بلقطة مذهلة..عالم أحياء يوثق لحظة حماية حشرة لبيضها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يحدث الكثير بالعين المجردة على أغصان الأشجار في أعماق غاباتنا. لكن بنظرة فاحصة من خلال عدسة الكاميرا، يمكن أن تُحكى قصة مختلفة عن الحب الأمومي.
هذا بالضبط ما التقطه الفائز العام بجائزة مصور الحياة البرية الأوروبية لعام 2023، وتُظهر الصورة التي التقطها عالم الأحياء الإسباني، خافيير أزنار غونزاليس دي رويدا، بتفصيل لا يُصدق، أنثى حشرة البقة النتنة التي تحمي بيضها ويرقاتها حديثة الفقس.
وقد لاحظ أزنار هذا المشهد الذي يجسّد فطرة الأمومة في حديقة "ياسوني" الوطنية في الإكوادور، وهي غابة كثيفة، وتُعد أكبر منطقة محمية في البلاد.
وأوضح المصور الإسباني أن حماية الأم أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص بقاء نسلها، مع وجود مجموعة كاملة من الحيوانات المفترسة تنتظر في مكان قريب.
وقال أزنار في بيان صحفي إنه "نظام بيئي معقد للغاية يضم عددًا لا يحصى من الكائنات الحية في شبكة واسعة ومترابطة من الحياة".
تُعرف حشرات مختلفة باسم البق النتن، نسبة لرائحتها الكريهة، لكن تلك التي صورها أزنار تحمل الاسم العلمي "antiteuchus tripterus"، وتعيش في أمريكا الجنوبية والوسطى، ويُعتبر موطنها الأكثر شيوعًا في جنوب البرازيل.
ورغم طولها الذي يبلغ حوالي 14 مليلمترًا وعرضها الذي لا يتجاوز السنتيمترين ، إلا أن أزنار استطاع إبرازها عن قرب.
وقدّمت المشاركات في المسابقة، التي تديرها الجمعية الألمانية لتصوير الطبيعة، من قبل مصورين من 42 دولة، ومُنحت الجوائز لفئات تشمل الطيور، والثدييات، والمناظر الطبيعية، وعالم تحت الماء.
وقال عضو لجنة التحكيم مارك ليتلجون، في وصفه لعملية التحكيم، ببيان: “لقد وجدت الدراسات الحديثة أن معدل انقراض الأنواع في الحشرات أعلى بثماني مرات منه في الثدييات والطيور والزواحف. ومع ذلك، فإن العالم كما نعرفه لن يكون موجودًا من دون الحشرات".
وأضاف: "مع أخذ هذا في الاعتبار، كانت المهمة الطويلة والشاقة المتمثلة في اختيار فائز واحد من بين 18 ألف مشاركة سهلة بشكل مدهش".
من جانبها، قالت سابين ريفنهيرم، وهي رئيسة الوكالة الفيدرالية الألمانية للحفاظ على الطبيعة وراعية المسابقة، إن زيادة الوعي بالحشرات يمكن أن يساعد في حمايتها. وأضافت في كلمة تعريفية للمسابقة: "تصوير الطبيعة بشكله التقليدي يثير المشاعر. وتلعب العواطف دورًا مهمًا في الحفاظ على الطبيعة".
وأوضحت ريفنهيرم أنها تحفز الاهتمام بالأنواع، والموائل، والترابط بين الطبيعة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالحفاظ على البيئة.