كانت أوروبا على مشارف تحقيق ثورة في قطاع القطارات الليلية.. ماذا حدث؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "ببالغ الحزن، يجب أن نعلن وفاة حلم. اليوم، ماتت قطارات منتصف الليل".
وكان هذا ما كتبه مؤسس شركة "Midnight Trains" (قطارات منتصف الليل)، أدريان أومونت، في 31 مايو/أيار، في إشارة إلى أن رؤيته، المتمثلة في إنشاء شبكة جديدة من القطارات الليلية الفاخرة الرابطة بين المدن الأوروبية الكبرى، وصلت إلى طريق مسدود.
وقبل زوال الشركة، بدا الأمر وكأن أوروبا تستعد لثورة في قطاع القطارات الليلية.
وبدأت رحلات السكك الحديدية الليلية في الظهور من جديد في جميع أنحاء القارة، مع سعي المسافرين للعثور على روابط أكثر استدامة بين المدن.
ورُغم الطلب، إلا أنّه لا يزال من الصعب التغلب على العقبات التي تواجه الشركات الناشئة مثل Midnight Train""، التي تحاول دخول السوق لتلبية هذا الطلب.
وفي البداية، بدا الأمر وكأن قواعد "الوصول المفتوح" الجديدة، التي تسمح للمشغلين الجدد بمشاركة شبكة السكك الحديدية الأوروبية مع شركات السكك الحديدية الحالية المملوكة للدولة، ستفتح الأبواب أمام سيل من الأفكار والمسارات الجديدة والمثيرة.
ومع ذلك، لم يتمكن سوى عدد قليل من الشركات من الوصول إلى السكك الحديدية.
عوائق يصعب التغلب عليها
الصعوبات التي تواجهها شركة "European Sleeper" في تأمين القطارات والجداول الزمنية المناسبة تقدم دروسًا واقعية لمشغلي "الوصول المفتوح" الآخرين الذين يأملون استغلال الطلب المتزايد على السفر الليلي.
وكان من المتوقع إطلاق خدماتها في الأصل في عام 2022، ولكن تم تأجيل الأمر بسبب النقص الحاد في المقصورات الصالحة للخدمة.
وتمكنت الشركة في النهاية من تجميع مجموعة من قمرات جلوس تعود للسبعينيات، وحتى مقصورة نوم قديمة من الخمسينيات.
وهذه العناصر كافية لقطار واحد يعمل ثلاث مرات في الأسبوع في أيام متناوبة في كل اتجاه.
وتأمل الشركة زيادة وتيرة الرحلات لتكون يومية عند توفر المزيد من المقصورات.
وطموح الشركة لإطلاق مسار جديد كل عام يتعرض للإحباط بسبب النقص الحاد في المقصورات المناسبة، والعقبات الهائلة التي تضعها إدارات السكك الحديدية الوطنية في طريقها.
وإلى جانب ذلك، يستغرق إكمال الكومة الضخمة من الأوراق المطلوبة للحصول على تراخيص التشغيل وقتًا طويلاً، وهو مكلف للغاية.
أفضلية غير عادلة
يتم تشغيل شبكة "Nightjet" الدولية المزدهرة من قبل السكك الحديدية الفيدرالية النمساوية (ÖBB) بالتعاون مع السكك الحديدية الأخرى المملوكة للدولة.
وفي هذه الأثناء، ترى المنافسة المتزايدة على الشبكات عالية السرعة أن المشغلين الوطنيين الفرنسيين، والإيطاليين، والإسبانيين يحاولون الفوز بأسواق جديدة في مسارات بعضهم البعض إلى حدٍ كبير.
وبدون الدعم الحكومي، الذي تتمتع به شركة " ÖBB"، وغيرها من خطوط السكك الحديدية الحكومية القديمة، يصبح من الصعب الحصول على التمويل اللازم لاقتناء قطارات مسائية جديدة خاصة، والموافقة عليها.
وقال نيك بروكس، وهو الأمين العام لـ"ALLRAIL"، وهي مجموعة ضغط تمثل مشغلي القطارات غير الحكومية، لشبكة CNN إنّ شركات السكك الحديدية الوطنية تتمتع بأفضلية غير عادلة على الشركات الجديدة.
وأوضح بروكس: "يجب أن يكون السياسيون واضحين، فسوق القطارات المسائية سيكون مغلقًا لفترة طويلة جدًا فعليًا.. هذا يتعارض مع أهداف سوق السكك الحديدية الموحدة للاتحاد الأوروبي".
وفي بيانه الصادر في 31 مايو/أيار، أعرب أومونت عن أسفه قائلاً: "القنوات مفتوحة، ولكن في الواقع تم تنظيم هذا السوق من قبل السلطات العامة لمشغليها التاريخيين، وليس لخلق لاعبين جدد حقًا".