من عصر الرومان.. العثور على بيضة قديمة لا تزال سليمة في المملكة المتحدة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تمكن باحثون من فك إحدى الألغاز المخبأة داخل بيضة رومانية، واكتشفوا أنّها لا تزال تحتوي على سوائلها بعد حوالي ألفي عام من وضعها لأول مرة.
وفي بيان لـCNN الإثنين، أكّد كبير أمناء بيض الطيور وأعشاشها في متحف التاريخ الطبيعي (NHM)، دوغلاس راسل، والذي تمت استشارته بشأن أفضل طريقة للحفاظ على البيضة القديمة: "هذه أقدم بيضة طيور محفوظة عن غير قصد رأيتها على الإطلاق"، مضيفًا: "هذا يجعلها مذهلة".
وأشار راسل إلى وجود مجموعة أقدم من البيض لا تزال محتوياتها داخلها، مثل مجموعة من البيض المحنط في متحف التاريخ الطبيعي ربما تم التنقيب عنها في مصر بعام 1898، ولكن لا توجد أمثلة أخرى معروفة لبيض محفوظ بشكلٍ طبيعي بهذا العمر.
واكتُشِفت البيضة لأول مرة في عام 2010 إلى جانب 3 بيضات أخرى في أيلزبري بإنجلترا على بُعد حوالي 80 كيلومترًا شمال غرب لندن، وذلك أثناء أعمال تنقيب أجرتها مؤسسة أكسفورد للآثار الخيرية، وفقًا لما ذكره كبير مدراء المشروع في المؤسسة، إدوارد بيدولف، لـ CNN الإثنين.
وأضاف بيدولف أنّ تاريخ الفخاريات وغيرها من المواد المُكتشفة مع البيضة يعود إلى أواخر القرن الثالث الميلادي، ما سمح لعلماء الآثار بتقدير عمر البيضة أيضًا.
وكانت البيضة في حفرة استُخدِمت لتوفير المياه لغرض التخمير حتّى عام 270 بعد الميلاد تقريبًا، ويعتقد علماء الآثار أنّ البيضة تُرِكت هناك كهدية للآلهة بمجرّد أن أصبحت الحفرة غير صالحة للاستعمال، وفقًا لما ذكره بيدولف.
وأفاد علماء الآثار في بيان صحفي آنذاك أنّ ثلاث بيضات من بين 4 اكتُشِفت كانت كاملة، ولكن بسبب هشاشتها الشديدة، تشققت اثنتان منها بمجرد إزالتها من الظروف الرطبة التي أبقتهما في حالةٍ جيدة، ما أدّى إلى انبعاث "رائحة كبريتية".
ولم يكتشف الباحثون السائل الموجود داخل البيضة المتبقية إلا في شهر أغسطس/آب، عندما قال بيدولف إنّه استعان بالعاملة في مجال الحفظ، دانا جودبورن-براون، مع جامعة "كينت"، لإجراء فحص بالأشعة المقطعية الدقيقة للبيضة.
وأظهر الفحص أنّ الصّفار والبياض كانا يتواجدان بشكلٍ ملحوظ.
وأكّد بيدولف: "لم أر شيئًا كهذا من قبل"، مضيفًا أنّها "رائعة، لقد بدت حديثة و جديدة جدًا".
وأدى التعامل مع اكتشاف هش وثمين كهذا إلى شعور بيدولف بالخوف أحيانًا، وفقًا لما ذكره، كما جعلت البيضة جودبورن-براون "متوترة" بشكلٍ خاص عندما حملتها في صندوقٍ خاص على متن وسائل النقل العامة في لندن لفحصها.
ولكن البيضة بقيت آمنة إلى حدٍ كبير في مكاتبهم.
وقال راسل: "في المرحلة القادمة، سيكون من المثير للغاية معرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدام أي من تقنيات التصوير والتحليل الحديثة المتاحة هنا في متحف التاريخ الطبيعي لإلقاء المزيد من الضوء على النوع الذي وضع البيض بالضبط، وأهميته الأثرية المحتملة".
وأوضح بيدولف أنّ الباحثين يخططون لاستخراج السائل بعناية لدراسته بشكلٍ أفضل، وقال: "لم ير أحد شيئًا كهذا من قبل، لذا فإنّ كل مرحلة من البحث في هذا الموضوع تخلق لحظات جديدة ذات إمكانات مذهلة".