أربعة قتلى في "ربيع بانكوك" وتهم الفساد تلاحق رئيسة الوزراء
بانكوك، تايلند (CNN)-- قتل أربعة أشخاص، الثلاثاء، في مصادمات بين معارضي الحكومة والشرطة، في تصعيد لأسوأ أزمة سياسية تواجهها تايلند، زادت حدتها مع توجيه لجنة مكافحة الفساد الاتهامات إلى رئيسة الوزراء.
وقد اندلعت أعمال العنف في وسط العاصمة بانكوك، بعد شهر من المظاهرات ضد رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا، الأمر الذي عمق الانقسام السياسي في ذلك البلد في جنوب شرق آسيا.
وقد قتل ضابط شرطة بعد أن أصيب بطلق في رأسه، بالإضافة إلى ثلاثة من المتظاهرين بحسب مصدر رسمي.
كما أصيب 64 شخصاً من رجال الأمن والمتظاهرين خلال صدامات الثلاثاء، بحسب ما أعلن مركز إيروان للطوارئ، وهي وحدة تراقب حالة عدم الاستقرار في تايلاند، وحاولت الشرطة تفريق المحتجين الذين يحتشدون منذ شهر احتجاجا على رئيسة الوزراء ينغلوك في وسط بانكوك.
وبعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الحشود من الشارع، بدأ إطلاق النار من بين المتظاهرين باتجاه الشرطة، ومن مسافة 200 متر تفصل بين الطرفين بدأت الشرطة من جهتها بإطلاق الرصاص الحي والرصاص المطاطي.
وخلال الاشتباك الذي استمر نحو 20 دقيقة، انفجرت قنبلة يدوية بالقرب من مجموعة من ضباط الشرطة، وأدت إلى سقوطهم أرضا، حيث أصيب ما لا يقل عن أربعة منهم بحسب ما أعلن الجنرال، بارادون باثاناثابوت، رئيس قوى الأمن الوطني. وقال بارادون إن نحو 6 آلاف شخص شاركوا في تظاهرات الثلاثاء في شوارع بانكوك وانتشر الآلاف من رجال الشرطة.
يخيم معارضو ينغلوك منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أمام المباني الحكومة في أنحاء المدينة، ومباني الوزارات ورئاسة الحكومة. ويطالب قادة المعارضة باستبدال الحكومة بمجلس شعبي غير منتخب، يقوم بتنظيم الانتخابات ويقود عملية التغيير. وقد أسفرت المواجهات خلال هذه الفترة عن مقتل 10 أشخاص وإصابة المئات بجروح.
حتى وقت قريب أحجمت قوات الأمن عن مواجهة المحتجين بشكل مباشر، حتى حين قامت جماعات منهم بمنع الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع في الانتخابات الأخيرة، لكن الأمر تغير منذ أسبوع حيث بدأت الشرطة محاولات لمحاصرة المحتجين الذين يحتلون مواقعهم منذ شهور. وتقول الحكومة إن ما يقوم به المتظاهرون يحول دون وصول الناس إلى الخدمات الحكومية، ما جعل تدخل السلطات أمراً ضروريا، وفي هذا الإطار قامت الشرطة باعتقال 145 شخصا الثلاثاء، من المحتجين أمام وزارة الطاقة.
وحيث انتشر العنف في الشارع ، باتت يانغلوك تواجه ضغوطا على جبهة أخرى، حيث وجهت لجنة مكافحة الفساد اتهامات لها بشأن برنامج معونة الأرز، وقالت اللجنة في بيان إنها تدعو يانغلوك إلى مواجهة هذه التهم في 27 فبراير/ شباط الجاري، حيث فشلت في اتخاذ إجراءات في مواجهة تحذيرات بشأن الفساد في البرنامج الذي طبقته حكومتها في عام 2011.
ويمنح البرنامج المزارعين أسعاراً لمحصولهم من الأرز، أعلى من سعر السوق، لكنه تعرض لمصاعب مالية، ما أغضب كثيرا من المزارعين، وربما تؤدي الاتهامات التي وجهتها اللجنة إلى رئيسة الوزراء إلى تعليق عملها في مناصبها السياسية.