مصر تحقق أعلى إيرادات سياحية خلال النصف الأول من 2024 رغم التوترات في المنطقة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حقّقت مصر أعلى معدل في أعداد السائحين الوافدين خلال النصف الأول من العام الجاري وبلغ 7.069 مليون سائح، مما انعكس على زيادة أعداد الليالي السياحية، وتحقيق إيرادات قياسية قوامها 6.6 مليار دولار. وأرجع خبراء أسباب هذه الطفرة رغم التوترات الجيوسياسية إلى الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، والتطور المستمر في البنية التحتية وتحسين مناخ الاستثمار لكافة الأنشطة الاقتصادية، مما انعكس على جذب استثمارات محلية وأجنبية ضخمة لقطاع السياحة.
وارتفعت أعداد السائحين الوافدين إلى مصر هامشيًا من 7.062 مليون سائح خلال النصف الأول من عام 2023 إلى 7.069 مليون سائح عن نفس نفس الفترة من العام الجاري. كما تجاوز أعداد السياح خلال النصف الأول من عام 2010، الذي شهد طفرة سياحية، وبلغ عدد السياح في ذلك الوقت 6.9 مليون سائح.
وقال الخبير السياحي ومستشار وزير السياحة الأسبق، سامح سعد، إن مصر استقبلت أكبر عدد من السياح خلال فترة النصف الأول من عام 2024 من الدول العربية وكذلك من دول أوروبية وروسيا، غير أنه أشار إلى ضرورة زيادة أعداد السياح من أسواق، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، واستئناف عودة السياح من أسواق أخرى، تأثرت بالسلب نتيجة التوترات الجيوسياسية بالمنطقة.
وتحسن مستوى جودة الخدمات المقدمة للسياح الوافدين إلى مصر، وفق للمعيار العالميGlobal Review Index (GRI) بنسبة 1.1% لتصل إلى نسبة 85.1% خلال الربع الأول من العام الجاري، وفق لبيان صادر عن وزارة السياحة والآثار.
وقدّر سعد، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أعداد السياح الوافدين للبلاد خلال عام 2024 لتصل إلى مستوى مماثل للمحقق خلال العام الماضي، نتيجة استمرار التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، مؤكدًا ضرورة العمل على إعداد قطاع السياحة لتحقيق طفرة في أعداد السائحين من خلال الترويج للسياحة المصرية في الخارج، ومضاعفة أعداد المركبات الحديثة لنقل السياح من المطار وللمقاصد السياحية، وكذلك مضاعفة أعداد الغرف السياحية لاستيعاب الزيادة المرتقبة.
وشهد عام 2023 أعلى معدل في الحركة السياحية الوافدة في تاريخ السياحة في مصر، محققًا رقمًا قياسيًا بلغ 14.906 مليون سائح وهو أعلى معدل للحركة في تاريخ السياحة في مصر، وفق بيان رسمي.
من جانبه، أرجع الخبير السياحي، أبو الحجاج العماري، أسباب تحقيق طفرة في أعداد السياح الوافدين لمصر إلى الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، والتطور المستمر في البنية التحتية وتحسين مناخ الاستثمار لكافة الأنشطة الاقتصادية مما انعكس على جذب استثمارات محلية وأجنبية ضخمة لقطاع السياحة، علاوة على التنوع الفرد في المقاصد السياحية مما يضعها على صدارة الوجهات السياحية في المنطقة ودوليًا.
ووقعت الحكومة المصرية، الثلاثاء، صفقة ضخمة بالشراكة مع مجموعة طلعت مصطفى القابضة لتطوير 23 مليون متر مربع في الساحل الشمالي بإجمالي استثمارات قدرها تريليون جنيه (21 مليار دولار)، لإنشاء مشروع عالمي يحتوي على مارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية في البحر المتوسط.
وهذه هي ثاني أضخم صفقة توقعها الحكومة المصرية مع شركات لتطوير مشروعات في الساحل الشمالي، بعد توقيع صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة، مع شركات تابعة لصندوق سيادي إماراتي.
وتوقع العماري، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، تضاعف حجم السياحة الوافدة لمصر خلال السنوات المقبلة بعد طفرة المشروعات الضخمة الجاري إنشائها، التي ستجذب شريحة مرتفعة الإنفاق، حسب قوله.
وأشار إلى أبرز السائحين من دول ألمانيا وهولندا وبلجيكا والتشيك وبولندا، ويفضلون زيارة المقاصد السياحية في البحر الأحمر، فيما يميل سائحو روسيا وأوكرانيا إلى زيارة شرم الشيخ. في حين يزور القاهرة والأقصر وأسوان سياح من دول فرنسا وإسبانيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، الذين يفضلون السياحة الثقافية.
وفي تصريحات خلال مؤتمر إطلاق مشروع ساوث ميد بالساحل الشمالي بالشراكة مع الحكومة، قال رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، إن المشروع سيحقق عوائد دولارية ضخمة للدولة المصرية من خلال تصدير العقار وجذب استثمارات أجنبية في السوق العقاري المصري، وزيادة أعداد السياح الوافدين لمصر خاصة من الشرائح الأكثر إنفاقًا من دول أوروبا والمملكة المتحدة والدول العربية.
وقدّر الخبير أبو الحجاج العماري نسب الإشغال بفنادق البحر ما بين 70-80%، معظمهم من الدول الأوروبية، في حين تنخفض نسب الإشغال بالقاهرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي حال تراجعها ستعاود نسب الإشغال لمستويات مرتفعة، كما قدّر أن يرتفع أعداد السياح في عام 2024 بنسبة متوسطة عن العام الماضي.