اتجاه الرحلات الخالية من الهواتف الذكية يحظى بإقبال كبير.. ما السبب؟

نشر
6 دقائق قراءة
قد يعاني كثير من الناس إن سافروا من دون هواتفهم الذكية. Credit: Jordi Salas/Moment RF/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل ستبقى على قيد الحياة إذا ذهبت بإجازة من دون هاتفك المحمول، وقاومت رغبتك بالاطلاع على رسائل بريدك الإلكتروني، أو إجراء مكالمة، أو نشر تغريدة، أو الاعتماد على قوة الإنترنت للتجول في بلد أجنبي؟

محتوى إعلاني

وقد يكون الأمر بالنسبة لكثيرين أشبه بالجحيم. لكن بالنسبة لإحدى شركات السفر في الولايات المتحدة، "FTLO Travel" التي أطلقت مشروعًا يستهدف المسافرين المنفردين من جيل الألفية، فإن الجدول يتضمن رحلات خالية من الهاتف في فبراير/ شباط 2024. ويوفر هذا الأمر للمسافرين فرصة للتخلص من أجهزتهم، والاستمتاع بتجربة غامرة من خلال التفاعل مع السكان المحليين، والتكيّف مع ظروف محيط جديد، لمدة خمسة أيام.

محتوى إعلاني

وقالت تارا كابيل، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "FTLO Travel": "نأمل أن يتقبل الناس التحدي المتمثّل بالسفر من دون هاتف، وأن تؤدي الرحلة من دون جهاز إلى تجارب أكثر ثراءً وتواصل أعمق".

وتابعت: "في العصر الرقمي اليوم، بتنا نعتمد بشكل متزايد على هواتفنا الذكية، ما أثر سلبًا على صحتنا العقلية وقدرتنا على التفاعل مع محيطنا. ومن خلال إزالة هذا الإلهاء، يمكن للمسافرين التفاعل بشكل كامل مع الوجهة التي يزورونها، وأن يكونوا أكثر حضوراً".

وجهات خالية من الرقمية

تشهد إجازات التخلص من السموم الرقمية إقبالًا في الآونة الأخيرة.Credit: wanderluster/iStock Unreleased/Getty Images

في عصر أصبحت الشاشات الصغيرة فيه تشكّل مصدر إلهاء، باتت عمليات الهروب الرقمية جذابة بشكل متزايد.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت أولكو تاميو بفنلندا أنها أول جزيرة سياحية خالية من الهواتف في العالم، وحثت الزوار على الانغماس بالطبيعة المحيطة.

وتُعتبر العديد من الفنادق أو أماكن الإقامة الأخرى، مثل فندق "رانشو لا بويرتا" الراقي في المكسيك، بأنها وجهات للتخلص من السموم الرقمية، حيث ينصبّ التركيز على الاسترخاء غير المرتبط بالهواتف وأجهزة الكمبيوتر.

تبدأ رحلات "FTLO Travel" الخالية من الهاتف للمجموعات التي تتكونّ من 14 شخصًا بسعر 1,999 دولارًا، وستُنظم في إيطاليا (روما وفلورنسا)، وكوبا (هافانا) والبرتغال، والمكسيك، وكوستاريكا، وأيسلندا. أما الرحلات الأطول التي تستغرق سبعة أيام فتبلغ كلفتها 3200 دولار. 

وقالت كابيل إن ترك الهواتف الذكية هو القاعدة الأساسية. ويُنصح المشاركين الذين يحضرونها معهم في الرحلة بتركها في أمتعتهم أو حفظها بخزانة الفندق.

ويُحتمل أن يُطلب ممّن يستسلمون للإغراءات الرقمية مغادرة المجموعة، إذا كان لفعلهم أي تأثير على تجارب زملائهم المسافرين.

يتم تشجيع الضيوف على إحضار الكاميرات الرقمية لتوثيق ذكرياتهم.

خلال رحلتهم الخالية من الهاتف، سيحصل المشاركون على مسارات وخرائط مطبوعة، مع تفاصيل خاصة بأي تغييرات طرأت في اللحظة الأخيرة تُنشر في الردهة. ويحمل مشرف الرحلة جهازًا محمولًا للخدمات اللوجستية، ولإتاحته للمشاركين في حالات الطوارئ.

وفقاً لما قالته ميس خورشيد، عالمة نفسية مقيمة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ومتخصصة بذروة الأداء والسعادة والعلاقات، فإن فوائد السفر من دون استخدام الهاتف المحمول لا حصر لها.

وأوضحت لـCNN أنّ "غياب أصوات رنين الهاتف يقلّل من عناصر التشتيت، ويسمح بمزيد من الاهتمام في البيئة المحيطة".

وتابعت"نحن نميل أكثر إلى العفوية التي يمكن أن تشمل محادثات عشوائية مع الغرباء، ولقاءات الصدفة، والمفاجآت غير المتوقعة".

"إعادة تشغيل التحكم الذاتي"

Credit: Anna_Om/iStockphoto/Getty Images

ولفتت إلى أن وقف تشغيل الهواتف يؤثر على العقل، "لأن العقل يمكن أن يعمل في كثير من الأحيان على التحكم الذاتي، ويكون أكثر حضورا، واستخدام أمور أخرى مثل الخرائط الورقية يسمح للدماغ بأن يصبح قيد التشغيل".

وأوضحت خورشيد، أن عدم امتلاك هاتف قد يسمح لك بالاسترخاء لأن الآخرين لا يستطيعون الوصول إليك بشكل مباشر، مشيرة إلى أن هذا الأمر "قد يساعدك على الاستفادة من تجربتك من دون الحاجة إلى الشعور بالمسؤولية تجاه شخص ما أو أي أمر آخر".

قامت كيم بارون، مديرة التحليلات الرقمية البالغة من العمر 40 عامًا من مدينة كليفلاند الأمريكية، بست رحلات مع "FTLO Travel" حتى الآن، ورغم أنها لم تختبر بعد رحلة من دون هاتف، إلا أنها تقول إنها ستحجز رحلة إلى أيسلندا وهافانا. .

وقالت: "من المهم جدًا أن تكون حاضرًا حقًا أثناء السفر وأن تتأكد من أنك تستمتع بتجربة الطعام، والثقافة، والمناظر الطبيعية، والناس".

الضياع!

كوبا مدرجة على قائمة الوجهات التي تنظمها شركة FTLO Travel الخالية من الهواتف الذكية. Credit: julianpetersphotography/iStock Editorial/Getty Images

ورغم أن الفكرة قد لا تروق للجميع، إلا أن الهدف يتمثل بالعودة إلى ما قبل العصر الرقمي لأولئك الذين يعرفون كيف كان الأمر عليه، بحسب ما ذكرته كابيل.

وتابعت أن المسافر المثالي هو الشخص الذي يريد التغلب على التحديات وإعادة اكتشاف تقنيات السفر التقليدية.

وأوضحت أن "السفر معقد من دون هاتف، ومعرفة مكان الحصول على المعلومات، وكيفية الوصول من النقطة A إلى النقطة B عن طريق سؤال الأشخاص عن الاتجاهات. هذا الأمر يخرجك من منطقة الراحة الخاصة بك. إذا كنت تعتمد على الهواتف المحمولة، فإنك تتعامل مع الهاتف. يجب عليك الابتعاد عنه للاستكشاف".

وأكدّت كابيل أنها ذهبت برحلة إلى براغ من دون استخدام الهاتف، مع فريقها لمدة ثلاثة أيام، واصفة التجربة بالمذهلة والجذابة.

نشر
محتوى إعلاني