائه، قدّم لوك أيضًا شكوى إلى وزارة النقل الأمريكية.

دور إيلا

يسافر المراهق بانتظام للمشاركة في السباقات. Credit: Luke Barnett

وبما أنّ شركات الطيران (التي كان ينبغي لها أن تقدم المساعدة) لم توفّر العون، جرّب بارنيت اسلوبًا مختلفًا، وهو التواصل مع المطار.

وشرح بارنيت الموقف لمطار "بروكسل"، موضّحًا مكان وجود الدراجة، وتوسّل للحصول على المساعدة.

وفي البداية، تلقّى بارنيت ردودًا نموذجيّة قالت إنّ شركات الطيران هي المسؤولة عن حقائب الركاب بدلاً من المطارات، وأنّه لا أحد يستطيع مساعدته.

ولكن بعد إصراره وإرسال رسالتين إضافيتين، حصل بارنيت على ردٍ من امرأة تُدعى إيلا.

وفي رسالة، كتبت له إيلا: "لقد ذهبنا إلى مكان استلام الأمتعة، ولكن لم نتمكن من العثور على أمتعتك.. هل يمكنك وصف الأمتعة؟ أو ربما لديك صورة لها؟".

ووفّر بارنيت لها موقع الحقيبة بحسب بيانات جهاز "إيرتاغ"، وصورتين لجراي مع حقيبة الدراجة لإظهار حجمها.

وجاء ردّها كالتالي: "سأعود مرّة أخرى بحلول نهاية نوبة عملي".

وبعد أقل من ساعة، أرسلت إيلا هذه الرسالة: "عزيزي لوك، شكرًا لك على صبرك. لقد وجدنا أمتعتك، وسيتم إرسالها غدًا على متن الرحلة UA 2337 إلى جرينفيل عبر شيكاغو".

ولم تكن إيلا تمزح.

وبمجرّد وصول البريد الإلكتروني، فحص غراي هاتفه، وتبيّن أن جهاز "إيرتاغ" كان موجودًا في جزءٍ مختلف من المطار بالفعل.

وفي اليوم التالي، تحّرك موقع الجهاز مرّة أخرى، وظهر في شيكاغو، واختفى مجددًا، وظهر في غرينفيل في الساعة 11 مساءً.

ومن المفترض أن تقوم شركات الطيران بإرسال الحقائب المفقودة مباشرةً إلى الركاب، لكنهم لم يرغبوا بالانتظار.

وقفز بارنيت في السيارة وهرع إلى المطار حيث كانت الحقيبة في انتظاره.

"كنت بحاجة فقط لأن يهتم شخصٌ ما"

بذلت إيلا دولينسكي قصارى جهدها لاستعادة دراجة بارنيت في مطار "بروكسل". Credit: Brussels Airport Company

إذًا، من هي إيلا، النجمة الغامضة لهذه الحكاية السعيدة؟ إنّها وكيلة خدمة العملاء في مطار "بروكسل"، إيلا دولينسكي.

وقالت دولينسكي لـCNN عبر البريد الإلكتروني: "حرصت على مساعدة هذا الراكب لأنّي شعرت أنّه تائه بعض الشيء، ولم يحصل على المساعدة التي يحتاجها".

كما أنّها أضافت: "أعتقد أنّه من المهم مساعدة ركابنا، حتّى لو كان الأمر وراء مهاراتي وواجباتي. ولم يتطلّب البحث عن الحقيبة، التي كانت موجودة في مخزن المكلَّفين بها، الكثير من الجهد. وبشكلٍ عام، أرى أنّه من المهم مساعدة الآخرين من منظورٍ إنساني".

ويوافق كلا من لوك وجراي بارنيت على ذلك بالتأكيد.

وقال لوك: "كنت بحاجة فقط لأن يهتم شخصٌ ما، وأخيرًا، وجدت شخصًا اهتم بالفعل".

وأكّد بارنيت: "لا أعرف ما كان سيحدث لو لم يكن لدينا جهاز إيرتاغ"، ومن ثم أضاف: "يبدو لي أنّ شركات الطيران لا تفعل أي شيء في الأيام القليلة الأولى. لم أعلم حقًا ما إذا كنّا سنستردّها. التفكير بذلك أمر مخيف".

نشر
محتوى إعلاني