محكمة صهر بن لادن ترفض شهادة خالد شيخ محمد للدفاع عنه
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ردت المحكمة الأمريكية الناظرة بقضية سليمان أبوغيث، صهر زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، بسخرية على طلب شهادة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، خالد شيخ محمد، بالقضية، قائلة إنه "ما من دليل" على معرفة شيخ محمد بالمتهم أو قضيته.\
وقالت القاضية لويس كابلين، إن خطوة الدفاع بطلب شهادة شيخ محمد عبر الفيديو أو الهاتف من سجنه في معسكر غوانتانامو "لا أساس لها" مضيفة: "ما من شيء يمكن لشيخ محمد تقديمه في القضية نظرا لعدم وجود أي دليل على معرفته بأبوغيث."
وأضافت كابلين أن الدفاع لم يقم بما يلزم لإعداد قضيته حتى الساعة، ملمحة بغضب إلى إضاعة الوقت في القضية من خلال رفض فرصة لمقابلة شيخ محمد في غوانتانامو بشكل مباشر ومن ثم الاستعاضة عن ذلك بأسئلة مكتوبة.
وكان خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، قد أصدر الاثنين بيانا وصف بأنه "متضارب" حاول من خلاله الدفاع عن سليمان أبوغيث، صهر زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، إذ نفى أن يكون أبوغيث على صلة بالنشاطات العسكرية للتنظيم، قائلا إنه كان يشبه "الداعية" الداعية الذي يجول على المنتسبين الجدد لتعليمهم القرآن.
وقال شيخ محمد، في البيان النادر الصادر عنه، إن التهم الموجهة لأبوغيث، "غير صحيحة" رغم ظهور الأخير في التسجيل الذي أعلن من خلاله تنظيم القاعدة مسؤوليته عن العملية.
وجاء بيان شيخ محمد في 14 صفحة، ردا على أسئلة وجهتها له هيئة الدفاع عن أبوغيث عبر قلم المحكمة ليل الأحد، غير أن البارز فيه انتقاد القيادي في القاعدة للولايات المتحدة بسبب دعمها لـ"الجهاديين" خلال العقد الثامن من القرن الماضي بمواجهة السوفيت، دون إدراك حجم التطور في مقدراتهم القتالية.
وقال شيخ محمد في رسالته: "لقد دمّر العم سام بلاده بيده بسبب غباء سياسته الخارجية" مضيفا أنه شخصيا قام بلعب دور في هجمات أخرى غير هجمات سبتمبر، بينها استهداف السفارات الأمريكية في غرب أفريقيا ومحاولة تفجير حذاء مفخخ على متن طائرة، إلى جانب قتل الصحفي في وول ستريت جورنال، دانيل بيرل.
ووصف شيخ محمد زميله أبوغيث بأنه "رجل ورع" ومن بين رجال الدين الذين توجهوا إلى أفغانستان عند تسلم حركة طالبان السلطة فيها منتصف العقد التاسع من القرن الماضي، واصفا البلاد آنذاك بأنها كانت "جنة" تطبق فيها الشريعة بحذافيرها، ما كان يمنع وقوع الجرائم فيها.
وقال شيخ محمد إنه "لا يذكر" مقابلة أبوغيث، مضيفا أن دور الأخير كان يقتصر على التوجيه الديني، ما يحول دون السماح له بالاطلاع على المخططات العسكرية، نظرا لصرامة القواعد المطبقة في عمل الجماعة.
وأوضح شيخ محمد قائلا: "على حد علمي لم يحصل أبوغيث على تدريبات ضمن مخيمات المجاهدين بأفغانستان.. أنا شخصيا لم أتحدث معه قط حول عملية الحذاء المفخخ، ومهمة إعطاء التصريحات الإعلامية لا تدل بالضرورة على علم صاحبها بتفاصيل العملية أو حتى ببعض جوانبها" في إشارة إلى التهمة الأساسية الموجهة لأبوغيث، والمتعلقة بالتورط في هجمات سبتمبر بسبب ظهوره إلى جانب بن لادن وأيمن الظواهري في بيان إعلام المسؤولية.
ونفى شيخ محمد معرفته ما إذا أبوغيث قد أدى قسم البيعة لبن لادن، ولكنه أضاف أن هذا القسم لا يعني بالضرورة أن صاحبه سيقوم بتنفيذ عمليات.