رأي: كيف يمكن منع الطائرات من الاختفاء مستقبلاً؟
كاتب المقال: ليس أبند عمل قبطاناً لطائرة بوينغ 777 لأحد شركات الطيران الرائدة، خبرته في الطيران تمتد على مدى 29 عاماً، وكاتب في مجلة Flying التي تستمر في النشر منذ 75 عاماً (المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي CNN)
مع عصر التكنولوجيا الذي نشهده بوجود أحدث التقنيات ووسائل الاتصال الاجتماعي، قد يكون من الصعب تخيل اختفاء طائرة تزن 325 طناً دون الحصول على أي إشارة منها، ولكن ما هي التكنولوجيا المستخدمة في الطائرات حالياً؟ وكيف يمكن منع الطائرات من الاختفاء مجدداً؟
إن الطائرات تملك تواصلاً بالرادارات، هذه الطريقة شائعة في معظم مناطق العالم، وتستخدم لتحديد مواقع الطائرات المدنية والعسكرية، إذ تقوم محطات الطيران الأرضية بإرسال إشارة إلى الطائرة، وترتد هذه الإشارة عن الطائرة لتلتقطها صحون الاستقبال المقعرة التي ترونها في المطارات، لتتحدد الطائرة بنقطة على شاشات المراقبة، ويزودها القائمون برمز معين، تلتزم الطائرة به طوال الرحلة في الغالب، وقد تتغير في بلد آخر، إلا أن تغيير هذا الرمز يعتمد على إدارة الطيران في البلد الذي تمكر به الطائرة، ولا يقوم الطيار بتعديله في أي وقت من الرحلة.
أما التواصل فيتم من خلال موجات الراديو، إذ تقوم المحطة التي حددت رمزاً للرحلة في الغالب بمتابعة الاتصال مع الطائرة، لكن موجات الراديو هذه قصيرة المدى، وتكون ضعيفة في بعض المناطق حول العالم، وهذا ما يمكن أنه حدث مع الطائرة الماليزية 370، ومعدومة في المحيطات حيث لا توجد محطات أرضية لمواصلة الاتصال بها، كما أنها غير موجودة في بعض القارات مثل أمريكا الجنوبية، إلا أن هذه الوسيلة متوفرة دائماً عند هبوط الطائرة.
لكن الطيارين على علم دوماً بمناطق تواجد المحطات الأرضية للتواصل بالراديو معها، وفي حال وقوع حالة طارئة ينتظر الطبار إشارة قريبة للتخاطب بالراديو مع المحطة الأرضية، كما يمكنه أن يتواصل بالراديو مع أي طائرة قريبة، وهذا ما حدث بالضبط مع الطائرة اليابانية التي كانت تسبق الطائرة الماليزية بثلاثين دقيقة، لكن الطيارين قالوا إنهم حصلوا على رسالة غير واضحة لم يتمكنوا من تحديد مصدرها أو تخصيصها للطائرة الماليزية، إلا أن الرسالة كانت لتكون واضحة نظراً للمسافة التي كانت تفصل بين الطائرتين.
إذاً ما هو الحل؟ اقترح عديدون أن الحل لمشكلة اختفاء الطائرات يكمن في إجراء تعديلات على الصندوق الأسود، لكن الصندوق هذا يعتبر وسيلة تحليل جنائية للتحقيق في مجريات الرحلة وبعد وقوع أي حادث للطائرة، إذاً لماذا نبحث عن طرق تحسن العثور على أسباب وقوع الحادث عوضاً عن البحث عن مشاكل يمكنها أن تساعد في منع الحادث في أساسه أو على الأقل تحديد موقع الطائرات عند مواجهتها أي مشكلة في أي مكان في العالم.
لمن تابع قصة الطائرة فإنكم على علم بوجود نظام يسمى "ACARS" وهذا النظام يعلم المحطات الأرضية بوجود خلل في النظام بشكل أوتوماتيكي من خلال التواصل بالأقمار الصناعية، ولكن لسبب ما حصل خلل جنب النظام من إرسال أي رسالة واضحة، وهذه هي المشكلة في النظام الذي لن يعمل في حالة وجود خلل في النظام، إلا أن طاقته منفردة ولن تتأثر في حال انقطاع التيار الكهربائي أو حصول خلل في بطارية الطائرة، وفقاً لخبرتي.
ولكن الحل يكمن في نظام " ADS-B" وهذا النظام سيعمل في أي مكان على الأرض وفي حال وقوع أي خلل لتحديد الموقع بالضبط للطائرة من خلال إرسال موقع الطائرة للأقمار الصناعية وبشكل أوتوماتيكي، إذ تحرص شركات الطيران الأمريكية الآن على وجوده في طائراتها جميعاً بحلول عام 2020.
الفرق بين النظامين يكمن في أن نظام "ACARS" مشغل من خلال شركات الطيران ليستقبل معلومات خاصة بالصيانة، بينما يفعل نظام " ADS-B" من محطات الطيران ذاتها.
لكن المشكلة فيه تكمن بأنه يتوجب على الطائرات أن تكون مجهزة لوضعه فيها وهو أمر يتوجب على شركات الطيران البحث فيه لنمنع وقوع حوادث أخرى مثل اختفاء الطائرة الماليزية التي لم يعثر عليها إلى الآن.