جذبتهم كابول..كيف تجرأ سياح أجانب على زيارة أفغانستان في ظل طالبان؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أثناء زيارته إلى أفغانستان في مايو/أيار، وجد الأمريكي، بين هيرسكويتز، وهو من ولاية فيرمونت بالولايات المتحدة، نفسه على بُعد آلاف الكيلومترات من موطنه. وشعر الشاب، الذي يبلغ من العمر 22 عامًا وكأنّ المناظر الطبيعية الخلابة التي رآها في البلاد كانت ملكًا له وحده.

وأوضح هيرسكويتز: "عند الذهاب إلى روما أو اليونان لرؤية الآثار يكون هناك الآلاف من السياح الذين يغلقون الطريق من حولك، ولكن هنا، يمكنك الجلوس بين هذه الأماكن الجميلة التي تتمتع بتاريخ غني من حقب عديدة، وتكون وحدك بشكل تام".

محتوى إعلاني

وشهدت الدولة المتأثرة بالصراعات، والتي لا تُعرف بكونها منطقة ساخنة لقضاء العطلات، زيادةً في السياحة منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب من عام 2021 بعد الإنسحاب الأمريكي.

وزار نحو 691 سائحًا أفغانستان في عام 2021، وارتفع العدد إلى 2،300 في العام التالي، و7 آلاف في عام 2023، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن رئيس مديرية السياحة في كابول، محمد سعيد.

وقال متحدث باسم وزارة السياحة الأفغانية لـ CNN إنّ أكثر من 10،179 شخصًا زاروا البلاد منذ أغسطس/آب من عام 2021.

سياح تايلانديون يلتقطون صورة أثناء زيارة ضريح "كارت ساخي" في كابول بمارس/آذار من عام 2024.Credit: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images

ورغم أنّ هذه الأرقام تبدو منخفضة، إلا أنّ الزيادة المطردة تشير إلى وجود اهتمام جديد تجاه السياحة في أفغانستان، وذلك رُغم معاناة البلاد من أزمة إنسانية وفقر بعد عقود من الحرب.

ولم تعترف العديد من الدول رسميًا بطالبان كحكومةً لأفغانستان، ووصفت الأمم المتحدة البلاد بأنّها الدولة الأكثر قمعًا في العالم لحقوق المرأة في ظل حكم طالبان.

وينظر البعض إلى أنّ جلب الفوائد السياحية إلى بلد معزول إلى حدٍ كبير بسبب العقوبات الدولية يضفي شرعية غير مبررة لنظام طالبان القمعي الذي يحرم العديد من مواطنيه من حقوق الإنسان الأساسية حتى الآن.

شعب مضياف للغاية

زار صانع المحتوى، بين هيرسكويتز، هذه البحيرة في متنزّه "باند إي أمير" في أفغانستان.Credit: Ben Herskowitz

وقال هيرسكويتز، وهو صانع محتوى عبر وسائل التواصل، إنّه كان أراد استكشاف أفغانستان بعد أن سمع عن جمالها ومستوى الضيافة فيها من سياح آخرين كانوا قد قاموا بزيارتها مؤخرًا.

وفي حين أبلغ العديد من المسافرين عن تجاربهم الإيجابية، إلا أنّ العديد من الحكومات الغربية تحذر من السفر إلى البلاد.

في مايو/أيار من عام 2024، قُتل ثلاثة سياح إسبان من بين أربعة أشخاص، عندما قام مسلحون بإطلاق النار على مجموعة من السياح الدوليين والأفغان في مدينة باميان. ولم يكن من الواضح من وقف وراء الهجوم.

"أصبح الجميع يأتي"

لا يزال هذا الموقع الأثري لتماثيل بوذا الضخمة يجذب السياح رُغم تدمير حركة طالبان له في عام 2001.Credit: Xinhua/Shutterstock

أصبحت شركات السياحة تظهر في أفغانستان لاستيعاب الزيادة في عدد السياح.

وقال مؤسس شركة السياحة الأفغانية "Unchartered Afghanistan"، خيبر خان: "لقد زاد عدد السياح لأنّها (البلاد) لم تَعُد منطقة حرب نشطة".

وأطلق خيبر شركته في عام 2023.

وأكّد مؤسس شركة "Destination Afghanistan" للسياحة في أفغانستان، إحسان باراكزاي، أنّ "البوابة (إلى أفغانستان) فُتِحت للتو، لذا أصبح الجميع يأتي".

وأفاد باراكزاي أنّه قام شخصيًا بتنظيم جولات لـ 130 شخصًا في أفغانستان في عام 2023، مضيفًا أنّ غالبية زبائنه يأتون من الصين، وألمانيا، وكندا، والولايات المتحدة.

السفر إلى أفغانستان كامرأة

زارت البريطانية، إيما ويترز، أفغانستان بمفردها أربع مرات.Credit: Emma Witters

شهدت النساء الأفغانيات تراجعًا بحقوقهنّ في مجالات مثل التعليم والتوظيف منذ عودة طالبان إلى السلطة في عام 2021.

ولكن هذه القيود لا تنطبق على السائحات عادةً، حسبما ذكرت شركة "Unchartered Afghanistan".

وكتبت الشركة في موقعها عبر الإنترنت: "ستُتاح للسائحات من النساء عمومًا الفرصة لاستكشاف أفغانستان كما يفعل الرجال".

وقامت إيما ويترز، وهي سائحة بريطانية تبلغ من العمر 56 عامًا، وصانعة محتوى عبر موقع "يوتيوب"، بزيارة أفغانستان بمفردها أربع مرات منذ استيلاء طالبان على السلطة.

وشعرت ويترز "بالأمان" كسائحة من الناحية الأمنية، ولكنها قالت إنّها واجهت بعض التحديات. 

أصبح السياح مشهدًا مألوفًا في أفغانستان.Credit: Khyber Khan

وأوضحت أنّ محاولتها للسفر من كابول إلى مدينة قندهار خلال رحلتها الأولى باءت بالفشل عندما رفض سائق الحافلة أن يبيع لها تذكرة لأنّها كانت تسافر بمفردها.

واضطرت البريطانية إلى أخذ رحلة جوية بدلاً من ذلك.

وبشكلٍ عام، أكّدت ويترز أنّ لديها العديد من "التجارب التي لا تُنسى"، وأضافت أنّ "الأشخاص في أفغانستان كانوا من أطيب الأشخاص الذين قابلتُهُم على الإطلاق".

نشر
محتوى إعلاني