موسكو تستهين بصور "الناتو" والحلف يدين "إنكارها الفارغ" للتدخل عسكريا بأوكرانيا
(CNN)-- دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندريه فوغ راسموسين الجمعة، ما سماه "التصعيد الخطير للعدوان الروسي" في أوكرانيا، وقال إن موسكو شنت عملية عسكرية مباشرة هناك، متهما إياها بأنها تمارس "الإنكار الفارغ"، مشيرا إلى أن هناك قوات دخلت الحدود بشكل غير مشروع وعبرت إلى أوكرانيا، وهذا ليس عملا معزولاً وإنما جزء من حملة "لزعزعة استقرار أوكرانيا كدولة ذات سيادة."
وأضاف راسموسين الذي كان يتحدث في اجتماع طارئ لسفراء حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل بأن العمل الروسي يمثل خرقا سافراً للسيادة الأوكرانية " وازدراء لكل الجهود الدبلوماسية المعنية بإيجاد حل سلمي."
وكان حلف الناتو أصدر الخميس صورا قال إنها التقطت بواسطة الأقمار الصناعية تظهر فيها القوات الروسية منخرطة في عمليات عسكرية داخل أوكرانيا، وبذات اليوم اتهم مسؤولون أمريكيون روسيا بإرسال نحو 1000 جندي روسي إلى جنوب أوكرانيا للقتال إلى جانب الثوار، وقد عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث الأزمة، حيث واصلت روسيا إنكارها سواء لتقديم الدعم للثوار، أو إرسال قوات تابعة لها إلى هناك.
وفي مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة في موسكو، قال إن الصور التي نشرها حلف الناتو، والتي يظهر فيها حشد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا "اتضح بأنها من ألعاب الكمبيوتر .. والاتهامات الأخيرة مشابهة تقريبا." لافروف وأضاف أنه لا توجد أدلة تفيد بوجود هجوم تم تقديمها لروسيا، "وأعتقد بأن إخفاء الأدلة هو سمة بارزة للولايات المتحدة وكثير من الدول الأوروبية." فيما يتعلق بأوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديث مع تجمع شبابي الجمعة، بأن السلطات الأوكرانية تحتاج إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات "ولكنهم يتكلمون لغة الإنذار بدلا من ذلك." كما دعا بوتين في وقت سابق الثوار الموالين لروسيا إلى فتح ممر إنساني للقوات الأوكرانية المحاصرة لتمكينهم من الانسحاب من ميدان القتال.
وأدى القتال العنيف في مناطق مكتظة بالسكان في شرق أوكرانيا إلى سقوط قتلى وجرحى، ومحاصرة المدنيين بحسب ما أفادت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان، وفي تقرير حديث للمفوضة، أصدرته الجمعة، يغطي فترة شهر حتى 17 أغسطس/ آب، قال بأن نحو 36 شخصا يقتلون يوميا، وأن "هناك حاجة ملحة لإنهاء القتال والعنف في الأقاليم الشرقية، قبل أن يتضرر المزيد من المدنيين أو يرغموا على النزوح، أو يواجهوا صعوبات غير محتملة جراء وقوعهم في داخل مناطق الصراع." بحسب ما أوضحت المفوضة نافي بيلاي.
ويوثق التقرير أيضاً الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان، التي يرتكبها الثوار، وكذلك التي يرتكبها عناصر من القوات الحكومية الأوكرانية، خلال محاولاتهم السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
وقتل 2593 شخصا في أوكرانيا على الأقل، منذ منتصف إبريل/ نيسان وحتى 27 أغسطس/ آب بحسب قول المفوضية.