بعد تحذيرات من تنامي التنظيم استمرت أكثر من عام.. كيف لأوباما "الاستهانة" بداعش؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أثار إقرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالاستهانة بقدرات تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتصدى له طيران التحالف الدولي في كل من سوريا والعراق، تساؤلات في ظل تقارير استخباراتية أمريكية حذرت، منذ أكثر من عام، من تنامي فعالية وقدرات التنظيم الذي يعرف إعلاميا "بداعش."
وصرح أوباما، خلال مقابلة مع شبكة "سي بي اس"، الأحد، إن بلاده: "قللت من شأن ما يحدث في سوريا" ما جعل من الدولة العربية التي تعيش منذ أكثر من ثلاث سنوات مواجهات دامية بين قوات النظام والمعارضة الساعية للإطاحة به، إلى جانب عناصر متشددة أخرى" ملاذا آمنا للجهاديين ومنصة انطلاق لهم.
واستشهد أوباما بتصريح مدير الاستخبارات الوطنية، جيمس كلابر، لصحيفة "واشنطن بوست"، منتصف الشهر الماضي وقال فيها إنّ الولايات المتحدة "قللت من شأن داعش وبالغت في تقدير قدرات الجيش الأمريكي على قتاله"، في تصريح يماثل آخر أدلى به في أغسطس/آب قال فيه إن "الاستخبارات لم تقدر بدقة تقدم داعش في العراق وسوريا."
ودافع البيت الأبيض، وعلى لسان الناطق باسمه، جوش أرنست، الاثنين، عن تصريح أوباما بتأكيد بأنه لم يقصد منه إلقاء اللائمة على الأجهزة الاستخباراتية.
وتعود تحذيرات مسؤولين استخباراتيين، لأكثر من عام، نبهوا فيها من تنامي "داعش" والتحذير من محدودية الإمكانيات المتاحة لجمع معلومات استخباراتية في دول تمدد فيها التنظيم الراديكالي، من بينها تحذير القائم بأعمال مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية سابقا، ديفيد شيد، وحذر فيها، عام 2013، من جماعات إرهابية مرتبطة بالقاعدة تكتسب قوة داخل سوريا.
وأضاف قائلا في ندوة رعتها CNN على هامش فعاليات منتدى آسبن الأمني: "من الواضح للغاية إنه خلال العاميين الماضيين، تزايد حجمها وتنامي قدراتها وفعاليتها الدموية.. في النهاية لن يعودوا أدراجهم لأوطانهم بل سيقاتلون لأجل الحفاظ على تلك المساحة.. أنهم هنا للبقاء طويلا."
وفي أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، حذر مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية من تعاظم خطر داعش قائلا: إنهم تهديد رئيسي ومتصاعد لاستقرار العراق.. وتهديد متزايد لنا."
وتناغمت تصريحات المسؤول مع أخرى كتبها مدير "وكالة الاستخبارات الدفاعية"، مايك فلين، في مذكرة رفعت إلى لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ في فبراير/شباط الماضي، جاء فيها: "من المرجح أن تسعى القاعدة في العراق/داعش للسيطرة على أراض في العراق وسوريا لإستعراض قواها عام 2014، كما بدا ذلك جليا في الرمادي والفلوجة مؤخرا، مع قدرة الجماعة الحفاظ على ملاذتها الآمنة في سوريا."
وتابع: استغلت الجماعات الإرهابية البيئة الأمنية المتساهلة لتصعيد عملياتها وتواجدها في العديد من المواقع والتوسع بسوريا ولبنان وتأجيج التوتر بأنحاء المنطقة."