بدءًا من 3 يورو.. منازل إيطالية مهجورة معروضة للبيع بمزاد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بذلت البلدات الإيطالية التي هجرها قاطنوها لأسباب عديدة، قصارى جهدها لجذب سكان جدد في السنوات الأخيرة، مع إطلاق العديد من إعلانات المنازل بقيمة يورو واحد في جميع أنحاء البلاد.
لكن في حين أنّ بعض البلدات تعاني للعثور على شراة لمبانيها المهجورة، فإن بلدات أخرى حقّقت نجاحات كبرى على هذا الصعيد.
بعدما شهدت إقبالًا كبيرًا على عمليات بيع منازلها السابقة في عامي 2019 و2021، يستعد المجلس البلدي في بلدة سامبوكا دي سيشيليا بصقلية لطرح دفعة ثالثة من المنازل بالمزاد، على أن تبدأ أسعارها هذه المرة من 3 يورو، أو ما يزيد قليلاً عن 3 دولارات.
النجاحات السابقة
وقال عمدة المدينة المنتخب حديثا، جوزيبي كاشيوبو، لـCNN: "نريد أن نوضح أنه من خلال ترقيم هذه الدفعات، يرجح أن يتبعها مزيد من عمليات البيع في السنوات المقبلة. الأجانب يقبلون على شراء منازلنا، وقد حقق الأمر نجاحا حتى الآن".
يشجّع كاشيوبو الشراة المحتملين الذين يتوجهون إلى المنطقة لزيارة البلدة للتحقق من المنازل الـ12 أو نحو ذلك، المتاحة هذه المرة.
وقال: "التوقيت مثالي. السياح والشراة المهتمين الذين يسافرون حاليًا إلى إيطاليا، يمكنهم التخطيط لرحلة في الربيع والصيف التالي وإلقاء نظرة".
وبحسب كاشيوبو، فإنّ المنازل المتاحة، الواقعة في منطقة ساراسين القديمة، "بنيتها الهيكلية ثابتة إسوة بتلك التي تم بيعها إلى الآن، لكنها بحاجة إلى إعادة تصميم وترميم".
وكانت سامبوكا تصدرت عناوين الأخبار العالمية عام 2019، عندما أعلنت CNN أن البلدة ستطرح 16 مسكنًا للبيع مقابل يورو واحد. وبعد ذلك بعامين، عرضت البلدة دفعة ثانية من المنازل مقابل 2 يورو.
وأشار كاشيوبو إلى أنّ البيع بسعر بخس اجتذب الشراة الدوليين إلى منطقة الشرق الأوسط، ما ساعد على إنعاش الاقتصاد المحلي من خلال إدخال ما يقدر بـ20 مليون يورو (حوالي 21.8 مليون دولار).
وشمل ذلك حجم مبيعات فنادق المبيت والإفطار الجديدة، والمحلات التجارية الجديدة التي تم افتتاحها في المدينة، والعقود مع شركات البناء، والمهندسين المعماريين، والمساحين، ومصممي الديكور الداخلي، وكتاب العدل.
وتابع: "إن مجموعتَي المنازل المملوكة للبلدية، أعادت تنشيط القطاع العقاري الخاص. الناس الذين يسارعون للحصول على واحدة في المزاد لكنهم لم يصلوا إلى المستوى النهائي اشتروا منزلًا رخيصًا عوض ذلك. وكشف كاشيوبو إلى أنه "تم بيع 250 منزلاً حتى الآن".
يعود الفضل في جهود سامبوكا المنتصرة لبيع منازلها الفارغة بالمجمل، إلى حقيقة أن السلطات المحلية تمتلك بالفعل المساكن المهجورة التي تأمل ببيعها.
وحاولت بلدات إيطالية أخرى مهجورة، مثل قرية باتريكا التي تعود للقرون الوسطى، والواقعة جنوب روما، إطلاق مخططات مماثلة، لكنها عانت في عملية تتبّع المالكين السابقين بغية الحصول منهم على إذن بيع منازلهم الفارغة.
إحياء الآمال
استولت سلطات سامبوكا على المنازل المهجورة في البلدة بعدما ضرب زلزال محيط وادي بيليس، عام 1969. وأدت الكارثة الطبيعية إلى فرار السكان المحليين، تاركين وراءهم منازل فارغة.
وشرح كاشيوبو أن "حكومة روما وافقت حينها على قانون محدد لإعادة إحياء سامبوكا، مُنح مجلس المدينة بموجبه ملكية المنازل المهجورة، حتى نتمكن من التصرف فيها كما يحلو لنا، من دون وكالات وسيطة".
وهذا يعني أن عملية البيع تتم بشكل أسرع بكثير، حيث لا تحتاج السلطات المحلية إلى التنسيق بين المالكين والشراة.
تتكون المنازل المعروضة هذه المرة من غرفة أو اثنتين أو ثلاث غرف نوم بمساحة تتراوح بين 50 و80 مترًا مربعًا، مبنية بالحجارة ذات اللون البني الذهبي، وموزعة على طبقة واحدة أو ثلاث طبقات.
يحتوي العديد منها على شرفات من الحديد المطاوع المطلّة على الأزقة المرصوفة بالحصى ومصطبات بانورامية، بالإضافة إلى أبواب خشبية أصلية قديمة مطلية باللون الأخضر مع أقواس ونوافذ مزخرفة.
وتتميز تلك التي تتمتع بحالة أفضل، بساحات فناء مغربي داخلي صغير فيه أشجار الليمون، وأرضيات من بلاط الميوليكا المطلي القديم.
لكن معظمها بحاجة إلى الإصلاح ومليئة بالقطع المنسية وأكوام من الأثاث المكسور والمغبر.
استنادًا إلى حالة العقار، تبدأ عمليات إعادة التصميم عادةً بمبلغ 30 ألف يورو (حوالي 32500 دولار) لإجراء تجديد بسيط، ولكن يمكن أن ترتفع إلى أكثر من 200000 يورو (حوالي 217000 دولار) إذا كان الشارون يخططون لتحويل المنزل إلى ملاذ فاخر.
انتهى الأمر بالعديد من الشراة الذين فازوا بالمناقصات السابقة إلى شراء المزيد من العقارات في المدينة.
وكانت منازل متصلة في الغالب، ما يعني أنه يمكن توسيعها كي تصبح عقار واحد كبير.
إقبال كبير
حرصًا على الاستفادة من الطلب المرتفع، سارع السكان المحليون إلى بيع المرائب أو العلّيات القديمة المهجورة.
معظم الأشخاص الذين تم استدراجهم إلى هذه البقعة النائية في صقلية، البعيدة عن الحشود السياحية، هم من الولايات المتحدة.
وقد ساعد هذا في تكوين "أمريكا الصغيرة"، حيث يتحدث معظم السكان الآن بعض الإنجليزية بلكنة صقلية، حتى كبار السن.
ربما كان يندر رؤية الأجانب هنا قبل عام 2019، لكنهم أصبحوا جزءًا من المشهد الطبيعي الآن، بحسب كاشيوبو، مع وجود مجتمع كبير من المغتربين الذين يعتبرون سامبوكا موطنهم الآن.
في العام الماضي، افتتحت دار البلدية مساحات للعمل عن بعد لجذب العاملين الرقميين العالميين، حيث قدمت إقامات مجانية وعززت اتصالها بشبكة Wi-Fi في جميع أنحاء الأزقة الضيقة.
وقال كاشيوبو: "الأكيد أنّ بلدتنا أصبحت على الخريطة".
سيتم بيع منازل سامبوكا دي سيشيليا المعروضة بالمزاد في هذا المخطط الأخير لمن يدفع أعلى سعر، مع وضع العرض الفائز في ظرف مختوم وفتحه أمام القاضي بعد الموعد النهائي لتقديم الطلبات.
يتعين على المشاركين في المزاد دفع ضمان وديعة بقيمة 5000 يورو (حوالي 5430 دولارًا).
إذا خسروا العرض، فسيتم إرجاع المبلغ إليهم على الفور. لكن إذا فازوا، فإن مبلغ الـ5000 يورو سيصبح تلقائيًا ضمانة لودائعهم.
وتنص قواعد المخطط على أنه يجب على المشترين إكمال أعمال التجديد لمنازلهم خلال ثلاث سنوات، أو المخاطرة بفقدان ضمانة الودائع الخاصة بهم.
رغم ذلك، فقد كان مجلس المدينة حتى الآن مرنًا في ما يتعلق بالمواعيد النهائية بسبب الجائحة، ما أتاح مزيدًا من الوقت لاستكمال الأعمال أثناء وبعد جائحة كوفيد-19.
في المبيعات السابقة، بيعت المنازل في نهاية المطاف بأسعار تتراوح بين 1 و25 ألف يورو (حوالي 27133 دولارًا)، وتراوحت أسعار معظمها بين 5000 يورو (حوالي 5426 دولارًا) و10000 يورو.
يمكن للمتقدمين المهتمين العثور على صور وأوصاف للمنازل المتاحة، بالإضافة إلى نماذج الطلبات، على الموقع الرسمي لدار البلدية.