مصادمات وغاز مسيل للدموع بفيرغسون الامريكية.. وكي مون يدعو للالتزام بالمعايير الدولية للتعامل مع المحتجين
فيرغسون، ميسوري (CNN) -- تغلف أجواء التوتر الحاد مدينة "فيرغسون" بولاية ميسوري الأمريكية، حيث تحتدم المصادمات بين محتجين وقوات الحرس الوطني، التي نُشرت بالمدينة المضطربة منذ أكثر من أسبوع على خلفية مقتل شاب أسود على يد ضابط شرطة أبيض، وسط مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لسلطات المدينة ضمان حرية التجمع السلمي والالتزام بالمعايير الدولية للتعامل مع المتظاهرين."
واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع وأجهزة "ضبط الحشود طويلة المدى"، التي تصدر أصواتا حادة ومؤلمة، لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء الزجاجات الفارغة والحجارة وأحيانا قذائف المولوتوف الحارقة، في حين أشارت تقارير إلى سماع طلقات نارية.
وقال أحد المحجين الغاضبين لـCNN: "في النهاية سيجري تصنيفنا كمتمردين."
وشهدت المدينة أعمال سلب ونهب خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر قرابة الأسبوعين، وسط مطالب محتجين لآخرين التعبير عن استنكارهم بسلمية، وهناك اعتقاد بين سكان فيرغسون إن أعمال الشغب ارتكبت من قبل أشخاص من خارج المدينة.. وقال أحدهم للشبكة: "لسنا بحاجة إلى مثيري الشغب.. بل من يقفون بصلابة لإسماع كلمتهم."
وبدوره، صرح مالك شاباز، رئيس "محامون سود لأجل العدالة: "لن نسمح للمستفزين من الخارج بدخول المدينة.. لن نسمح بتدمير هذا التحرك."
وتسود "فيرغسون" احتجاجات عارمة منذ مقتل الشاب الأعزل، مايكل براون، 18 عاما بست رصاصات أطلقها ضابط أبيض قبل 11 يوما، ما أدى لإغلاق المدارس وقرار حاكم ميسوري، جي نيكسون، بشر قوات الحرس الوطني لاستعادة الهدوء.
وأثار تشريح خاص أجرته عائلة الضحية المزيد من التساؤلات بشأن مبررات إطلاق النار على ابنها، وبررته الشرطة بمحاولته انتزاع سلاح الضابط ، وهو ما نفاه شهود عيان بالتأكيد أنه قتل بـ"دم بارد" بعد استسلامه إثر توقيفه وصديق له، لعرقلتهما حركة السير بالمشي وسط الشارع.
وتدعو عائلة براون إلى تحقيق العدالة كما انتقدت تعامل الشرطة مع القضية لا سيما بعد نشرها شريط فيديو يزعم ارتكاب براون ما قد تبدو كجريمة سرقة، بالتزامن مع كشف اسم الضابط مطلق النار، تحقيقا لمطالب المحتجين، في خطوة وصفتها الأسرة بأنها محاولة للتشهير بالضحية.
ومن المقرر زيارة وزير العدل الأمريكي، أريك هولدر، المدينة غدا الأربعاء للالتقاء بقيادات المدينة وعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالية الذين يقومون بتحقيقات منفصلة في القضية.
وجذبت القضية انظار العالم إلى فيرغسون، حيث دعا كي مون، سلطات المدينة ضمان التجمع السلمي للمحتجين وقوات الأمن للالتزام بمعايير الولايات المتحدة والدولية في التعامل مع المتظاهرين."