تحصد ملايين المشاهدات.. هكذا تستكشف صانعة محتوى العالم من منزلها

نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مقطع فيديو لا تتجاوز مدته دقيقتين و24 ثانية، تسافر ناتاشا غوبتا عبر أنحاء فرنسا. فتتأمل متاهة مذهلة، ومشهد غروب ضبابي، وكاتدرائية مهيبة، ومبنى جميل من الفسيفساء، ثم تعلن غوبتا أن كل محطة من محطاتها في فرنسا "ليست قبيحة".

ثم تصادف منظرًا عاديا، لفندق "هوليداي إن" الذي يقع على جانب الطريق، ويبدو لها باهتًا بعض الشيء، لتُعلن أنه قبيح، وينتهي الفيديو على الفور.

استكشاف برنامج "غوغل إيرث"

محتوى إعلاني

في هذا الفيديو، لا تستكشف غوبتا فرنسا فعليًا، بل تصوّر نفسها وهي تستكشف البلاد افتراضيا عبر برنامج "غوغل إيرث"، وتضغط على زر مواقع عشوائية وتقدم تقييمًا عفويًا لكل موقع.

ويركز جزء كبير من إطار الفيديو على مشهد "غوغل إيرث"، لكن غوبتا تظهر في الجزء السفلي من الإطار، وهي تنقر عبر المشاهد الافتراضية باستخدام حاسوبها المحمول. 

ولا تتحدث غوبتا كثيرًا، بخلاف إعلان ما تراه "ليس قبيحًا" أو "قبيحًا". بينما تتسع حدقة عينيها وتعقد جبينها اعتمادًا على ما تراه.

وقد تعتقد أن هذا المحتوى يبدو عاديًا أو غير مثير للاهتمام، ولكن حصد فيديو استكشاف غوبتا لفرنسا حتى الآن 6.5 مليون مشاهدة، ولا يزال يحصد المشاهدات على منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك".

لم يكن هذا الفيديو هو الأفضل أداءً لغوبتا، إذ نال مقطع فيديو مماثل لاستكشافها الفلبين 14.2 مليون مشاهدة، بينما حصد مقطع فيديو لاستكشاف اليابان 18.9 مليون مشاهدة.

كل هذا جزء من حضور غوبتا على "تيك توك"، حيث "تستكشف كل بلد حتى يصبح قبيحًا"، وفقا لحسابها على المنصة.

وتصف غوبتا نفسها بأنها سنغافورية وهندية، وقد انتقلت إلى المملكة المتحدة عندما كانت طفلة، لافتة إلى أنها تحب السفر.

وُقد نشأت فكرة مقاطع الفيديو الخاصة بها على "غوغل إيرث" من رغبتها في استكشاف العالم، ضمن قيود أسلوب حياتها كمقيمة بالعاصمة البريطانية لندن في أوائل العشرينيات من عمرها. 

ونظرا لأنها لا تملك ما يكفي من المال للسفر حول العالم، يتيح لها "غوغل إيرث" الفرصة مجانا.

وأحبت غوبتا فكرة إظهار أن كل هذه البلدان جميلة في حد ذاتها، وحاولت تحدي الأفكار المسبقة المرتبطة بوجهات معينة.

استكشاف العالم

لقطة خلف الكواليس لغوبتا، تُظهر كيف تقوم بتصوير مقاطع الفيديو الخاصة بها.Credit: Natasha Gupta

ونشرت غوبتا أول فيديو لها تستكشف فيه كل بلد حتى يصبح قبيحًا في الصيف الماضي، على منصتي "تيك توك" و"إنستغرام".

وسرعان ما غُمرت مقاطع فيديو غوبتا بالإعجابات والمشاهدات والتعليقات، إذ كان الأشخاص من البلدان التي سلطت الضوء عليها يتفقون أو يختلفون مع آراءها. وفي الوقت ذاته، اقترح المشاهدون من أماكن أخرى وجهات يجب على غوبتا استكشافها بعد ذلك.

قالت غوبتا لـ CNN: "في البداية كان الأمر مرهقا للغاية، أي تلقي هذا القدر من الاهتمام والتعليقات"، رغم شعورها بالامتنان لبدء كسب "بعض المال" من محتواها.

بعدما انتشر مقطع الفيديو الخاص بها عن إنجلترا، استقلت غوبتا قطار مترو أنفاق لندن المزدحم ووجدت نفسها تتلفت حولها، وتفكّر.

وأضافت: "أدركت أنه عندما كنت في المترو، كان من المحتمل أن يكون هناك شخص آخر قد شاهد ذلك الفيديو".

لكن غوبتا كانت متحمسة أيضًا لأن مقاطع الفيديو الخاصة بها، رغم بساطتها، أثبتت أنها جذابة للغاية.

مع ذلك، تبدو فكرة استكشاف العالم عبر برامج شركة "غوغل" مثل "غوغل إيرث" أو "غوغل ستريت فيو" باسم الفن ومحتوى الإنترنت غير جديدة، كما أن مفهوم استكشاف هذه المشاهد الافتراضية حتى تصبح "قبيحة" ليس جديدًا. 

ولكن عندما تحدثت غوبتا عن هذه الفيديوهات مع صديقها، وهو صانع محتوى يُدعى جاي فوجيوارا ماكوجريان والمعروف بمقاطع فيديو خاصة مهمتها تعليم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت، بدأت غوبتا تتساءل عما إذا كان بإمكانها تقديم لمسة مختلفة بناء على مفهوم راسخ.

وتصورت أن مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي قد يُعتبروا أكثر ميلاً إلى التعاطف مع مفهوم "استكشاف العالم حتى يصبح قبيحًا"، إذا تمكنوا من رؤية ردود أفعال صانع المحتوى وتعبيرات وجهه لأول مرة. وقد يساعد ذلك في ترسيخ المحتوى، ووضع المشاهد في مكان صانع المحتوى.

لذا في إحدى الأمسيات خلال فصل الصيف، جربت غوبتا الفكرة.

وتذكرت قائلة: "قمت بإعداد (برنامج) غوغل إيرث على شاشة حاسوبي المحمول، وصورت نفسي". 

وأضافت: "قررت أن أبقي الموضوع بسيطًا".

ويبدو أن الطريقة البسيطة التي تعِد بها غوبتا مقاطعها، لاقت صدى لدى المشاهدين.

وتقول جوبتا إن تقييمها للمواقع التي تراها "عفوي" وتحاول ألا تفكر فيه كثيرًا.Credit: Natasha Gupta

وأشارت التعليقات إلى أنها نجحت في جعل مقاطع الفيديو "مريحة". وقال البعض إن غوبتا ابتكرت دون قصد استجابة حسية ذاتية، وهو محتوى يؤدي إلى ما يُسمى بحالة تأملية مهدئة. 

والجدير بالذكر أن غوبتا لا تقدّم نفسها في مقاطع الفيديو، ولا وجود لاسمها بالكامل أو محل إقامتها، أو جنسيتها، أو حتى وظيفتها. كل ما يراه المشاهدون عبارة عن شخص جالس أمام شاشة الحاسوب، يستكشف العالم عبر  "غوغل إيرث"، ويعلق على ما يراه.

وأشارت غوبتا إلى أن عدم الكشف عن هويتها هو أمر متعمّد، إذ لا يتعلق الأمر بها حقًا، بل بتلك الأماكن".

اختيار البلدان

نشرت غوبتا 28 مقطع فيديو على "تيك توك" حتى الآن. ويتبع كل مقطع فيديو النمط ذاته تقريبًا. وتقدم غوبتا المفهوم، ثم تبدأ بالنقر على المواقع المختلفة على الخريطة. وفي بعض الأحيان تعلّق قليلاً على ما تراه على "غوغل إيرث". وفي أحيان أخرى تعلّق ببساطة بعبارة "ليست قبيحة".

على مدار الشهرين الماضيين، استكشفت غوبتا دولًا منها أستراليا وإيطاليا. واختارت تسليط الضوء على بعض المناطق في أمريكا مثل نيويورك وأوهايو.

وبينما تفحص غوبتا التعليقات دائمًا بحثًا عن اقتراحات، فإنها تختار عمومًا وجهات بناءً على اهتماماتها الخاصة، إذ أوضحت: "أريد أن أختار بلدانًا ربما لا تحظى بقدر كبير من الاهتمام، منها أماكن مثل بلغاريا وبولندا، أعتقد أن هذا هو السبب جزئيًا وراء صدى هذه البلدان لدى الكثير من الناس".

وأكدّت:"كل هذه البلدان جميلة في حد ذاتها، لكننا نستبعدها فقط بسبب تصوراتنا المسبقة".

نشر
محتوى إعلاني