رأي؟ لهذه الأسباب على الغرب تجاهل مناشدات التدخل في العراق

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: HAIDAR HAMDANI/AFP/Getty Images

شارلي كوبر، باحث  في شؤون الشرق الأوسط بمعهد كويليام المعني بمكافحة التطرف، هو معد هذا التقرير الذي لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن آراء CNN وكل ما ورد فيه هو وجهة نظره الخاصة.

محتوى إعلاني

 

محتوى إعلاني

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يجب وضع كافة الذرائع جانبا، على الغرب عدم التدخل في العراق، بصرف النظر عما يقوله السياسيون، عراقيون ام سواهم، التدخل الغربي لمساندة بغداد بالتصدي لمليشيات "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – داعش – لا يعتبر بمثابة حل للأزمة الراهنة ولن يقود إلى حلها.

بل على النقيض: التدخل العسكري المباشر من قبل الغرب، حتى لو بطلب من رئيس الوزراء العراقي، نروي المالكي، سيفاقم الوضع بشكل كبير،، وستخرج منه "داعش"، وعلى عكس ما يدعي المؤيدون للتدخل – على رأس القائمة .

يبدو هناك اجماع دولي بعدم الرغبة في إرسال قوات غربية للعراق، وفي حال قرار التدخل،  من المرجح أن يتخذ شكل ضربات جوية، سواء بطائرات بدون طيار أو صواريخ أو طائرات مقاتلة، سيركز خلالها العمليات حصريا على معاقل "داعش" القوية " لغاية تجنب إيقاع ضحايا بين المدنيين.

وبعيدا عن الخطابات السياسية، التدخل الغربي سيعزز بروبوغاندا "داعش"، في أي هجوم يسقط ضحايا بين المدنيين، مهما كان التخطيط جيدا ودقة المعلومات الاستخباراتية، وهذه ستوفر فرصا للجماعة، التي في الواقع تعتمد على قدراتها في تحميل مسؤولية مقتل ضحايا إلى الأعداء، ومن هذا المنطق ستعزز طروحاتها الجهادية المنحرفة بالمبالغة في ادعاءاتها بالتهديد الصليبي، غير القائم في الأصل، والدفاع عن شرعية التنظيم الزائفة.

بإختصار، مع تنامي حصيلة القتلى المدنيين في العراق، سيجري تدويل الأحداث  ما سيزيد من قاعدة شعبية "داعش"، هو تأثير سيجري تضخيمه إذا سقط الضحايا على أيدي الأمريكيين أو البريطانيين.

لا ننسى أن أحد المبادئ الرئيسية في السرد الجهاد هو ما يسمى بـ"الحرب على الإسلام"، من خلال هذا النموذج المستهلك، فأن أي تدخل دولي في نزاع يخص مسلمين، قد يستخدمه الجهاديون لتأكيد طروحاتهم الهزيلة، أضف إلى ذلك، لا يمكن، وبأي حال من الأحوال، لا يمكن تبرير التدخل ضد "داعش" في العراق وليس ضد الأسد في سوريا.

صوابا كان ام  خطأ، التدخل قد ينظر إليه بالمنطقة كدليل دامغ بأن الغرب يتدخل فقط عندما يكون ازدهار اقتصاده على المحك، وإلا فلماذا يدافع عن حقوق المدنيين هنا وليس ضد الأسد بعد استخدامه الواضح للأسلحة الكيماوية.

على الغرب تجاهل مناشدات بغداد للمساعدة العسكرية، ينبغي علينا التركيز على المساعدات الإنسانية للنازحين والضغط دبلوماسيا على (نوري) المالكي لإجباره للقيام بإصلاحات جذرية.

على المنظور البعيد، الحل الوحيد هو السياسي: يجب إدماج سنة العراق المهمشين سياسيا واقتصاديا بعملية اتخاذ القرار، فأن دعونا بأن لا نتدخل عسكريا فهذا لا يعني بأن الحل العسكري غير مناسب، فأن لم يملك الجيش العراقي القدرة للاضطلاع بذلك، هنا أقوله بأنه ضرورة قصوى.

يبقى ذلك بيد الدول ذات الأغلبية السنية، لتفادي تكرار الخطاب النمطي بأن قوات الغرب تهاجم مجددا المسلمين،  إذا تحركت دول كتركيا والأردن لن تكون لخطابات "داعش" أي تأثير مقارب.

على الغرب التركيز على أيدولوجية "داعش" و تقويض أعظم أدواته الخطابية  بأن الغرب "الصليبي" يهاجم المسلمين حول العالم.. وهذا لا يمكن تحقيقه سوى ن طريق سياسة ضبط النفس.

نشر
محتوى إعلاني