أمريكيان يشتريان ويجددان شقتين في فرنسا بنفسيهما..ما دافعهما؟

نشر
8 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يبدو شراء شقة في جنوب فرنسا وتجديدها بنفسك مهمة صعبة ومكلفة للغاية.

محتوى إعلاني

لكن، تمكن هذان الزوجان من القيام بذلك مرتين، بميزانية محدودة نسبيًا.

محتوى إعلاني

وقضى إيريك فريز، وهو كندي الأصل، وزوجته ريكسا من الولايات المتحدة، عدة فصول صيفية في المنطقة كجزء من برنامج للدراسة في الخارج عندما كانا في العشرينيات من عمرهما، وكانا يشعران دائمًا بارتباط قوي بمدينة نيس.

لكن بعدما تزوجا في عام 1998، شرعا بالنظر بجدية في شراء عقار بالمدينة بعد إنجاب أطفالهما الأربعة: زاري، 16 عامًا، وديو، 14 عامًا، وإنجا، 12 عامًا، وآيفي، 10 أعوام.

عائلة فريزCredit: Courtesy Armando Nevarez

وفي عام 2014، طلبت العائلة من سمسار عقارات البحث عن عقار مناسب بأحياء نيس التاريخية المليئة بالمساكن، والكنائس، والساحات.

وبالفعل قاموا بشراء شقة مكونة من غرفتي نوم، كانت تستخدم سابقًا كمسكن للطلاب، مقابل 235 ألف يورو وأمضوا حوالي عام في تجديدها بأنفسهم.

ويقول إريك، وهو أستاذ جامعي: "لقد اشتريناه برهن عقاري، وهو ما يعد بمثابة معجزة أيضًا. رغم أنه ليس من الصعب على الأجانب الشراء في فرنسا. ولكن الأمر صعب إذا كنت تحصل على قرض".

ورغم من أن العقار كان صالحًا للسكن، إلا أنه كان بحاجة إلى قدر كبير من العمل.

وأمضى الزوجان عامًا أو نحو ذلك في استكمال أعمال التجديد بأنفسهما التي تضمنت وضع أرضيات جديدة وإعادة طلاء الجدران، بالإضافة إلى تحويل المنطقة الملحقة إلى غرفة نوم لأطفالهما.

وتشرح ريكسا قائلة: "في السنة الأولى، كنا نقوم بعملية التجديد مع وجود أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة إلى 7 سنوات. كان هناك غبار وأدوات في كل مكان. لقد كان الأمر فوضويًا نوعًا ما".

ومع استنزاف ميزانيتهما بالفعل، حاولت العائلة أن تقتصد قدر الإمكان لتجنب الدخول في المزيد من الديون. حتى أن إريك تعلم كيفية اصطياد الأسماك بالرمح حتى يتمكنا من توفير ميزانية طعام العائلة.

تقول عائلة فريز إنهم يقضون حوالي سبعة أشهر من العام في نيس وبقية الوقت في الولايات المتحدة.Credit: font83/iStock Editorial/Getty Images

في هذه الأثناء، أمضت ريكسا غالبية وقت فراغها في البحث عن أغراض مستخدمة مسبقًا، بما في ذلك الأطباق، لمنزلها الجديد.

وتقول: "أعرف مدينة نيس جيدًا سيرًا على الأقدام لأنني كنت أتجول في كل مكان، للعثور على صفقات جيدة لتأثيث الشقة"، وتقدر أنهما أنفقا ما بين 7 آلاف و8 آلاف دولار على التجديدات.

وأثناء عملهما في العقار، بدأ إريك بالبحث عن شقة ثانية يمكن لأصدقائهما وعائلاتهما استخدامها.

ونظرًا لأنه لم يكن لديهما الأموال اللازمة لشراء شقة أخرى بسعر السوق، قام إريك في البحث عن قوائم العقارات المهجورة، على أمل التواصل مع المالكين لمعرفة ما إذا كانوا على استعداد للبيع بسعر مناسب.

اشترى إريك وريكسا هذا المكتب الشيوعي السابق في حي Old Nice عام 2020، بعد ست سنوات من شراء شقة فوقه.Credit: Courtesy Rixa Freeze

صادف إريك في النهاية مكتبًا شيوعيًا سابقًا، الذي تصادف وجوده أسفل شقتهما، وكان لا يزال ملكًا لـ"الشيوعيين الشباب"، وهو فرع من فروع الحزب الشيوعي الفرنسي، وتواصل معهم بشأن شرائه.

ورغم أن الزوجين تواصلا مع الملّاك لأول مرة في عام 2014، إلا أنهم لم يوافقوا على بيعه لهما إلا في عام 2020 تقريبًا.

ووفقًا للزوجين، أبلغهما الحزب السياسي أن لديهم بالفعل مستثمرًا مهتمًا، ولكن كان لديهم حرص على بيع العقار لشخص يهتم به بدلاً من شخص "يسعى لكسب المال"، لذلك كان هناك مجال للتفاوض على السعر.

وأنجزت عائلة فريز عملية شراء العقار، الذي تم فصله إلى قسمين منفصلين، مقابل 175 ألف يورو.

أكمل الزوجان أعمال التجديد واسعة النطاق، والتي تضمنت تركيب نوافذ وجدران جديدة بأنفسهماCredit: Courtesy Rixa Freeze

وبحلول ذلك الوقت، كان الزوجان، يحملان تأشيرة زيارة ولا يعملان في فرنسا، قد وضعا روتينًا يقضي بقضاء الأسرة سبعة أشهر من العام في فرنسا وخمسة في مقرهم بالقرب من إنديانابوليس في ولاية إنديانا الأمريكية.

وتوضح ريكسا: "لقد أعاد [إريك] التفاوض بشأن وظيفته الجامعية بخفض راتبه إلى نصف عدد ساعات الدوام، حتى نتمكن من تربية أطفالنا وإدخالهم المدارس في فرنسا لأكثر من نصف العام الدراسي، سنويًا، للحفاظ على مهاراتهم اللغوية".

ويقول الثنائي إن العيش في مدينة نيس القديمة يشبه "العيش في قرية صغيرة"، وقد استطاعا تكوين العديد من الصداقات القوية مع السكان المحليين على مر السنين.

عندما تمت عملية بيع شقتهما الثانية أخيرًا في عام 2020، كان الزوجان على استعداد للانخراط في أعمال التجديد مرة أخرى، لكن هذه المرة كان الأمر أكثر صعوية.

أمضت العائلة فترة عام في العمل لكل شقة، بما في ذلك إضافة طابق نصفي جديد.Credit: Courtesy Rixa Freeze

نظرًا لأن العقار قد تم تقسيمه بالفعل إلى قسمين، قررت عائلة فريز تحويله إلى شقتين منفصلتين بغرفة نوم واحدة.

ورغم أنه كان لديهما المزيد من الأموال لوضعها في المشروع هذه المرة، إلا أنه لم يكن لديهما ما يكفي لتوظيف خبراء للقيام بذلك نيابة عنهما.

وقام الزوجان بإزالة الجص من الجدران الصخرية، وإزالة الأرضيات الموجودة، وتجديد الأسلاك الكهربائية للشقتين، ثم قاما بتركيب سباكة جديدة.

وقام الثنائي بوضع نوافذ معزولة جديدة وجدران جافة، وأعادا طلاء الجدران الجصية، وقاما أيضًا بتركيب طابق نصفي جديد لكل شقة.

وبذل الزوجان الكثير من العناية والاهتمام لترميم السقف الخشبي الذي يعود إلى عصر النهضة، الذي اكتشفاه في إحدى الشقتين بعد تمزيق السقف الجبس.

وتوضح ريكسا: "لقد عثرنا على بعض بقايا السقف الأصلي. وباستخدام قطع القوالب الأصلية هذه، صنعنا قوالب خشبية جديدة ثم أعدنا كل شيء إلى ما كان عليه من قبل".

وقامت ريكسا بطلاء السقف يدويًا ورسمه بنفسها، باستخدام نمط موجود على مكتب من عصر النهضة اشترته مستعملًا.

وكان لدى الزوجين المزيد من "المرونة المالية" لهذا التجديد.

أعاد الزوجان بناء السقف الخشبي الأصلي الذي يعود إلى عصر النهضة ورسماه يدويًا.Credit: Courtesy Rixa Freeze

تضيف ريكسا: "قمنا بالعمل بأنفسنا مرة أخرى، ولكن تمكنا من شراء مواد أكثر تكلفة واستثمار المزيد من المال فيه مقارنة بالمرة الأولى".

وتمكن والد ريكسا، الذي يعمل نجارًا، من القدوم من الولايات المتحدة لبضعة أشهر لمساعدتهما في بعض الأعمال، بما في ذلك السلالم.

وبلغت التكلفة الإجمالية لتجديد الشقتين، اللتين أطلق عليهما اسم "Le Chateau" و"Le Catamaran"، حوالي 88 ألف دولار.

الشقة الثانية، التي أطلقا عليها اسم "Le Catamaran"، أصغر من الشقة الأولىCredit: Courtesy Rixa Freeze

والزوجان، اللذان قاما سابقًا بتجديد العديد من المنازل في الولايات المتحدة، أكملا العمل في أبريل/ نيسان وتمكنا من استضافة عائلتيهما، وكذلك تأجيرها أحيانًا لمسافرين آخرين، في الأشهر التي تلت ذلك.

وتقول عائلة فريز أن الحياة في نيس تختلف تمامًا عن الحياة التي يعيشانها في الولايات المتحدة، وأن القدرة على قضاء عدة أشهر من العام في المدينة الفرنسية تعود بالنفع عليهما بشكل كبير.

بالنسبة لريكسا، كان الجانب الاجتماعي في مدينة نيس القديمة أحد أكبر الجوانب الإيجابية فيها، خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفالها، الذين يذهبون إلى المدارس في كل من فرنسا والولايات المتحدة.

نشر
محتوى إعلاني