الطائرة الماليزية: لما حلقت بارتفاع 12 ألف قدم؟ و"ناسا" تستعد لكشف مكانها
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يتضح المزيد من المعلومات الجديدة بشأن طائرة الركاب الماليزية المختفية منذ 8 مارس/آذار الجاري، وعلى متنها 239 شخصا، دون كشف حقيقة ما جرى للرحلة 370 منذ اختفائها بعد ساعة من إقلاعها من مطار كوالالمبور بطريقها إلى العاصمة الصينية، بكين.
ونقدم موجزا لأخر التطورات المتعلقة بالحادثة التي أصبحت واحدة من أكبر الألغاز في تاريخ الطيران المدني.
ماذا نعرف عن ارتفاع الطائرة أثناء الرحلة؟
أشارت تقارير إلى أن الطائرة، وأثناء آخر اتصال مع برج المراقبة الماليزي لدى اقترابها من المجال الجوي الفيتنامي، كانت تحلق على ارتفاع 35 ألف قدم، إلا أن رادارا عسكريا رصد تغييرا في ارتفاعها بالتزامن مع انحراف حاد عن مسارها الأصلي، بالتوجه نحو خليج ملقة، كما كشف مصدر مطلع على سير التحقيقات لـCNN.
وكشف المصدر بأن الطائرة حلقت، أحيانا، على ارتفاع 12 ألف قدم، قبل أن تتلاشي من شاشة الرادار، لافتا إلى أن الممر الجوي الذي سلكته يعرف بحركة الطيران الكثيفة فيه، وأن التحليق على هذا الارتفاع كان للابتعاد عن هذا الازدحام الجوي.
وأوضح بأن الرادار رصد الطائرة خلال ما بين الساعة 01:19 و 02:40 فجر السبت، اليوم الذي اختفت فيه، دون إيضاح الوقت الذي استغرقته الطائرة للهبوط إلى هذا الارتفاع المتدني.
لماذا تهبط طائرة إلى هذا الارتفاع المتدني ؟
ربما لعطل ميكانيكي، كما يرى خبراء، وقالت ماري شيافو، خبيرة الطيران المدني بالشبكة والمفتش العام السابق بوزارة النقل الأمريكي، إن هذه التفاصيل "مهمة للغاية.. إنها تقدم صورة أوضح عما كان عليه الأمر مسبقا.. الآن لدينا سيناريو يبدو فيه حدوث خطب ما، الطائرة غيرت مسارها بحدة وهبطت من ارتفاع 35 ألف قدم إلى 12 ألق قدم، هذا سيناريو يطابق ما يقوم به طيار عند حدوث كارثة على متن الطائرة، مثل انخفاض سريع بالضغط، أو اندلاع حريق أو انفجار.. هذا تحديدا ما تفعله في مثل هذه الحالة، الهبوط والانخفاض ومن ثم تغير الاتجاه ومحاولة العودة إلى مطار يمكنه التعامل مع طائرة معطلة .
وأضاف مارك ويس، طيار سابق بشركة "أميركان أيرلانز": "تتوارد الكثير من المعلومات بجانب أخرى متناقضة، وأدعو للحذر من القفز لأي استنتاجات في هذه المرحلة."
هل كان التغيير الحاد في مسار الرحلة مبرمجا؟
أكدت السلطات الماليزية أن آخر شارات نظام "آكارز" أظهرت بأن الطائرة كانت متجهة إلى بكين، نافية بذلك نظرية "المؤامرة" وإعادة برمجة مسار الرحلة قبل الاتصال الأخير مع الطائرة، غير أن خبراء لفتوا إلى ذلك ربما يقلل من نظرية حدوث تلاعب داخل قمرة الطائرة، لكن لا يستبعدها تماما.
من يشارك في عمليات البحث الآن؟
تشارك فيها دول من وسط آسيا وحتى أستراليا بالاستناد إلى آخر شارات التقطتها الأقمار الصناعية للطائرة قبل اختفائها، ويتركز البحث بممرين: جنوبي المحيط الهندي، وتتركز عمليات البحث الواسعة عليه، بجانب منطقة أخرى تمتد من كمبوديا ولاوس والصين حتى كازاخستان.
تقود أستراليا عمليات البحث في المنطقة الجنوبية، ومساحتها نحو 2500 كيلومترا جنوب غربي مدينة بيرث، والاثنين، نقلت وكالة الأنباء الرسمية في الصين، شينخوا،، إن طائرة صينية مشاركة رصدت "أجساما مشبوهة" في المنطقة.
وفي حال التأكد بأن "الأجسام" هي للطائرة المفقودة، من المقرر أن ترسل البحرية الأمريكية أجهزة تنصت بالغة الحساسية يمكنها تحديد موقع الحطام حتى عمق 20 ألف قدم.
ما هي الأدلة التي تشير إلى جنوبي المحيط الهندي؟
أشارت صور قمر صناعي فرنسي إلى حطام عائم في المنطقة، على بعد 2300 كيلومتر من مدينة بيرث الاسترالية، كما أن أقمارا صناعية أسترالية وأخرى صينية رصدت صورا لأجسام عائمة في ذات المنطقة، وبينت صور القمر الصناعي الصيني، التي التقطت في 18 من الشهر الجاري، أجساما عائمة يصل طولها إلى 22.5 مترا وعرضها 13 مترا.
ورغم ذلك، لم تعثر فرق البحث ، حتى اللحظة، عن أي أثر للطائرة.
هل البحث جار بالمنطقة الصحيحة ؟
يعتمد ذلك على من تساءل.. لقد قال رئيس الوزراء الأسترالي، توني آبوت، بأن بلاده كثفت من عمليات البحث في القوس الجنوبي، وبدا متفائلا بإمكانية العثور على ما قد يكشف عن مصير الطائرة المنكوبة.
وبالمقابل، يقول الخبراء إنه استنادا إلى تقارير تحليق الطائرة على مستويات منخفضة فأن البحث قائم بالمنطقة الخطأ، وشرح مارك ويس قائلا: إذا كانت الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض فأنها تستهلك وقودا أكثر من التحليق عاليا, وهذا يعني بأن التصورات بمكانها غير دقيقة."
وبدوره قال المحلل في شؤون الطيران المدني، مايلز أوبراين، للشبكة: "لا أدري إذا ما كنا نبحث في المنطقة الصحيحة.. مشاهدة ألواح خشبية عائمة بالبحر الجنوبي ليس هذا ما أدعوه أدلة عن طائرة.. من المحتمل أن تكون في مكان آخر تماما، وأعتقد أن هناك حاجة لإعادة تقييم البحث."
هل يمكن لناسا المساعدة؟
تستعد وكالة الطيران والفضاء الأمريكي لتوجيه أقمارها الصناعية للبحث عن الطائرة، إلا أن الأمر قد يستغرق عدة أيام، كما أعلنت الاحد.
كما ستعيد النظر في أرشيف بيانات الأقمار الصناعية، وتسخير "القمر الصناعي لمراقبة الأرض 1" و"محطة الفضاء الدولية" لمسح مناطق ربما تكون الموقع المحتمل الذي تلاشت فيه الطائرة.