إلى ألوان الشفق القطبي.. العاصفة الشمسية النادرة قد تشكل "خطرًا حقيقيًا"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أدّت سلسلة من التوهّجات الشمسية، وانبعاث كتل إكليلية من الشمس إلى رسم مشاهد مبهرة لظاهرة الشفق القطبي في جميع أنحاء العالم.
وقد تتسبب العاصفة الشمسية النادرة أيضًا إلى تعطيل الاتصالات.
وكانت آخر مرة وصلت فيها عاصفة شمسية بهذا الحجم إلى الأرض في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2003، وفقًا لمركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
ويؤدي النشاط الشمسي المتزايد إلى ظهور الشفق القطبي الذي يتراقص حول قطبي الأرض، والمعروف باسم الأضواء الشمالية أيضًا.
وعندما تصل الجسيمات النشطة الناتجة عن المقذوفات الكتلية الإكليلية إلى المجال المغناطيسي للأرض، تتفاعل مع الغازات الموجودة في الغلاف الجوي لتكوين ضوء ملون مختلف في السماء.
حتى لو لم يظهر الشفق القطبي مرئيًا، فإن صور السماء ليلاً قد تلتقط ألوانًا لا يمكنك رؤيتها بالعين المجردة.
وبين مجموعة الصور السريالية التي تلتقط الشفق المبهر، تلك التي التقطها بنجامين ويليامسون لمنارة في مدينة بورتلاند بولاية مين الأمريكية.
وقال ويليامسون لـCNN: "إنها واحدة من أكثر المناظر المذهلة التي شاهدتها في حياتي، إذ تجمع بين الرهبة والإبهار".
وأشار إلى أنه استخدم تقنية التعريض الطويل لالتقاط الصورة، التي لم يجرِ عليها أي تعديل.
أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يتمكّنوا من مشاهدة هذه الظاهرة الليلة، قال عالم الأرصاد الجوية تشاد مايرز إنه من المتوقع أن يستمر الشفق القطبي مدة ثلاث ليال.
بشكل عام، يستغرق الضوء 8 دقائق فقط كي يسافر مسافة 93 مليون ميل من الشمس إلى الأرض، لكن عالمة الفيزياء الفلكية جانا ليفين قالت إن الجسيمات النشطة المسببة للموجة الحالية من الشفق القطبي تنتقل بشكل أبطأ بكثير، ما يتسبّب باستمرار الظاهرة حتى نهاية الأسبوع.
وكان الشفق مرئيًا عبر الساحل الشرقي وفي الجنوب يوم الجمعة، وكذلك في ولايات فلوريدا وكارولينا الجنوبية.
ويمكن أن تشكل العاصفة الشمسية الضخمة "خطرا حقيقيا"، خاصة مع اعتماد العالم الحديث بشكل كبير على الكهرباء، وفقا لبيل ناي، وهو مهندس وعالم وناشر للعلوم، واشتهر بتقديم برنامج "بيل ناي رجل العلوم".
ويحذر العلماء من أن زيادة التوهجات الشمسية وانبعاث الكتل الإكليلية من الشمس قد تؤدي إلى تعطيل الاتصالات على الأرض حتى نهاية الأسبوع.
ويمكن أن تؤثر التوهجات الشمسية على الاتصالات ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على الفور تقريبًا، لأنها تعطل الغلاف الأيوني للأرض، أو جزءًا من الغلاف الجوي العلوي.
ويمكن للجسيمات النشطة التي تطلقها الشمس أيضًا أن تعطل الإلكترونيات الموجودة على المركبات الفضائية وتؤثر على رواد الفضاء من دون حماية مناسبة خلال 20 دقيقة إلى ساعات عدة.
وقارن ناي حدث الليلة، بأحداث سابقة أخرى وقعت عام 1859، تُعرف باسم حدث كارينغتون، عندما تأثرت اتصالات التلغراف بشدة.
وقال ناي: "الأمر الآخر الذي يشكل خطرا حقيقيا على مجتمعنا التكنولوجي، والذي يختلف عن عام 1859، هو مدى اعتمادنا على الكهرباء، والإلكترونيات، وسواها".
وتابع: "لا يمكن لأحد منا في العالم المتقدم أن يعيش فترة طويلة من دون كهرباء".
وأشار إلى أن هناك أنظمة مطبقة لتقليل الأثر، لكن الأمور قد تزداد سوء"، مؤكدا أنه ليست كل المحوّلات مجهّزة لتحمل مثل هذا الحدث الشمسي.
وخلص إلى أن الأمر "يعتمد على قوة الحدث، ويعتمد على مدى استعداد البنى التحتية لدينا".