شاهد يفجر المفاجأة بمحاكمة "أبوحمزة المصري" ويروي حقيقة "معسكر التدريب القاعدي" بأمريكا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- شهدت محكمة في مدينة نيويورك تقديم ايرنست جيمس أوجاما، المشتبه الرئيسي في قضية بناء معسكر تدربي على نمط معسكرات تنظيم القاعدة شهادته في قضية رجل الدين، أبوحمزة المصري، كاشفا أنه بعث برسالة إلى المصري حول المعسكر والخطط الموجودة فيه وشجعه على القدوم وإدارته، رغم أنه بحقيقة الأمر كان يكذب حول قدراته الحقيقية.
وبحسب مجريات الجلسة، فقد شهد أوجاما أنه أرسل رسالة إلى المصري الموجود آنذاك في لندن حدثه فيها عن العثور على قطعة أرض في ولاية أوريغون تصلح لكي تكون معسكرا تدريبيا للعناصر المتشددة، واصفا إياها بأنها "أشبه ما تكون بأفغانستان" كما دعاهم إلى إرسال كل المتطوعين الراغبين في التدرب نفسيا وجسديا على الجهاد إلى المعسكر.
وأشار أوجاما إلى أن رسالته للمصري كانت تعد بتوفير "عشرات المتطوعين" للتدريب، وكذلك توفير الحماية الأمنية للمصري بعد وصوله إلى المعسكر، مضيفا أن المتطوعين باشروا تخزين الأسلحة والمؤون في الموقع وتشييد بعض الأبنية، بما في ذلك المسجد الخاص بالمعسكر.
وبحسب شهادة أوجاما، فإن الموقع كان يفتقد لكل هذه الأمور على أرض الواقع، ولكنه كان يأمل بالحصول على مباركة المصري للمشروع من أجل أن يستغل ذلك لبدء جمع التبرعات وبناء المكان مضيفا أن المصري كان سيصبح "النجم" الذي "يجذب" المتطوعين للمشروع.
وتابع أوجاما بالقول إنه اتصل بالمصري للتأكد من وصول رسالته، ولكن الأخير نهره وانتقده بسبب تساهله الأمني، مشيرا إلى إمكانية تجسس الشرطة على المكالمة، ولكنه لاحقا وافق على دعم المشروع.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد تسلمت المصري من بريطانيا بعد معركة قضائية طويلة عام 2012، وهي تتهمه بالضلوع في عدد من النشاطات الإرهابية، وبينها الهجوم الفاشل بالحذاء المفخخ الذي نفذه ريتشارد ريد، كما تعتقد بوجود علاقات تربطه بمحمد عطا، أحد أبرز المشاركين بهجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ويلاحق المصري أيضا بتهمة تقديم المساعدة لشبكة إرهابية من خلال إرسال رجلين يحملان المال والمواد التدريبية إلى أوريغون استجابة لطلب أوجاما من أجل تأسيس المعسكر التدريبي، وبالتالي فإن المصري قد يواجه حكم السجن لمدى الحياة بحال إدانته.
من جانبه، قال جوشوا دراتول، محامي الدفاع عن المصري، إن الادعاء لم يقدم أدلة تدين موكله أو تدل على قيامه بإعطاء أوامر وتوجيهات متصلة مباشرة بأعمال جرمية مضيفا أن دوره لم يتجاوز "التعليق على الاحداث والقضايا" من خلال إشادته بزعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، خلال خطبه، والتنويه بهجمات سبتمبر."
وكانت السلطات الأمريكية قد اعتقلت أوجاما عام 2002، ووجهت إليه تهم دعم الإرهاب من خلال مشروع معسكر أوريغون ومرافقة أحد المتطوعين من لندن إلى معسكر تدريبي في أفغانستان بأوامر يعتقد أنها صادرة عن المصري، وقد أفرجت السلطات عن أوجاما عام 2010 بموجب اتفاق قضائي يلزمه بالشهادة في قضية المصري.
أما المصري فظهر في المحاكمة دون خطافه المعروف، وطالب محاميه بتوفير سروال وقميص له لضمان راحته خلال الجلسة، علما أنه قد سبق له التأكيد على رغبته بالشهادة خلال الجلسة.