الكونغرس يقر قانونا يمنع دخول الدبلوماسيين "الإرهابيين" موجها ضد سفير إيران الجديد
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أقر الكونغرس الأمريكي الاثنين مشروع قانون وافق عليه النواب من الحزبين، يسمح للرئيس بمنع المتشبه بتورطهم في أعمال إرهابية من تمثيل بلادهم لدى الأمم المتحدة، في خطوة تأتي ردا على ترشيح إيران لأحد أعضاء الجماعة الطلابية المسؤولة عن احتجاز دبلوماسيين أمريكيين بسفارة واشنطن في طهران سفيرا لها بالمنظمة الدولية.
وحصل مشروع القانون على الغالبية الساحقة من الأصوات، في تطور يعد موجها بشكل خاص ضد الدبلوماسي الإيراني، حميد أبوطالبي، الذي ترى واشنطن أنه كان من بين المتورطين في احتجاز 52 أمريكيا بعد اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.
وقال النائب تيد كروز، في لقاء مع CNN: "أبوطالبي إرهابي معروف، وقد ساهم في احتجاز أمريكيين لمدة 444 يوما. خطوة تسميته من قبل إيران سفيرا لها لدى الأمم المتحدة كانت صفقة متعمدة لنا هدفها السخرية من أمريكا."
وبحسب ما ذكره كروز، فإن القانون الجديد عدّل بعض أحكام القانون الحالي التي تسمح للإدارة الأمريكية برفض منح تأشيرات الدخول للسفراء الأجانب بحال اتضاح أنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي الأمريكي.
وقال كروز موضحا: "بموجب الوضع السابق، إذا قامت حركة طالبان الافغانية باختيار أسامة بن لادن ليكون سفيرا لها لدى الأمم المتحدة فسيكون علينا السماح له بدخول أراضينا والتجول في منهاتن.. أما الآن فهذا لن يحصل."
وكانت إيران قد قررت قبل أيام اختيار أحد رموز المجموعات الطلابية المشاركة في عملية احتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين التي استمرت لأكثر من عام في طهران إبان بداية "الثورة الإسلامية" في البلاد ليكون سفيرها الجديد إلى الأمم المتحدة، في خطوة رأى البعض أنها قد تعقد جهود الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لترتيب العلاقات مع طهران.
وسبق لمسؤول أمريكية أن أكد لـCNN أن واشنطن لم ترد بعد على طلب إيران منح أبوطالبي تأشيرة دخول إلى أراضيها، علما أن الدبلوماسي الإيراني سبق له أن عمل سفيرا لبلاده في النمسا وبلجيكا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، إلى جانب شغل مناصب عليا في الخارجية الإيرانية، قبل أن ينتقل إلى العمل في مكتب الشؤون السياسية التابع للرئيس حسن روحاني.
ويعتقد أن أبوطالبي من بين المقربين لروحاني، ولكن اختياره قد يحرج الإدارة الأمريكية التي تسعى إعادة الانخراط في اتجاه دبلوماسي جديد مع طهران، خاصة وأن بعثة إيران إلى الأمم المتحدة هي القناة الدبلوماسية الوحيدة المتوفرة بين أمريكا وإيران منذ إغلاق السفارات والقنصليات بين البلدين، وسبق للبعثة أن تولت نقل الكثير من الرسائل السياسية.