بدبي.. تجربة من نوع آخر تنتظر عشاق المغامرة داخل أنفاق تحت الأرض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشتهر إمارة دبي عادة بتجارب الرفاهية والفخامة، إلا أن مدون سفر ليبي كشف عن تجربة مثيرة بانتظار عشاق المغامرة تحت الأرض في فلج حتّا.
وبعيداً عن صخب المدينة في قلب دبي، تُعد حتّا ملاذاً لعشاق الطبيعة والأجواء الجبلية القروية، حسبما ذكره صانع المحتوى الليبي وليد المصراتي لموقع CNN بالعربية.
وأراد المصراتي أن يسلط الضوء على جمال حتّا وتاريخها وتراثها، إذ أوضح أن أفلاج حتّا تبعد عن وسط مدينة دبي حوالي ساعة وربع الساعة، لافتًا إلى أن الطريق إليها يُعد بمثابة تجربة بحد ذاتها، إذ يمر بين سلسلة من الجبال في دولة الإمارات.
وتقع الأفلاج بالتحديد في منطقة الشريعة التراثية في حتّا، وسط المزارع والبيوت القديمة.
وأشار مدون السفر الليبي إلى أن أفلاج حتّا يعود عمرها لمئات السنوات، رغم ذلك خضعت للترميم والتأهيل لتكون مناسبة لمرور الزوار داخل نفق يمتد على مسافة 587 مترا من تحت الجبال إلى وسط حتّا.
وتستوفي التجربة معايير السلامة والتي تشمل ارتداء خودة الرأس وانتعال حذاء مائي.
وأوضح المصراتي أن وجود الخفافيش داخل النفق يبعث في النفس مشاعر الإثارة مع القليل من الرهبة، قائلا: "عندما شاهدت الخفافيش بالقرب مني، كانت تلك أول مرة أراها في حياتي".
وشرح مدون السفر الليبي أن جولة النفق تشترط اصطحاب مرشد، الذي يقدم بدوره كل المعلومات عن المكان، ويتأكد من جعل التجربة مميزة وسلسة،.
ولم يتوقع المصراتي يوماً بأن يخوض مثل هذه التجربة الفريدة داخل نفق تحت جبال حتا، إذ تمثلت زياراته السابقة إلى المنطقة في ممارسة الأنشطة فوق الأرض.
ولطالما أثار نظام الأفلاج، أي نظام الري القديم في دولة الإمارات والمنطقة، فضول مدون السفر الليبي، الإ أن دخول الفلج كان تجربة من نوع أخر، على حد تعبيره إذ قال:"بمجرد أن وطأت قدماي مياه الفلج داخل النفق، أحسست وكأنني سافرت عبر الزمن".
ويسعى مدون السفر الليبي إلى اكتشاف أماكن مجهولة وخوض تجارب لم يسبقه أحٌد إليها.
وينصح المصراتي الجميع باستكشاف حتّا وخوض تجربة فلج حتّا، التي أكد أنها آمنة حيث تتوفر إضاءة في الممر النفقي، وتبقى الخفافيش نائمة حتى وقت الغروب.
وتُعد حتّا واحدة من أبرز وجهات دبي، إذ أصبحت ملاذاً للاستجمام ووجهة مثالية للراغبين في التأمل، والهدوء، ولعشاق الطبيعة.
وتشتهر حتّا بأفلاجها التاريخية التي تُسمى "الداوودية"، وأشهرها "الشريعة"، وهو الفلج التاريخي الذي يُعد مقصداً للمتطلعين بشغف لأسرار التاريخ، وجلب المياه من مصادرها في بطون جبال حتا لتصب في مناطقها الزراعية المسطحة.
وتعود تقنيات بناء الأفلاج الداوودية إلى آلاف السنين. ويتكون بناء الفلج الداوودي من 8 ثقوب، وبعمق كبير تحت الأرض. ويُعتبر الثقب فتحة من ظهر الأرض تمتد إلى بطن الفلج ذاته، لتوفر التهوية، ومن خلالها ينزل الناس من أجل صيانة أجزاء الفلج المختلفة