كم يدفع الأثرياء للسفر إلى الفضاء؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أول إنسان جرّب ما يُعرف الآن باسم "تأثير النظرة العامة" كان رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين، الذي أصبح أول شخص يرى كوكبنا من الفضاء منذ ما يزيد قليلاً عن 63 عامًا.

وعندما رأى حقيقة الأرض من الفضاء للمرة الأولى، صرخ قائلاً: "أنا أرى الأرض! إنها جميلة للغاية!". وقد كان الأول من بين العديد من رواد الفضاء الذين عبّروا عن شعورهم بتحوّل إدراكي في الوعي حول مكان المرء في الكون، وهو شعور هائل بالرهبة.

كشفت HALO Space للتو عن الجزء الداخلي من كبسولتها الفضائية، وهي من تصميم مصمم السيارات فرانك ستيفنسون.Credit: HALO Space
محتوى إعلاني

وهناك ثلاثة أنواع من شركات السياحة الفضائية تتنافس الآن للسماح للأثرياء بعيش هذه التجربة.

في المقدمة، هناك شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير  إيلون ماسك، وبالنسبة لأولئك الذين لديهم عشرات الملايين من الدولارات، يعد هذا المشروع برحلات صاروخية إلى المدار، واختبار انعدام الوزن على ارتفاع أكثر من 300 كيلومتر فوق الأرض.

تأثير النظرة العامة هو ظاهرة أبلغ عنها بعض رواد الفضاء عند رؤية الأرض من أعلى،Credit: HALO Space

هناك تجارب دون مدارية تقدّمها شركات مثل "Blue Origin" التابعة لجيف بيزوس و"فيرجن غالاكتيك" التابعة لريتشارد برانسون.

ويصل سعر هذه التجربة إلى 450 ألف دولار، وتأخذك لمسافة تتراوح بين 80 و120 كيلومترًا لتجربة انعدام الجاذبية.

ويُعد خط كارمان، الذي يقع على علو 100 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر، الارتفاع المعترف به دوليًا باعتباره الحد الفاصل بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي

وتأمل شركات مثل "Space Perspective" و"World View" و"HALO Space" الإسبانية الناشئة، في نقل الركاب على متن رحلات منطاد بارتفاع يتراوح بين 25 و40 كيلومترًا فوق الأرض مقابل نطاق سعري يتراوح بين 50 ألف و200 ألف دولار.

الرحلات التجارية في عام 2026

يقول ستيفنسون: "عليك أن تتأكد من أن الركاب بحالة اطلاع دائم، واستمتاع، وراحة".Credit: HALO Space

في الأسبوع الماضي بالعاصمة البريطانية لندن، كشف كارلوس ميرا، الرئيس التنفيذي لشركة "HALO Space"، عن التصميم الداخلي لكبسولته الفضائية "Aurora" التي يأمل فريقه أن تنقل 10 آلاف مسافر إلى الفضاء القريب بحلول عام 2030.

أما الكبسولة المضغوطة، التي صممها فرانك ستيفنسون، مصمم سيارات "فيراري" و"ألفا روميو" وغيرهما، يبلغ عرضها 5 أمتار وارتفاعها 3.5 مترًا، وسيتم تعليقها من منطاد هيليوم ضخم.

سيجلس 8 ركاب في الداخل لرحلات تصل مدتها إلى 6 ساعات.

وأعلنت "HALO Space" في العرض التقديمي أنها تقدّم "بدائل جديدة، وآمنة، وخالية من الانبعاثات للرحلات الفضائية"، وبعد أن أكملت بالفعل خمس رحلات تجريبية ناجحة، فإنها تُعد الشركة الأكثر تقدمًا في قطاعها.

تأسست الشركة في عام 2021، ولديها هدف طموح يتمثّل في البدء بتقديم رحلات تجارية في عام 2026، بدءًا من 164 ألف دولار أمريكي للفرد الواحد.

وأوضح ميرا أن فريقه كان قادراً على تحقيق التقدّم من خلال "استخدام التقنيات بالغة التطوّر".

يقع المرحاض في وسط الكبسولة، إذ أوضح ستيفنسون أن التصميم الدائري كان الخيار الأكثر اقتصادا من حيث الشكلCredit: HALO Space

وأشار إلى أن النموذج التشغيلي لديهم لا يقوم على بناء كل شيء داخل الشركة، موضحا أن النهج الذي قاموا باتباعه يتمثل بـ "الشراكة مع أفضل اللاعبين بمجال الطيران في مختلف المجالات"، 

وخلال تقديم ستيفنسون لتصميمه الحديث وخفيف الوزن، قال إنه "من السهل تصميم شكل داخلي جميل، ولكن من الصعب جعله يعمل".

وأضاف: "هناك أهداف وزن، وأهداف سلامة، وأهداف عوامل بشرية لتحقيقها، لكن هدفي كان إنشاء تصميم تشعر بالراحة فيه منذ البداية".

شروق شمس مميز

سينطلق المسافرون من معسكرات على الأرض قبل طلوع الفجرCredit: HALO Space

وضمن مساحة محدودة للغاية، كان لا بد من دمج مقاعد مريحة، ونوافذ عرض فسيحة، ومناطق تخزين، والأهم من ذلك، إضافة حجرة للحمام.

وتابع ستيفنسون: "عليك التأكد من أن الركاب يتم إعلامهم باستمرار، مع حصولهم على الترفيه، والاسترخاء"، بينما يجب أيضًا توفير القدرة لتناول الطعام، والشراب: والتواصل الاجتماعي.

وهذه إحدى مزايا تجربة انعدام الجاذبية، حيث يمكن للراكب التحرّك كالمعتاد من دون الحاجة إلى تدريب خاص.

وتقوم الشركة باختبار نموذج أولي للكبسولة بالحجم الحقيقي، وقد أُعلن عن الرحلة التجريبية التالية في شهر يونيو/ حزيران المقبل. 

وأوضح ميرا أن "HALO Space" تخطط للعمل على مدار العام في أربع قارات، مع اختيار المواقع وفقًا لظروفها الجغرافية والطقسية الممتازة.

وكلما كان الجفاف والرياح أقل كلما كان ذلك أفضل، حيث أن الرياح القوية والسماء الملبدة بالغيوم تُعتبر أمرًا محظورًا عندما يتعلق الأمر بتقديم تجربة العمر للركاب.

وتنطلق الرحلات قبل الفجر، حتى يتمكن الضيوف من تجربة شروق الشمس "الأبيض" على حافة طبقة الستراتوسفير مع اللون الأسود العميق للفضاء خلفها.

نشر
محتوى إعلاني