ما الذي يمكن أن يحصل لو أصبحت هيلاري كلينتون رئيسة أمريكا؟
كاتب المقال: ديفيد فروم، كاتب في CNN ومحرر في صحيفة "Daily Beast"، عمل على تأليف ثمانية كتب من ضمنها رواية جديدة "Patriots" وكتاب إلكتروني عن فترة ما بعد الانتخابات بعنوان "Why Romney Lost"، وقد عمل فروم مساعداً خاصاً للرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن منذ عام 2001 ولغاية عام 2002. (الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر CNN)
كما فعل ميت رومني وجون مكاين (من المحتمل) أن تترشح هيلاري كلينتون أيضاً للرئاسة عام 2016 وهي جدة، وهذه الحقيقة غير الصادمة قد أشعلت جدلاً في وسائل الإعلام يتمحور حول فيما لو كانت كلينتون ضحية للتمييز الجنسي.
هذه النقطة سيتم تمت مناقشتها من قبل، وسيتم في الغالب طرقها مجدداً، نظل نسأل لأننا نرفض بأن نرى الجواب الصحيح، إن كلينتون ليست ضحية لهذا النقاش بل مستفيدة منه.
لنفترض بأن الجدة كلينتون فازت بانتخابات عام 2016، فإنها ستصبح ثاني أكبر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية عمراً، بعد رونالد ريغان الذي انتخب بعمر 69 عاماً، ولكن هل يمكن بأنها قد تقدمت بالعمر؟ لقد شعر الناس بأريحية في مناقشة عمر جون ماكين عندما رشح نفسه للانتخابات سابقاً.
إذ نقلت CNN في يونيو/حزيران عام 2008 في مقابلة مع باراك أوباما عند ترشحه عندما قال إن مكاين "فقد لمسته"، كما أن العمر لم يعتبر مشكلة وفقاً لما نقلته CNN خلال الانتخابات بقولها: "إن ثلث من توجهوا لصناديق الاقتراع يرون بأن عمر ماكين يمكن أن يشكل عائقاً أمام إدارته للبلاد بفعالية، كما عبر الثلث تقريباً عن قلقهم إزاء عمر بوب دول عام 1996، عندما كان يبلغ 73 عاماً عند ترشحه، وتجاه رونالد ريغان الذي كان يبلغ من العمر 73 عاماً في 1984 (...) إن الناخبين الأقدم سناً يبدو عليهم القلق بشأن عمر المرشحين أكثر من غيرهم."
لكن ما اعتبر مقبولاً عام 1984 و1996 و2008 يعتبر الآن مهيناً لمؤيدي كلينتون بكونه يشكل إساءة للنساء.
وأشار عنوان عريض ظهر بموقع "Salon" الليبرالي إلى أن "تحديد عمر للرئاسة حتى ولو كان تحديده لفظياً، يمكنه أن ينعكس سلبياً على المرشحات الإناث، اللواتي يعتبرن أكبر عمراً من نظرائهن الذكور عندما يبدأن مشوارهن السياسي."
وينطبق الأمر ذاته عند ذكر زواج كلينتون، إذ يتوقع أن يعمل المرشح الجمهوري المحتمل راند بول أن يطالب بمسائلة هيلاري عن بعض فضائح فترة رئاسة زوجها وفي الوقت الذي كانت فيه كلينتون غير مسؤولة عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الجدية خلال فترة حكم زوجها، إلا أنها كانت العقل المدبر لتعيين محققين خاصين و"تدر" العشيقة السابقة لكلنتون جينيفر فلاورز عندما أعلن عن علاقتهما عام 1992، وفقاً لسيرة ذاتية نشرت عام 2007.
كما تظهر أوراق هيلاري هجومها على مونيكا لوينسكي بادعاء جنونها وتعقبها لزوجها، وهذا يمكن أن يعتبر خط الدفاع الأول الذي يمكن أن يستعمله البيت الأبيض للتعامل مع الفضيحة الجنسية عام 1998، إذ قاد الساعد الأيمن لهيلاري كلينتون، سيدني بلومينثال حملة انتقام من الصحفيين والسياسيين الذي عارضوا عائلة كلينتون، أبرزهم سوزان شميدت الصحفية في جريدة واشنطن بوست.
ولا يوجد هنالك ما يؤكد بأن فترة رئاسة هيلاري كلينتون يمكنها أن تحقق الازدهار الاقتصادي والسياسي الذي شهدته فترة تسعينيات القرن الماضي، فالسياسة الخارجية التي اتبعتها هيلاري كلينتون كانت غير واضحة ومشكوك فيها وهو أمر أشارت إليه هيلاري بنفسها، ولكن الأمر غير المشكوك فيه هو أن رئاسة أخرى لعائلة كلينون يمكنها أن تحرق السياسات باتجاه تدمير ذاتي مثل الذي ترأسته كلينتون قبل 20 عاماً والذي حذرت منه حملة أوباما الانتخابية عام 2008. (إحدى أبرز الطرائف في رئاسة هيلاري كلينتون ستتمثل في اكتشاف الجمهوريين لنزاهة باراك أوباما الخالية من الفضائح.)
هيلاري كلينتون تطلب منا أمرين، أولهما هو أن تتم معاملتها والحكم عليها مثل أي رجل ناجح في السياسة، ومن جانب آخر ترغب منا أن نتذكر بأن جميع آمال النساء حول العالم مرهونة بحصولها على الوظيفة التي تتمناها، مثلما قالت في الليلة التي انتهت فيها الانتخابات عام 2008 لصالح أوباما:
"رغم عدم قدرتنا على تحطيم اللوح الزجاجي القاسي والمرتفع هذه المرة، إلا أنه وبفضلكم أحدثنا فيه 18 مليون شرخاً، ليتخلله الضوء كما لم يحدث من ذي قبل، لنمتلئ أملاً بأن المرة القادمة ستكون أسهل وأننا سنعمل بجد لتحقيق هدفنا، ابقوا معي وقفوا معي لنصنع التاريخ معاً."